مواضيع اليوم

إسلامنا الجديد .. !!

تركي الأكلبي

2011-06-07 12:10:07

0

 

تحريم ركوب الرجال على الإبل .. هل يقود إلى تحريم قيادة الرجل للسيارة في الدعوة إلى "إسلامنا الجديد" بطريقة القص واللصق ؟!!
وما هي تلك الغاية التي جعلت للمرأة قضية مفتعلة وأعداء مفتعلون وعداوات مصطنعة ؟!!!

يقول الشيخ : منع قيادة المرأة للسيارة متصل بالآثار واللوازم المترتبة على قيادتها للسيارة وهي : " الخلوة ، الاختلاط ، السفور ، التحرش ، والخروج بلا حاجة " ! ومن يدعو لقيادة المرأة للسيارة أما أنه يعتقد واهما أن وقوع هذه الآثار واللوازم للمرأة أن قادت سيارتها بنفسها وهم ، وأما أنه لا يقر أن هذه الآثار واللوازم محرمة أصلا !
ويقول : هذه الآثار واللوازم هي الأصل ومنع قيادة المرأة للسيارة هو الفرع . ولأن الأصل محرم فأن الفرع بالتالي محرم كذلك !

ومن الملاحظ هنا أن هذا الخطاب يحاول تحريم قيادة المرأة للسيارة بالتغاضي عن البديل المحرم شرعا وهو "الخلوة" وكأنه يحلل ما حرم الدين في سبيل تحريم ما أحل !
ثم يضيف بأسلوب " القص واللصق " السفور والاختلاط (قص) إلى تحريم قيادة المرأة للسيارة ( لصق ) ! فما علاقة السفور والاختلاط بقيادة المرأة للسيارة إلا أنه القص واللصق ؟!!

وحينما تتمعن في النتاج بعد "القص واللصق" تظهر لك الصورة بشكل (كاريكاتوري) ! لتتساءل :
المرأة تسير في الشارع (راجلة أو راكبة) بالنقاب ، وتسوق سيارتها في الصحراء "البر" بالبرقع فما الذي يلوي ذراعها وهي خلف المقود في المدينة لتكشف "برقعها" ؟!!
ثم لا يسعك إلا أن تردف سؤلا آخر في مسألة الاختلاط :
هل ستقود المرأة سيارتها الخاصة بنفسها في الشارع العام من بيتها إلى المدرسة أو المستشفى أو السوق أو أي مكان عام ، أم أن سيارتها الخاصة ستتحول بقدرة قادر إلى " باص " يتسع لـ44 راكبا فيستقله 44 رجلا فيحدث الاختلاط ؟!!

والحقيقة أن هذا الشكل الكاريكاتوري الناتج عن عملية القص واللصق لم يكن إلا بسبب فقدان الحجة الدينية المقنعة نصا وعقلا !
ولكن الشيخ ربما رأى أن الشكل والصياغة الناتجين عن عملية قص السفور والاختلاط ثم لصقهما على قيادة المرأة للسيارة ما تزال تحتاج إلى شيء من "الزركشة" .. فيضيف : وإذا أردنا الحكم على قيادة المرأة للسيارة فلا ينبغي أن نشبه مقاعد السيارة بظهور الإبل فنقيس قيادة المرأة للسيارة بركوب الإبل ونتجاهل أن "الشريعة" حرمت على الرجال ركوب الإبل في مواضع ، فضلا عن النساء . وذكر الحديث :
( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده ) ... ولقد خشيت وأنا أقرأ هذا الكلام أن يحرم الشيخ علينا نحن الرجال قيادة السيارة استنادا إلى هذا الحديث الذي لن يكون (يتيما) أن قرر أنبياء هذه الأمة بدء العمل بالإسلام الجديد المحرم لما أحل الله بما حرم الله كتحريم قيادة المرأة للسيارة بالتغاضي عما حرم الشرع بنص ثابت وهو "الخلوة" .. أي خلوة السائق الأجنبي بالمرأة في السيارة ، وكذلك التغاضي في سبيل تحريم قيادة المرأة للسيارة عن الظروف المهيأة بشكل أكثر لتحرش سائقها الخاص بها أو تحرش سائق السيارة الأجرة "التاكسي" بالمرأة الراكبة في المقعد الخلفي !!!

ثم يزيد الشيخ بلا غضاضة ، وكأنه يُحدث عقولا لم تبلغ أجسادها الحلم بعد : ( ولهذا يصح الجمع بين طرفي نقيض .. تحريم ركوب الإبل على الرجال وجواز السيارة للمرأة ) !!!
ويسترسل الشيخ ، ولكن باتجاه يقوده إلى التشكيك في إيمان من خالفه بعد أن أكد على أن الاستهزاء بمنع قيادة المرأة للسيارة في الغرب ناتج عن عدم الممانعة من الأصل الأبعد من السفور والاختلاط وهو الزنا !! فيقول : ( والعجب من ضعف يقين كثير من الساسة والمفكرين والدعاة حينما يخجلون من طرح الغربيين لقضايا المرأة )

ولأن كل ما تقدم لم يشفي للشيخ غليلا كما يبدو فقد ذهب إلى ما يعتقد أنه أكثر إقناعا وهو في الحقيقة أكثر استخفافا بالعقول ، وأكثر تأصيلا للدعوة إلى الإسلام الجديد .. فيقول :
قيادة المرأة للسيارة ليست كرامة لها وإلا لما ترفع الرؤساء والوزراء والكبراء عن قيادة السيارة بل لما ركبوا في المقعد الخلفي لكي لا يجاورون قائدها ومقودها ترفعا عن مجاورة هذين الحقيرين !!!
أما حاجة المرأة لقيادة السيارة التي يضرب بها المعارضون مثلا ، - وهي الحاجة التي يقرها الشيخ - فهي بالنسبة له كالأمثلة السدد التي ضرب بها كفار قريش لإقناع أنفسهم بالخطأ !!!

وكمحاولة لقطع طريق الرجعة على المعارضين لمنع قيادة المرأة للسيارة تحريما يرى الشيخ أن تحريم ومنع قيادة المرأة للسيارة لا ينبغي مساواته بمنع المرأة من بيع الملابس النسائية الداخلية ،
وهما .. أي منع المرأة من قيادة السيارة ومنعها من بيع الملابس النسائية الداخلية .. منع ناقص ، ولم يكتمل بعد ، ولن يكون كذلك إلا ( بتأنيث طب النساء والولادة ) !!!

ولعل من الواضح في هذا الخطاب .. خطاب الدعوة إلى إسلامنا الجديد : ذلك التناقض العجيب ، فالمرأة تمنع (تحريما) من قيادة السيارة بالتغاضي – ولا أقول التحليل – عن أمر محرم شرعا ويحدث بالفعل ، بمعنى أنه لم يكن من (الاحتمالات) التي تمنع المرأة من قيادة السيارة تحسبا لوقوعها ، وقيادة المرأة للسيارة حلال بإقرار المانع المحرم نفسه .!!!
وتترك المرأة تشتري ملابسها الداخلية وأدوات مكياجها من البائع الرجل يقلّبها لها على الطاولة ويصف لها مقاساتها وميزات كل صنف عن الآخر وما يتناسب لونه مع بشرتها !!!
وفي الوقت نفسه وعينه ! يطالب ، وبشدة ، خطاب الدعوة إلى إسلامنا الجديد بتشريع عمل المرأة عن بعد وبـ(تأنيث طب النساء والولادة)!!!

هذا التناقض ، وهذا الالتفاف على العقل بإتباع أسلوب "القص واللصق"
هو ما يؤكد ويثبت صحة نظرية (فزاعة) المرأة ! والتي تقول :
المرأة بعينها لم تكن هي الهدف ، وصيانة المرأة لم تكن بذلك الزخم الذي يخيّل إليك احتلالها لمكانة الغاية منه – ربما لدى البعض على الأقل - بل هناك غاية أخرى جعلت أهميتها من "قضية" المرأة بل من المرأة نفسها وسيلة لتلك الغاية !!!
فما هي تلك الغاية التي جعلت للمرأة قضية مفتعلة وأعداء مفتعلون وعداوات مصطنعة ؟!!!
وإذا كانت قيادة المرأة للسيارة (وهي المكرّمة باختزال كيانها في جسدها وعقلها في شهوتها !!!) ليست كرامة لها فهل تكون كرامتها في تذللها للوفاء بحاجتها للسائق الأجنبي وتعرضها لسهام نظراته المختلسة عبر المرآة ، وفي "البريك" نزولا وصعودا .. ؟!!!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com

 

ـــــــــــــ
كتبت هذا المقال بعد قراءتي لمقال وصلني بالإيميل ونشر في عدد من المواقع بعنوان "قيادة المرأة .. حتى تفهم ! عبد العزيز الطريفي "




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !