مواضيع اليوم
إسكان الأحلام
إسكان الاحلام
مُضحك مُبكي أن تقف مكتوف الأيدي وترى الأحلام تذرها الرياح يمنةً ويسره ، السكن حلم يرواد المواطن السعودي منذ زمنِ بعيد ، حلم لا بارقة امل في حله أو على الأقل حلحلة كوابيسه التي لا تنتهي ، تلك الكوابيس تبدأ بفوائد القروض الربويه إن فكر الفرد بشراء منزل وتنتهي بشبوك لا سند شرعي أو عقلي لوجودها ، فوائد القروض البنكية ربوية لا مجال للشك في ذلك رغماً عمن يلبسها بلباس فضفاض لا يستر سوءتها فالصغير قبل الكبير يعلم أنها ربوية وللخروج من المأزق ابتكر المطبلون عبارة ماعمت به البلوى لتصبح فيما بعد قاعدة فقهية تُشرعن أشياء وتمنع أشياء ولله في خلقه شؤون ، الحديث عن الشبوك شائك فهي في حقيقتها هبات وعطايا لكن هناك من البسها غير ذلك مستخدماً قاعدة إحياء الأرض الشرعية للخروج من الجدل فتلك القاعدة وضعَ لها ضوابط مطاطيه وكلُ حسب نسبه ومكانته في المجتمع ، فكانت النتيجة تنمية معكوسة ومخططات مملوكة وأسر لا تجد مأوى يأويها .
هناك أمرُ مُضحك وهو إيعاز مشكلة الإسكان والصحة والخدمات بشكلِ عام وترديها وغيابها لمسألة الإنفجار السكاني فزيادة السكان هي السبب والحل من وجهة نظر شلة الحكوكيين والحكوكيات تحديد النسل وليس تنظيمه وكان الأولى الدعوة إلى المكاشفة والمحاسبة والمشاركة الشعبية ورد الحقوق إلى أهلها ، تنظيم النسل يختلف عن تحديده فالأول محمود أما الثاني فمرفوض لعللِ شرعية لا خلاف حولها ، إيعاز مشكلات وقضايا المجتمع لأسباب غير مقنعه وغير صحيحة من الأساس يعني دحرجة كرة المشكلة بإتجاه الا حل لكي يبقى الحلم حلم والواقع واقع بلا تغيير .
250 مليار ريال مبلغ مالي كبير تسلمته وزارة الإسكان في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ذلك المبلغ كان كافياً لإنشاء عدد كبير من الوحدات السكنية ،لكن مرت السنوات دون أن يرى المواطن أثر ذلك المبلغ على أرض الواقع فأين ذهب المال وأين خُطط الوزارة للنهوض بقطاع الإسكان ؟
مشكلة وزارة الإسكان تكمن في الفكر وتمكن في غياب الرؤية وتكمن في الفساد وتكمن في سيطرة تجار التراب على مفاصل الوزارة وتكمن في عدم الجدية في حل ذلك الملف ،الصندوق العقاري ومخصصات الدعم المالي للوزارة وفاتورة رسوم الأراضي البيضاء جميعها لم ولن تحل ملف الإسكان وسيبقى ذلك الملف حلم يؤرق المجتمع ونار تحرق كل من حاول إمتلاك مسكن بفوائدِ بنكية يسميها المخادع فوائد شرعية لا شُبهة فيها ، على المجتمع نسيان الإسكان في هذا الزمان فالسنوات مرت والحلم ينمو ولم يعد شاباً كما كان فقد شاخ والعله في الفساد وإجراءات اللف والدوران وتعليلات بعض من اصابه العمى بقلبه قبل بصره .
@Riyadzahriny
أضف تعليق
آخر الأخبار من إيلاف
من صوري
التعليقات (0)