إستيقظت النخيل من نومها الطويل مرسلة عراجينها الصغيرة البيضاء من وسط شعرها المتدلي مثل كرة من خوص أخضر تحيط بقدها المتمايل الراقص في تؤدة وكبرياء على أنغام الطيور والحمائم ...ومنذ بداية ظهور أكواز العراجين وتفتحها تباعا وأنا أسعد بالنظر إلى ينعها وثمرها الصغير الذي لا يلبث أن يتحول من اللون الأبيض الفرح إلى الألوان البهيجة بدء من اللون الأخضر إلى درجات اللون الأحمر أو الأصفر حتى تصير بعض بضعة أشهر شماريخ كبيرة من ثمرات الرطب وحبات الكهرمان الأصفر الذي يسيل عسلا تشتهيه الأعين قبل الأفواه....وقفز إلى ذهني كيف تبدأ الخطوة الأولى في الوضوء بغسل الوجه يتبعها الفكر في نعم الله ويجد الإنسان نفسه قد أتم الوضوء بغير عناء ...لأن العبادة حالما تبدأ تنتهي بسرعة وإنها لكبيرة إلا على الذين هدى الله...تذكرت أن أبواب الله ليس لها عدد فأينما دخلت إلى رفقة الله وجدت نفسك في قصر الإيمان تريحك الصلاة وتسعد بالنفقة وتشعر بصحة البدن من أثر الصيام وتسعدك الكلمة الطيبة التي تقولها لأخيك وتملؤك السعادة إذا أسديت له معروفا ...وحين تدخل إلى قصر الإيمان تهون عليك الدنيا بكل عرضها ونعيمها وتجد الشفاء لروحك في التدبر والتفكر وتجد شفاء بدنك في لقيمات بسيطة ...فإذا أغدق الله لك في العطاء ورزقك من أطيب الطعام وأفخر الثمرات كان الشكر والحمد يجريان على لسانك كأسهل الكلمات وأيسرها
التعليقات (0)