مواضيع اليوم

إسرائيل و مبادره العرب

مجدي المصري

2010-03-12 11:32:57

0

إسرائيل ومبادره العرب
صدر عن إجتماع وزراء الخارجيه العرب قرارا جماعي تحت مسمي "المبادره العربيه للسلام" تم فيها تفويض السيد أبو مازن في التفاوض مع اسرائيل علي السلام علي قاعده دولتين مع إمهال إسرائيل مهله أربعه أشهر والا .. اللجوء الي مجلس الأمن !!!
نائب الرئيس الأمريكي أعلن صراحه من أورشليم القدس أن أمن إسرائيل هو أمن أمريكا وهو التصريح الذي لا يقبل اللبس في مواجهه الجميع ..
في أحد المقابلات التليفزيونيه للسيد عمرو موسي أمين عام الجامعه العربيه أفاد بأن إسرائيل لاتريد سلاما ولا تريد مفاوضات ..
نبدأ من الأول .. السلام أو شالوم ..
هل من الممكن فعلا أن يكون هناك سلام حقيقي بين العرب وإسرائيل ..؟
قبل الإجابه يجب أن نعود الي سوابق الأحداث فقد سبق أن وقعت مصر والأردن معاهدات سلام مع إسرائيل إستردتا بموجبها أراضيهما التي كانت واقعه تحت الأحتلال الإسرائيلي وأن كانت الحكومات المصريه والأردنيه والإسرائيليه قد إلتزمت حرفيا حتي الآن ببنود الإتفاقيات ولم يحدث لها خروقات علي المستوي الرسمي الا أنها كمن وُلد سفاحا لم تعترف أو تقر بها الشعوب في مصر والأردن علي الإطلاق وبمرور الأيام تحولت الي حبر علي ورق لا أكثر بل ووصل الأمر الي أن أي مقابله مع السفير الإسرائيلي أو أي لقاء مع مسؤول إسرائيلي أصبحت شعبيا تعد كالخيانه العظمي ..
تلي ذلك توقيع السلطه الفلسطينيه إتفاق سلام مع إسرائيل تمكنت من خلاله "فتح" من حكم أجزاء في الضفه وغزه كسلطه وطنيه فلسطينيه ولكن علي المستوي الشعبي في أول إنتخابات حره فلسطينيه بعد رحيل عرفات أعطي الفلسطينيون ظهورهم لفتح وإنتخب الشعب الفلسطيني حماس التي تتبني مبدأ الرفض لكل الإتفاقات وتتبني الجهاد عقيده ..
فإن كان هذا موقف ثابت للشعب العربي في مصر والأردن وفلسطين فهو جزء لا يتجزء من الموقف الثابت لكافه الشعوب العربيه التي لا تقبل بالتطبيع مع إسرائيل بل ولا تقبل بتواجد إسرائيل من الأساس في المنطقه أو الطوق العربي وتعتبرها كيان غاصب محتل مآله الزوال بقوه السلاح "فما أخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه" ..
هنا نتسائل .. إذا كانت الشعوب ترفض هذا السلام وترفض التطبيع فما الداعي لأن تهرول الحكومات تحت مظله الجامعه العربيه وتعلن السلام "خيارا" إستراتيجيا وتعطي إسرائيل مهله أربعه أشهر لإجراء المحادثات والا فالويل والثبور وعظائم الأمور تنتظر إسرائيل .. فسيلجأ العرب عن بكره أبيهم الي مجلس الأمن لإنزال أقصي العقوبات علي إسرائيل وربما شطب إسمها من سجل الدول المعترف بها وتجريسها دوليا ..!!!!
إذا كانت الشعوب العربيه ترفض وتأبي أي سلام وأي تطبيع مع إسرائيل فلماذا لا تنصاع الحكومات لإراده الشعوب وتوقف هذا الهزل والذي تنظر اليه إسرائيل نظره سخريه وإستهزاء وتمضي فيما هي ماضيه فيه من بناء مستوطنات جديده وتهويد القدس وتكريس الواقع اليهودي للأرض ..
السلام له أساس وحيد يجب أن يبني عليه وهو القوه فسلام الأقوياء هو ما يدوم أما إستجداء سلام الضعفاء فلا يلتفت اليه أحد .. فهل العرب أقوياء وأهلا له ..؟
إسرائيل اليوم هي من تملك القوه والتقدم التكنولوجي والإقتصاد القوي والديمقراطيه الحقيقيه في هذا المحيط العربي الشاسع أرضا وسكانا وهي تعلم تمام العلم بأن الشعوب العربيه تكن لها الكره علي الخلفيه الأيدلوجيه الدينيه التي تستند الي الآيات والأحاديث التي تؤكد بأن النصر علي اليهود آت لا ريب فيه وأن العرب كل العرب في إنتظار هذا اليوم ولهذا .. "أعدت له ما إستطاعت من قوه ومن رباط الخيل ترهب به الحكومات العربيه" .. إسرائيل وليس العرب ..
وفي المقابل لم يجتمع العرب علي شيئ واحد كل شيئ وأي شيئ هو محل خلاف بين العرب وبعضهم إنتظارا لهذا اليوم الذي لا ريب فيه ولسان حالهم يقول إنشاء الله سيحدث إن لم يكن اليوم فربما غدا أو بعد غد ولكن لنحيا يومنا في هناء ولا نفكر في أمر الغد فالغد له رب يصرفه ربما يرسل لنا الطير الأبابيل أو الريح الصرصر ويريحنا ..
وهم يعلمون تمام العلم بأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيرو ما بأنفسهم وأن ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ولكن .. ما باليد حيله فالكروش تعاظمت والألايا تضخمت وأصبحت تعوق الحركه وحب اللحم الأحمر واللحم الأبيض أصبح يفوق كل حب والدنيا بمباهجها أصبحت الشغل الشاغل لمن ملك ناصيه المال والجاه .. أما باقي الناس فقد طحنتهم الفاقه والعوز وإختفت القيم والمبادئ والمثل .. بل وجاده الدين ..
الدول العربيه بحكامها أو ممثليهم يجتمعون بين الفينه والفينه ويصرو إصرارا شديدا علي أنهم إختارو السلام بل ويقسمو علي أغلظ الأيمانات بأنهم إختارو السلام "خيارا" لا رجعه عنه ولكن للأسف إسرائيل تعرف أن هناك "كفاره للأيمانات" وبالتالي فهي لا تثق في تلك الأيمانات المغلظه وتطالب العرب بضمانات حقيقيه لتقيم معاهم سلاما ولا تثق في وعودهم أو كلمه شرف أو كلام رجاله .. الي آخره
السلام الذي تريده إسرائيل له شروط إقتصاديه في المقام الأول بمعني أن تنفتح الأسواق العربيه علي مصراعيها للبضائع والمنتجات الإسرائيليه التي تحمل نجمه داود شعارا وإقبال العرب علي شراء تلك المنتجات بكل شغف ..
أن تفتح كافه المنتجعات العربيه أبوابها لليهود ويلقو كل ترحيب علي أن تمتلئ المنتجعات والحانات الإسرائيليه بالسياح العرب ..
أن يتم تفعيل إتفاقيه "الكويز" علي مستوي كل الدول العربيه ويكون هناك منتج عربي إسرائيلي مشترك ..
أن يكون هناك كنس يهودي في كل العواصم العربيه بما يسمح لليهود الزائرين من آداء الصلوات بكل حريه ..
أن لا يعامل الشاب العربي المتزوج من فتاه يهوديه معامله المرتد ..
أن يحل السفراء اليهود في العواصم العربيه ضيوف شرف في كل المناسبات حتي الدينيه منها ..
أخيرا وحتي لا نتعب أنفسنا أكثر .. يا عرب يا كل العرب هذا هو السلام من منظور إسرائيل أو الذي تريده إسرائيل فهل توافقون ..؟
أم هل أنتم منتهون ..؟
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات