طبيب الموت
السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين تقدم إلى وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد 8 فبراير الجاري بطلب تعاون بين السلطات المصرية المختلفة ومركز سيمون فيزنهالت لتعقب النازيين الهاربين ووحدة شرطة بادين فوبيمبيرج، والتي تقوم بإجراء التحقيقات بشأن جرائم العهد النازى ومعهد ديفيد إس وايمان، لدراسات الهولوكوست ومقارهم تل أبيب، ذلك لتعقب والقبض على النازيين الهاربين إلى مصر إبان فترة حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي رحب بعدد من النازيين في فترة الخمسينيات من القرن الماضي.
وأوضح كوهين في طلبه أن الجهات الإسرائيلية السابق ذكرها قد تأكد لها بالأدلة القاطعة أن «طبيب الموت» النمساوي الأصل، ومجرم الحرب النازي ( إيربيرت هايم) عاش في القاهرة باسم عربي وهو (طارق حسين فريد)، وأنه تعلم اللغة العربية واعتنق الإسلام قبل موته متأثراً بسرطان الأمعاء فى 1992. .وأنه متهم بتنفيذ تجارب وحشية وقتل المئات من اليهود في معتقل ماوتهاوسين بالقرب من مدينة لينز النمساوية. وأنها – أي الجهات الإسرائيلية - تعمل الآن على الحصول على إذن من السلطات المصرية كي يتمكن المحققون الإسرائيليون والألمان من البحث عن دليل عن موته وعن جثته في حالة موته..بالإضافة إلى البحث عن آخرين حضروا إلى مصر متخفيين أو في عهود سابقة وتمكنوا من التخفي داخل المجتمع المصري والعيش بأسماء وهمية غير أسمائهم الحقيقية.
في السياق نفسه أكد مصدر أمني (للكرامة) : أن مندوبين – دبلوماسيين - من الملحقية الثقافية الإسرائيلية بالقاهرة قد قاموا بأكثر من زيارة إلى الفندق الذي كان يقيم فيه الطبيب الألماني بالقاهرة – بمنطقة وسط البلد – وإلى الأماكن التي كان يتردد عليها مثل مطعم (جروبي) ومقهى (ريش) وغيرها من الأماكن التي يبحث فيها هؤلاء الدبلوماسيين عن خيط يدلهم عن تاريخ الطبيب الألماني في القاهرة وعن معارفه التي قد توصلهم إلى مطلوبين هاربين هنا في مصر.
وفجر المصدر مفاجأة عندما أكد على أن الملحقية الثقافية الإسرائيلية بالقاهرة لم تنتظر حتى ورود رد من وزارة الخارجية المصرية على طلبهم وأنهم تحركوا فور تكليفهم من تل أبيب للبحث عن جثة الطبيب الألماني وعن آخرين يعتقد الإسرائيليين اختبائهم في القاهرة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر..وأن مباحث أمن الدولة بالقاهرة تجرى تحرياتها حاليا حول الواقعة وحول محاولات الملحقة الثقافية والسفارة الإسرائيلية استقطاب – تجنيد- بعض العناصر المصرية لمعاونتهم في مهمتهم لإنجازها في أقصر وقت.
ونفى المصدر تلقى وزارة الداخلية المصرية أي طلبات من السفارة الإسرائيلية بالحصول على وثائق أو معلومات مثل كشف بأسماء اللاجئين الألمان في مصر أو المهاجرين أو المتوفين أو صورة من قيد وفاة طبيب الموت ..وإنما لم يستبعد تقديم مثل هذه الطلبات في حالة فشلهم في الحصول عليها بطريقتهم - عن طريق مصادرهم - ..و سوف يكون هذا الإجراء مجرد تحصيل حاصل لأن وزارة الداخلية سوف ترفض تماما إلا إذا صدر طلب كتابي من وزارة الخارجية المصرية بذلك وهذا لن يحدث أيضاً.
جدير بالذكر أن وكالات الأنباء العالمية قد نقلت خلال الأيام الماضية تقارير عن «طبيب الموت» النمساوي الأصل، ومجرم الحرب النازي ( إيربيرت هايم) الذي عاش في القاهرة باسم عربي وهو (طارق حسين فريد)، وأنه تعلم اللغة العربية واعتنق الإسلام قبل موته متأثراً بسرطان الأمعاء فى 1992..وأنه ولد في النمسا ويحمل الجنسية الألمانية يُعتبر من مجرمي الحرب النازيين الأكثر سادية , وهرب إلى مصر ماراً بفرنسا ثم أسبانيا فالمغرب لإخفاء أثره. وأنه متهم بقتل وتعذيب المئات في معسكر اعتقال موتهاوزن بشمال النمسا ، سواء عبر حقنهم بالسم أو البترول أو المياه في القلب أو بإخراج أحشائهم بدون مخدر , وأنه عندما كان يشعر بالملل كان يستخدم ساعة إيقاف - ستوب ووتش - ليراقب الوقت الذي سيتغرقه أحدهم حتى يموت من الألم , ومن قصص الرعب التي تروى حول طبيب الموت هايم أنه أهدى إلى قائد أحد المعتقلات التي يعمل فيها مصباحا كهربائي (أباجورة) صنع غطاءها من جمجمة أحد ضحاياه بعد أن كسر رأس الضحية وقام بغلي جلده , وراوية أخرى تقول إنه استخدم جلد أحد ضحاياه المغطى بالوشم لصنع غطاء لكرسيه!
وهايم لديه بنت واحدة وولدين ومبلغ ضخم في أحد البنوك الأوروبية بلغ 1.5 مليون دولار لم يتم سحبهم حتى الآن , وكانت ابنته قد أعلنت وفاته عام 1993 في الأرجنتين إلا أنه لم يتم الحصول على أي وثيقة تثبت وفاته.
التعليقات (0)