إسرائيل في تجاه تقزيم الدور التركي !!
بقلم الكاتب : منار مهدي ..
ليست غريباً على إسرائيل وحكومتها هذه الفعال , بل هي متمرسة ومتغطرسة في ردود الفعل لو كان هذا الحدث معكوساً, ولكن التى حدث مع أسطول الحرية من اقتحام وقتل واعتقال ومصادرة يجعلنا أن نطرح سؤالاً بديهياً : إلى من توجه إسرائيل هذه الرسالة ؟؟
عمدت إسرائيل إلى استهداف تركيا ودورها العربي الجديد، وبطريقة وحشية تزيد من صعوبة العلاقة مع أنقرة ولسحب أساطيلها السياسية المنتشرة في شرقي المتوسط , أم انها ستمضي قدما في المواجهة مع الإسرائيليين حتى تجبرهم على التسليم بمصالحها العربية الحيوية التي لا تستمد شرعيتها من تحويل فلسطين مرة أخرى الى قضية تركية إنسانية في الغالب ، بل أيضا من التغطية السياسية التي يوفرها الأتراك لكل من سوريا ولبنان.
وحيث كانت ردود الفعل الدولية باهتة وأن وجدت أصلاً لا ترقى لمستوى الحدث, وخاصة الموقف التركي الغريب التي لا يختلف في مضمونها عن الرد العربي الرسمي, وهذه يضعنا أمام حقيقة أو يضع الذين يعولون على الدولة التركية في المنطقة أمام واقع لا يردون معرفته, وهو أن أنقرة غير قادرة على فعل أكثر من ذلك , بل ربما فهمت الرسالة الموجه إليه من تل أبيب لذلك. إني أرى أن الدور التركي سوف ينكمش في المرحلة القادمة وسيظهر هذا خلال الأسابيع والأشهر القادمة , بل سأذهب إلى أكثر من ذلك وأقول أن الرد التركي أشبه بخطاب حماسي لإرضاء الموطن المحلي والعربي والإسلامي, وإذا أردنا أن نفهم أكثر , علينا أن نسأل (أوردغان) رئيس الوزراء التركي , لماذا لا تقوم بطرد السفير الإسرائيلي من تركية حتى الآن ؟؟ إذا يعني لنا أن تركية غير قادرة على اخذ هذا الموقف للأسباب التالي : 1- الخوف من مواجهة المجتمع الدولي ولا سيما الطرف الأمريكي. 2- الخوف من التدخل الإسرائيلي في شاءً الداخلي التركي ولا سيما في الموضوع الكردي. 3- لتركية مصالح واتفاقيات مع إسرائيل وهي الطرف المستفيد الأول من تل أبيب في مجال التكنولوجي العسكرية والأمنية وفي مجال السياحة.
ثمة ما يبرر الاعتقاد بأن إسرائيل استهدفت تركيا على النحو البشع ، فقط لأنها تريد أن ترد على الوساطة التركية المتقدمة في الملف النووي الإيراني, والتي كانت قبل الهجوم على أسطول الحرية المتجه إلى غزة ، تقترب من لحظة الحقيقة وتنتظر إجابة أميركية نهائية على اتفاق طهران الثلاثي الإيراني التركي البرازيلي الخاص بتبادل اليورانيوم. وهي إجابة يمكن أن تتأخر بعض الشيء ، كما يمكن الا تصل أبدا الى أنقرة ومنها إلى طهران، وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر القريبة من حافة الحرب .. التي يريدها الإسرائيليون ويلحون عليها وليس من المبالغة القول أن ما جرى في مياه المتوسط كان بمثابة إشارة إلى أن إسرائيل التي اعترضت منذ اللحظة الأولى على اتفاق طهران واعتبرته خدعة إيرانية هدفها كسب الوقت. عندها قررت إسرائيل توجيه إنذار إلى تركيا بأنها تخطت الخطوط الحمراء في وساطتها الإيرانية، والتى أجبرت وزير الخارجية التركية(أحمد داود اوغلو) على التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك لمتابعة تداعيات المذبحة الإسرائيلية بحق ركاب أسطول الإغاثة التركي إلى غزة ، بدلا من أن يطير مباشرة إلى واشنطن لسماع موقف الرئيس الأميركي باراك اوباما من اتفاق طهران.
التعليقات (0)