تاريخ النشر: الاثنين 28/3/2011م الساعة 04:07ص
عصفت الأحداث التي أعقبت الحراك الشعبي لإنهاء الحصار إلى زيارة مرتقبة إلى قطاع غزة، مما أحدث شرخا كبيراً في صفوف حركة حماس بعد ترحيب إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة بها ، ولكن يبدو أن القرار الخاطئ يجب يتم تصحيحه بخطأ أكبر ألا وهو تصعيد التوتر بين حماس وإسرائيل، لتطلق العنان برغبة منها لفصائل المقاومة الفلسطينية المحسوبة عليها بقصف البلدات الصهيونية، لتوصل رسالة إلى الرئيس عباس أن الأجواء غير مناسبة لزيارته المرتقبة لقطاع غزة.
قصفت غزة على وقع ضربات المقاومة واشتد ساعد المقاومة، وركزت إسرائيل بالقصف لتخرج الأمور عن السيطرة ليقع الشهداء والجرحى، وبدا للقيادة العسكرية الإسرائيلية أن المنطقة الجنوبية تتعرض لخطر وبدأت الضغوطات عليهم بشكل كبير، فتغيرت المعادلة لتزداد وعيداً وتهديداً لقيادات حماس بالإغتيال والتصفية، فدقت حماس ناقوس الخطر لتفرض بقوة السلاح منع الفصائل الفلسطينية من إطلاق القذائف والصواريخ اتجاه البلدات الإسرائيلية.
حيث حمل ايهود باراك حماس المسؤولية عن أي اعتداء ينطلق من قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل غير معنية بتصعيد الموقف وهي تولي موضوع الحفاظ على الحياة الإعتيادية الأهمية، فقامت حماس مباشرة وعلى الفور بإعلان التهدئة المجانية من جانبها للحفاظ على هذه الحياة الإعتيادية، إلا أن قوات الاحتلال باشرت بقصف غزة من جديد لأن رؤيتها لغزة أن الإرهابيين يشكلون خطراً محتملاً أو لديهم نوايا لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وأن إزاحتهم سيؤدي إلى تثبيت التهدئة وحالة الإستقرار لغزة وإسرائيل فلم ترد حماس بشيء.
ووجه نتنياهو رسالة إلى قيادة حركة حماس في غزة بأن إسرائيل سترد على الهدوء بالهدوء، لتتناغم هذه الرسالة مع توجهات حكومة حماس والتي تتفق مع التهدئة وقمع وسائل المقاومة للفصائل الفلسطينية بالقوة، فاجتمعت حماس مع حليفتها الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل ليعلنوا موافقتهم على العودة للتهدئة مع إسرائيل وبوساطة رئيس الوزراء التركي اردوغان ، حيث توقع الإسرائيليون نجاح الوساطة التركية في إعادة الهدوء مرة أخرى على نفس مبادئ الهدنة القديمة- هدنة غير معلنة بين حماس وإسرائيل منذ ما بعد مؤتمر روما بداية 2010- وان الجهاد الإسلامي وافقت على الإنضباط في إطار هذه الهدنة أيضا وان توقف إطلاق صواريخها باتجاه المدن الإسرائيلية.
وانتصرت حكومة حماس على لسان ناطقها طاهر النونو بأن حكومة حماس نجحت في تجنيب قطاع غزة عدوانًا صهيونيا جديدًا كان من المتوقع أن يحدث، من خلال اتصالاتها الداخلية والخارجية، وقال: نثمن موقف الفصائل الداعي للالتزام بالتهدئة غير المعلنة وعدم التصعيد طالما التزم بها الاحتلال وعدم الخروج عنه، مطالبا جميع الميدانيين بالالتزام بالموقف الفصائلي وعدم الخروج عنه.
إن الإحتلال غير ملتزم بالهدنة بل حكومة حماس هرولت باتصالاتها والضغط على الفصائل الفلسطينية وبقوة السلاح لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، لتنفذ حركة حماس هدنة مجانية لحماية قيادييها عندما خرجت الأمور عن السيطرة، واستطاعت إسرائيل بترويض كلبها حماس بقطاع غزة في توجيهه بشكل مبرمج وصحيح، حيث روضتها في عدة مراحل لتصل إلى مرادها وعدم جلب انتباه العالم لها ولا تبرز كعدو بارز للشعوب العربية ، وترى بأن يبقي العالم منشغل بالتظاهرات العربية فقط وان لا يتحشدون ضد إسرائيل.
وروضت إسرائيل حماس من مرحلة إطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ ، إلى التهديد لقيادييها بالاغتيالات لتقوم حكومة حماس على الفور بالضغط على الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ واعتقال رجال المقاومة إذ تطلب الأمر ، كما سعت حماس لعقد اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى هدنة مع إسرائيل وبوساطة تركية ، إلى جانب الضغط الإسرائيلي بتصعيد القصف والاغتيال على لسان شاؤول موفاز رئيس لجنة الدفاع والشئون الخارجية بالكنيست وايهود باراك وزير الأمن الإسرائيلي لقيادات حماس، لتنال إسرائيل مرادها وبهدوء، لتخرج حماس بلغة المنتصر على شعبها بأنها نجحت بتجنب عدوان جديد.
التعليقات (0)