تواصل السلطات الإسرائيلية جرف عشرات القبور بمقبرة مأمن الله الإسلامية في القدس الغربية من أجل إكمال بناء مشروع إسرائيلي ترفيهي، وقد جرفت الليلة الماضية عشرات القبور، في ظل منع الصحفيين والمصورين من تصوير الهدم والتجريف، واعتدت على بعضهم.
وقام عمال بلدية القدس تحت حماية قوات الاحتلال بتجريف عشرات القبور التي يعود تاريخها لمئات السنين في المقبرة التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وسط تهجم على الصحفيين ومن حاول من الفلسطينيين الدفاع عما تبقى من المقبرة.
وتعمد إسرائيل إلى الهدم في الليل تحاشيا للاصطدام مع الصحفيين والفلسطينيين -حيث تواجد ممثلون عن الأوقاف الإسلامية والحركة الإسلامية في عمليات الهدم الأولى- وما تبقى من قبور لم تهدم توضع عليها علامات لاستكمال هدمها في الليلة التالية.
وتعتزم الحكومة الإسرائيلية -بحسب تقارير صحفية- افتتاح مقر ما يسمى مركز الكرامة الإنساني (متحف التسامح في مدينة القدس) على أرض المقبرة بمشاركة حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية آرنولد شوارزنيغر.
تحرك عاجل
وفي تعليقه على جرف المقبرة دعا وزير الأوقاف الأردني عبد السلام العبادي إلى حماية ما تبقى من المقبرة، وقال إن الأردن اتخذ خطوات منها مخاطبة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، حيث نقل الأردن لها شجبه واستنكاره.
وأضاف العبادي أن المطلوب هو تحرك إسلامي وعربي واسع وعاجل، موضحا أن المقبرة لا تقع تحت نطاق الإشراف الأردني على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وتضم المقبرة -التي تقع على خط التماس بين شطريْ القدس الشرقي والغربي- رفات أكثر من 70 ألفا، بينهم صحابة وتابعون وشهداء، وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي القدس من أيدي الصليبيين أمر بدفن من استشهدوا خلال المعارك في هذه المقبرة.
وبعد أن احتلت إسرائيل الجزء الغربي من القدس عام 1948 تعاملت مع المقبرة على اعتبار أنها أملاك غائبين، والمسؤول عنها "حارس أملاك الغائبين" الذي يمتلك حق التصرف فيها.
وقد نبشت إسرائيل حتى الآن حوالي 95% من القبور، وتقدر المساحة المتبقية من المقبرة بـ19 دونما من أصل مائتي دونم.
التعليقات (0)