لأول مرة يُكتب إسم الزعيم عبدالناصر كضابط فى الصحف المصرية كان قبل ثورة يوليو بأكثر من ثلاث سنوات وبالتحديد يوم السبت 5 مارس عام 1949 فى العدد 226 من جريدة الأخبار وفى الصفحة الخامسة ، وكان هذا فى اليوم السابق مباشرة لعودة القوات المصرية التى كانت محاصرة فى الفالوجا أثناء حرب فلسطين لمدة 130 يوماً من 14 كتوبر 1948 حتى 26 فبراير 1949 وخصصت أخبار اليوم الصفحة الخامسة كلها لذكريات وحكايات وطرائف حدثت أثناء الحوار ، وكان محرر "أخبار اليوم" الذى كتب هذه الصفحة وقتها محرراً شاباً ينشر توقيعه ببنط صغير أسفل كتاباته وهو عملاق الصحافة المصرية والعالمية فيما بعد الأستاذ هيكل .
وكانت "أخبار اليوم" قد نقلت ذلك الموضوع من حديث نشرته مجلة الحائط التى كانت تصدرها القوات المسلحة المصرية المحاصرة فى الفالوجا بإسم " مجلة الفالوجا" لترفع بها الروح المعنوية للجنود المصريين أثناء الحصار الذى طال وكان الحوار يتضمن أسئلة تقليدية موجهه لعدد من ضباط وجنود الفالوجا ومن بينهم الصاغ أركان حرب جمال عبدالناصر حسين أركان حرب اللواء الرابع المحاصر ، وعلينا أن نتأمل إجابات الصاغ عبدالناصر وإجابات زملاءه وبخاصة السؤال الأخير لكى نعرف كيف كان يفكر هذا الضابط الشاب الذى لم يتجاوز عمره وقتها 31 سنة .
وجهت مجلة الفالوجا عشر أسئلة إلى عشرة من أفراد القوة المحاصرة من مختلف الرتب العسكرية إبتداء من القائد الأميرالاى "سيد طه" إلى العسكرى السوهاجى .
السؤال الأول كان .. ما أجمل منظر رأيته فى الحصار ؟! فأجاب البكباشى يس الحمزاوى : هيفاء جميلة تحمل الجرة .. وأجاب الصاغ جمال عبدالناصر حسين : سائقة كوهين الحسناء .. وأجاب اليوزباشى "أمين أحمد" طائراتنا وهى تضرب "جاب" .. وقال الملازم ثان"مدحت شُعيب" عسكرى شايل زلماية مجروحة .. وقال العسكرى السوهاجى علبة سجاير هوليوود .
وكان السؤال الثانى : ما الصنف الذى تشتهيه بعد العودة ؟! فأجاب القائد سيد طه أنه يتمنى طبق بامية باللحم الضانى .. وأجاب القائمقام مفيد وزقالله المانجو .. وتمنى البكباشى يس الحمزاوى طبق فول مدمس بالزبدة .. وبلع الصاغ جمال عبدالناصر شفتيه بلسانه وقال صينية بقلاوة بيتى .. وكان اليوزباشى أمين أحمد أقنعهم فقال لقمة بدقة فى بيتى .. وأجاب الملازم ثان مدحت شعيب طبق رز بلبن .. وقال الصول فؤاد على : أكلة فسيخ بالبصل الأحمر .
ووجهت المجلة بعد ذلك سؤالاً هو : ما أحب أغنية إلى قلبك ؟! فكانت إجابات العشرة كما يلى ..
السيد طه : إن كنت أسامح
مفيد رزق الله : سلوا قلبى
يس الحمزاوى : على بلد المحبوب
جمال عبدالناصر حسين : همسة حائرة
أمين أحمد : طالت ليالى البعاد
أمين فريد : يا حبيبى تعالى إلحقنى
مدحت شعيب : أوعى تكلمنى .. بابا جاى ورايا ..
فؤاد على : نهج البردة
السيد محجوب : القمح
السوهاجى : يا ساعة رقى
ثم سألت المجلة سؤالاً آخر وهو : ما هى أمنيتك فى الحياة إن عشت ؟! قال السيد طه : فيللا فى الأسكندرية والصحة والستر .. وقال مفيد رزق الله آكل وأعيش متهنى .. وقال يس الحمزاوى أنعم بالحياة بين زوجتى وأولادى .. وقال جمال عبدالناصر : أحقق مبادئى وأرى مصر بلغت ما أرجوه لها . . أمين أحمد قال : أشوف إبنى فى مركز كويس .. أمين فريد قال : الستر .. مدحت شعيب قال : أقصر شوية .. السوهاجى قال : أبقى رفاعى .
التعليقات (0)