مواضيع اليوم

إسكان المساكين

Riyad .

2017-12-11 05:03:21

0

  إسكان المساكين

حتى هذه اللحظة لم تُحقق وزارة الإسكان جزء يسير من أحلام البُسطاء فالمسألة بدهاليز تلك الوزارة مسألة فكر والوزير بذلك الفكر عليمُ خبير ، البُسطاء في كل زمانِ ومكان ضحايا لسوء الإدارة والتخطيط وضحايا للفساد المالي والإداري وضحايا لكل شيء يقف ضد أحلامهم البسيطة ، لو تتبع شخصُ ما وعود المسؤولين الموجهة للبُسطاء لو جد عمر تلك الوعود ناهز الستون عاماً ، وعودُ لم يتحقق أكثرها وما تحقق منها فمشوه لا جمال فيه ، لقد باع المسؤولين الأحلام بسوق الوعود والبُسطاء ورثوا أحلامهم لأبناءهم الذين وبلا شكِ سيورثونها لأبناءهم وهذه خاصية عربية بإمتياز .

لم تُحقق وزارة الإسكان أمل المواطنين في تملك مسكنِ بأقساطِ ميسرة بل دفعته بإتجاه البنوك التجارية ذات الضوابط الشرعية فساهمت مع تلك البنوك في نزع اللحم عن العظم بقسوةِ لا مثيل لها ، الصندوق العقاري ساهم في فتراتِ ماضية في تحقيق أعلى معدلات إنتظار شهدها التاريخ  فقوائم الإنتظار لو قُدر لها الدخول في موسوعة غنتس للأرقام القياسية لتسببت في إغلاق تلك الموسوعة إلى الأبد فأرقامنا صادمة وصادقة إذا كان ضحيتها المواطن البسيط ، أيضاً ومن العدالة ذكر محاسن ذلك الصندوق الميت دماغياً فقد ساهم في الفترة الحالية في تحطيم آمال البُسطاء فألقى بهم في مزبلة الأفكار البالية مُنهياً الفصل الأخير بقصة الحلم الكبير ، بين فينةُ وأخرى تخرج على المجتمع أصوات تُطالب المواطن البسيط بتغيير نمط حياته وكأنها تدعوه إلى الإستسلام ، فهو الجدار القصير وهو سبب المشكلات ، تلك الأصوات تُحمل المواطن فشل الجهات الحكومية وتعترف من حيثُ لا تدري بفشل تلك الجهات فلو صمتت لكان خيراً لها فالمواطن يعرف جيداً أهداف تلك الأصوات ويدرك تماماً أنها أصوات مسيرة لا مُخيرة .

 

المواطن البسيط يوجه رسالة لكل صوتِ يحمله  مسؤولية تعثر أحلامة أو يدعوه لتغيير نمط حياته ارضاءً لذلك المسؤول أو إستسلاماً لتخبطاتِ أخذت من الأحلام جمالها ورونقها كفى عبثاً بأحلامنا وكفى تبرئةِ للمسؤول وكفى تحطيماً وكذباً فإما أن تدعوا تلك الأصوات لإعطاء كل ذي حقِ حقه وللفرد حرية التصرف في ذلك الحق كيفما شاء وإما الصمت فالصمت حكمة والكذب والتقرب إلى المسؤول وتجميل الوجه القبيح لن يُفرح البُسطاء بل سيزيد من غضبهم لأن هناك من يكذب نيابة عنهم ويدعوهم لتصديق تلك الكذبات طوعاً أو كُرهاً وفي ذلك بلاءُ عظيم .

@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات