عواصم ـ وكالات: ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير دفاعي نشرته مساء الاحد، أن إسرائيل تواجه تحدياً كبيراً بحال قررت شنّ هجوم عسكري على إيران وهي بحاجة إلى 100 طائرة مقاتلة على الأقل.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي أجرت فيه مقابلات مع مسؤولين عسكريين امريكيين ومحللين مقربين من البنتاغون، إنه بحال قررت إسرائيل قصف إيران سيتعين على طياريها التحليق لمسافة ألف ميل فوق مجال جوي غير ودي، والتزود بالوقود في الهواء، ومحاربة الدفاعات الجوية الإيرانية، ومهاجمة مواقع متعددة تحت الأرض في الوقت عينه، واستخدام 100 طائرة على الأقل.
وقال الجنرال المتقاعد بالإستخبارات التابعة للقوات الجوية الامريكية ديفيد ديبتولا، والذي شارك في التخطيط للقصف الجوي الامريكي في أفغانستان وحرب الخليج الثانية، إن توجيه ضربة إلى إيران لن يكون بهذه السهولة.
وتزايد الحديث مؤخراً حول احتمال أن توجه إسرائيل ضربة لإيران، على الرغم من عدم موافقة الولايات المتحدة على ذلك بعد.
وقالت الصحيفة إنه يوجد جدل في واشنطن حول الضربة، حيث يشكك محللون في قدرة إسرائيل العسكرية على تنفيذ الضربة بشكل كامل، وسط تخوف من اضطرار واشنطن إلى إكمال مهمة إسرائيل.
وقال مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الإستخبارات الامريكية سي أي أي بين عاميّ 2006 و2009، إن الضربات الجوية القادرة على وضع حد للبرنامج النووي الإيراني تفوق قدرات إسرائيل، وعزا ذلك بشكل جزئي إلى المسافات البعيدة التي يتعين على الطائرات الإسرائيلية أن تجتازها.
غير أن مسؤولا عسكريا آخر قال إن الولايات المتحدة ليس لها اطلاع كامل على حسابات إسرائيل العسكرية.
وقالت الصحيفة إنه سيتعين على إسرائيل أن تضرب أربع منشآت نووية والطرق التي يمكن أن تسلكها هي عبر الأردن والعراق والثاني عبر السعودية والثالث عبر تركيا.
وبحسب التحليل فإن طريق العراق هو الأكثر سهولة وواقعية حيث لا توجد دفاعات جوية عراقية، كما أنه بعد الانسحاب الامريكي لم تعد الولايات المتحدة مجبرة على الدفاع عن الأجواء العراقية.
وقالت الصحيفة إن المشكلة تكمن في بعد المسافة التي تبلغ حوالى ألفيّ ميل، وستحتاج الطائرات إلى التزود بالوقود في الجو بالإضافة إلى المسافة التي يمكن للطائرات ان تحتاجها لمراوغة الدفاعات الجوية والطائرات الإيرانية مما يصعب ويعقد المعركة أمام الطيران الإسرائيلي.
وأشارت إلى ان اسرائيل تملك 8 طائرات لتزويد المقاتلات بالوقود لكن ليس جميعها قادرة على الطيران لساعات طويلة.
وذكرت الصحيفة ان مسؤولين امريكيين يعتقدون انه من الصعب اختراق التحصينات الإيرانية ويخشون من رد إيراني يستهدف إسرائيل مما يهدد بحرب واسعة في الشرق الأوسط.
من جانبها اطلقت ايران الاثنين مناورات كبرى لتعزيز دفاعها المضاد للطيران في مواقعها الحساسة ولا سيما النووية منها كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلا عن بيان صادر عن قيادة الدفاع الجوي الايراني.
وقالت الوكالة ان هذه المناورات التي تستمر اربعة ايام ستجرى في النصف الجنوبي من البلاد، موضحة انها ستشمل مجموعة كبرى من الصواريخ وانظمة الرادار والطيران الايرانية.
واعلن عن هذه المناورات التي اطلق عليها اسم ثأر الله، في وقت ضاعفت فيه اسرائيل في الاسابيع الماضية التصريحات عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الايرانية النووية.
وتشتبه الدولة العبرية وقسم من الاسرة الدولية بان تكون طهران تسعى الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني رغم نفي ايران المتكرر. ومنذ 2006 فرض مجلس الامن الدولي على طهران عقوبات بسبب هذه الشكوك.
والمناورات التي اعلن عنها الاثنين ستنظم على مساحة 190 الف كلم مربع وترمي الى تعزيز التنسيق بين القوات التابعة للحرس الثوري وتلك التابعة للجيش الايراني حسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية عن البيان.
واعلن البيت الابيض في بيان نشر امس الاثنين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الابيض في الخامس من اذار (مارس) المقبل.
التعليقات (0)