إسقاط الولاية
الإيمان بنظرية المؤامرة سمه تلازم المجتمع السعودي الذي هو جزء أصيل من المجتمع العربي الغير قادر على تجاوز عقد الماضي والانخراط في الحياة المدنية السوية ، أصوات تجرم الحراك النسوي ، وأخرى تقف مع ذلك الحراك السلمي المشروع إيماناً منها بضرورة تحطيم بدعة ليست من الشرع في شيء .
بعض الحمقى والمحتقنين والغاضبين ربطو بين الحراك النسوي المٌطالب بإسقاط الولاية الذكورية وبين الصهيونية ،فالصهيونية تعمل على تفكيك الاسرة السعودية وتشتيت شملها هكذا يٌبرر من ربط ومن صدق تلك الكذبة الغبية ، في كل مرة يخرج علي المجتمع من يعيش في الوهم بتخبط يمنة ً ويسره وينشر وهمه الذي يصدقه الأغبياء والجهال ويسوقه ضعاف العقول والنفوس ، للمرأة حقوق هذا ما نسمعه ومراراً وتكراراً ، في المسجد والمدرسة وفي المجالس الخاصة أيضاً ، الجميع يٌردد نفس الجملة لكن عندما نفتش عن تلك الحقوق نجدها إما غائبة سداً لذريعة انحراف الذكر او انها محاطة بقيد الولي المعصوم !وكلا الأمرين واقع ومعايش في مجتمع يتمسك بالمتناقضات بكلتا يديه .
حقوق المرأة وحريتها مرهونه فهي رهن موافقة صعلوك صغير او منحرف كبير ، حتى في ادق التفاصيل هي رهن الإشارة والموافقة بيد من بيده الامر ، الولاية ليست في كل شيء وهذه حقيقة لا تجدي معها محاولات الكذب والمراوغة ، لكن هناك من وضعها في كل شيء وقدم للمجتمع آراء فقهية تركز على الولاية المطلقة بلا قيد او شرط ، الولاية ليست مطلقة لكنها باتت كذلك فالعقلية الفقهية القبلية العنصرية هي من جعلها كذلك وأصبحت بسبب تلك العقلية امرٌ واقع لا مناص منه بل حداً من حدود الله لا يقترب منه عاقلٌ ومؤمن ؟
الرأي المتشدد هو من أوصل المجتمع لبراثن الشك والريبة والتطرف الفكري والسلوكي ، العناية الطبية والطموح الدراسي والعمل والتنقل بحرية بين المدن وما الى ذلك جميعها بحاجة لموافقة الوصي الولي المؤمن بما قاله الشيخ فلان الناقل عن الشيخ أبن علان قدس الله سره و تلك مهزلة بشرية يعيشها المجتمع منذ زمنٍ ليس بالقصير ، إسقاط الولاية تعني عودة المرأة ككيان بشري الى الحياة الدنيا وتعني أيضاً تحرير المؤسسات الحكومية والأهلية من عقلية القبيلة وادعاء التقرب الى الله و تعني رفض ماليس من الدين في شيء حتى وان كان اجتهادا وهذا هو المٌهم .
التعليقات (0)