مواضيع اليوم

إشارة مرور(قصة قصيرة)

عادل الجمال

2010-03-26 19:30:10

0

 

إشارة مرور

لا بد أنه قادم اليوم لا محالة.. كثير ما حدثنى انه يوم أجازته الوحيد،لكن طال انتظارى له على مدى
عامين وبضع شهور.
سأقف على نفس محطة الأتوبيس وفى نفس الوقت المتأخر من الليل .. لا بد أن أنتقم..الوغد..!
قاربت الساعة الثانية عشرة ليلا،أخذت مكانها المعتاد بجوار التليفون على يمين محطة الاتوبيس،
رفعت السماعة وطلبت بعض النمر،"تقصعت" فى كلامها وحركاتها..طال وقوفها،لكن لم يأت أحد.
شعرت بالملل ، تركت التليفون وأخذت تترقب مقدم السيارات وفجأة ازدحم الطرق بالسيارات خاصة
عربات الشرطة بيضاء اللون وأعلنت الإشارة عن لونها الأحمر.
وقفت جميع السيارات أمامها وهى تتأملها واحدة واحدة،نظرت عن بعد فوجدت السيارة التى ربما تنتظرها
كل يوم، إنه نفس اللون والأربعة أرقام والزجاج الفاميه....
أرتجف قلبها ،تصبب جسدا عرقا..هل يمكن أن تكون سيارته..؟
لماذا تلك الحماية وكل هذا الحرس..؟
هرولت نحو السيارة ، نظرت بداخلها فإذا بها تراه..
تسمرت قدماها..عجز لسانها عن الإفصاح..أشتدت ضربات قلبها وتحرقت عيناها من العرق الذى ملأ جبهتها.
إنها ترى أختها بجواره قابضا على يديها...
أعلنت الإشارة عن لونها البرتقالى وأخذ هو يستعد للرحيل فعاد يملك زمام القيادة، نظر خارج نافذة السيارة فوجدها
تسرع نحوه والشرر يتطاير من عينها،أحمر وجهه واذدادت عصبيته ، ضغط على دواسة البنزين بكل قوته،
انطلقت السيارة بأقصى سرعة لها حتى قارب على الاصطدام بسيارات حمايته.. تغيرت ملامحها وبدت السعادة تغمرها
لأنه ربما شارف على الموت فيكون القدر قد ثأر لها ، لكن الإشارة أعلنت عن ضؤها الأخضر فانطلقت جميع السيارات
وبقيت هى واقفة تهذى..
لا بد ان أنتقم..
الوغد..

بقلم..
عادل الجمال




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات