كنت اركب بجانبه في سيارته، وهو بالمناسبة رجل (نزق)، والمشكلة أن ربي ابتلاني دائماً بمصاحبة الناس (النزقاء)، ولا ادري هل ربي قد كتب عليّ ذلك من اجل التكفير عن بعض ذنوبي الكثيرة؟! أم أنني كالفراشة التي تتجه للنار دائماً.
الاحتمالان واردان وصحيحان، لهذا فأنا أتعايش معهما مثلما يتعايش أي مريض مع داء الارتكاريا والصرع معاً.
وقفنا أمام إشارة مرور حمراء، وكنا أول الواقفين، وبعد قليل أضاءت الإشارة الخضراء، ولم يفطن لها صاحبي النزق، حيث انه كان يعبث بمفاتيح الراديو، فما كان من السائق الذي خلفنا إلا أن يضرب منبه (البوري)، فاستشاط صاحبي غضباً وصرخ قائلاً: ما عندك صبر يا حيوان.
وانطلقنا وما هي إلاّ ثلاث دقائق، وإذا بنا نتوقف خلف سيارة حجزتها إشارة المرور الحمراء أيضاً، وعندما أضاءت الإشارة الخضراء، ولم يتحرك سائقها سريعاً، فوجئت بصاحبي يعلق منبه (البوري) صائحاً: تحرك يا حيوان، هل أنت أعمى؟!
عندها لم أملك إلاّ أن أقول: للأسف إن بعض الحيوانات تركب السيارات وتملأ الشوارع، فأكد على كلامي هذا عندما قال لي: صح لسانك، بس فين الناس اللي تفهم؟!
يقال إن هناك تاجراً وقع في غرام فتاة، وكانت تلك الفتاة الصغيرة الحلوة التحقت منذ مدة قصيرة بشركة ذلك التاجر الأرمل ذي (البطن الكبير)، اختصر عليكم الموضوع وأقول: انه قرر أن يفترسها ـ أي يتزوجها ـ ولكنه قبل أن يقدم على تلك الخطوة المصيرية، استعان بوكالة معروفة للاستطلاع وتقصي الحقائق وعمل تقارير موثقة عن أي شخص، طبعاً التاجر أراد أن يعرف كل شيء عن الفتاة، وأخذت الوكالة تتبع خطوات وحياة الفتاة، ـ وللزيادة في التوضيح فإن التاجر لم يخبر تلك الوكالة عن شخصيته ـ وفي هذه الأثناء أخذ يخرج أحياناً مع الفتاة ويدعوها الى مقهى أو مطعم أو ما شابه ذلك.
وأخيراً وصله التقرير من الوكالة وفيه التالي: الفتاة سمعتها حسنة، وصفحة ماضيها نقية، ووضعها العائلي والاجتماعي ممتاز، ووصمة العار الوحيدة في حياتها، أنها في المدة الأخيرة عملت في شركة التاجر الفلاني، وأخذت تخرج معه، وهو رجل بشع وبدين، وسيىء السمعة، وأخلاقه في الحضيض.
مشعل السديري الجمعـة 12 محـرم 1430 هـ 9 يناير 2009 العدد 11000 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الــــــرأي
m.asudairy@asharqalawsat.com |
التعليقات (0)