تنتعش العلاقات العربية_الإسرائيلية عبر بوابة الخليج العربي العريضة، دون تحديد لطبيعة ملامح هذه العلاقات مع الاِحتلال الصهيوني، وخاصة في مرحلة الاِنفتاح على العلاقات مع المملكة العربية السعودية، التي كانت لا تعترف في إسرائيل منذ إعلانها عام 1948م، بل كانت السعودية تعتبر إسرائيل دولة اِحتلال لأراضي عربية ما قبل برنامج إيران النووي التي ترى فيه تهديدًا للمنطقة بأكملها، ومع التغيرات الدراماتيكية في خريطة التحالفات، تغيرت المواقف وتحولت من حالة عداء إلى حالة تعاون سري دبلوماسي واِستخباراتي بين العاصمة الرياض وإسرائيل التي باتت هي الشريك الأول في مُعالجة قضايا التنمية والأمن والملعومات، وفي تبادل الخبرات الاِقتصادية والتجارية مع السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والقطرية التي ما زالت تحتفظ بمكانتها بالدور الوظيفي لها في الملف والصراع الفلسطيني_الإسرائيلي.
وغير ذلك، في تقديري سنكون أمام مشهد خليجيي يمهد الطريق أمام تل أبيب لتكون دولة طبيعية في المنطقة، على حساب القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، وعلى حساب مُستقبل الطموحات الإيرانية في التوسع الأمني والسياسي في دول ضعيفة التنمية وفاقدة لأي معايير القوة في الشرق الأوسط الكبير.
لذلك ستبقى إيران الدولة المُرشحة قبل غيرها لهذه المرحلة الصعبة عليها من دول الخليج، ولا سيما من السعودية التي سوف تلعب دورًا خطيرًا في بناء التحالفات الاِستراتيجية المُمتدة من البحر إلى المحيط مع دولة الاِحتلال الصهيوني، وصولاً لوضع نهاية للنفوذ الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، كبداية لمشروع الفوضى القادم للدولة الإيرانية قبل الحرب.
وعليه لا يمكن تصور المشهد اليوم، وخاصة حول أين ستذهب العائلة الحاكمة في السعودية بتحالفاته المرئية وغير المرئية مع إسرائيل خلال الفترة المُقبلة، مع أن كل المُعطيات المُوجودة تؤكد على أن إسرائيل ستكون الدولة العربية رقم "1" في المنطقة، وستحصل على مقعد دائم لها في الجامعة العربية، بعد الاِنتهاء من تنفيذ المشروع الأمريكي سريع الخطوات تجاه تصفية القضية الفلسطينية، ولا سيما بعد اِتخاذ مجموعة من القرارات الأمريكية الرامية إلى مُعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتى ستكون مدعُومة عربيًا وسياسيًا وماليًا يصب في صالح مشروع توطين اللاجئين خارج فلسطين.
وسيبقى السؤال الذي يبحث عن الإجابة حول:
هل ستحتاج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة تجديد سيناريو العراق مع إيران، عبر هجمات جديدة تستهدف أمن واِستقرار الولايات المتحدة الأمريكية قبل إعلان الحرب على طهران..؟؟
ملاحظة: اِنتهاء دور الرئيس محمود عباس سياسيًا، سيفتح الطريق واسعًا أمام صراع فلسطيني داخلي على السلطة.
بقلم/ منار مهدي
فلسطين/ قطاع غزة
التعليقات (0)