من بين المُفارقات الكثيرة في اليمن ، أن مجموع قطع السلاح يفوق جموع السّكان .. لكن اليمن لم يغرق في الدّماء !... وأيضا في اليمن ، حيث تترسّخ القبلية وتتجذّر عميقا عميقا .. لم يستطع علي عبدالله ـ رغم تعاطيه بالحديد والنار مع حركة المحتجّين ـ إشعال فتيل الحرب الأهلية ، وإحراق اليمن بنيران الفتنة إنتقاما من اليمنيين .. فقط لأنهم يُطالبونه بالرحيل !..
في اليمن ، لايملّ الشعب النداء : (إرحل) .. كما لايمل النظام الرّد : (لن أرحل) .. ليظل الإثنان يلعبان ما يشبه إستغمّاية الأطفال !.. لكنها بأنانية ودموية الكبار!..
علي عبدالله : لن أترشّح لولاية أخرى ..
الشعب اليمني : إرحل .. والآن ..
علي عبدالله : لن أقوم بتوريث الحكم لنجلي ..
الشعب اليمني : إرحل بك وبكل من يواليك ..
علي عبدالله : سأنهي فترة حكمي الحالية ، وأعدكم بأنني سأتوارى عن الأنظار ..
الشعب اليمني : أغرب عن وجوهنا .. الآن ..
وطبعا علي عبدالله يُطل على شعبه ـ (كالثعلب) الماكر ، الحريص على وحدة اليمن ، وعلى أمن وسلامة اليمنيين ـ بعد كلّ عَودٍ حميدٍ لقوّاته من رحلة صيدها وقنصها ، وبعد دهسها وطحنها للمتظاهرين بالمدرّعات والآليات في الشوارع اليمنية !.. المتظاهرون الذين يكتفون بانتشال شهداءهم .. ويُواصلوا مسيراتهم السّلمية مندّدين : إرحل ياسفّاح ..
علي عبدالله : أمهلوني عاما واحدا أحزم فيه أمتعتي الكثيرة وكنوزي الوفيرة ، وأتركها لكم قاعا صفصفا وأرحل ..
الشعب اليمني : إرحل .. إرحل ..
علي عبدالله : حسنا سأرحل ، لكن أولا عليّ إيجاد (أيادٍ آمنة) أنسلّ مِن بينها بجرائمي ، وأرفرف بذنوبي وآثامي بعيدا عن سمائكم .. وأرحل ..
الشعب اليمني : إرحل أو تُحاكَم ..
علي عبدالله : القاعدة تهدد اليمن ، والحوثيون يهددون اليمن ، والمرتزقة يهددون اليمن ، والكل يهدد اليمن ، حتى أنتم بطلبكم مني الرّحيل تهددون اليمن .. والبقاء في ظل التهديدات أمرٌ وجَب ..
الشعب اليمني : نكتبها بدمائنا على راحات أيدينا ، وعلى صدورنا العارية ، وعلى جباه أطفالنا الرّضع .. بكل اللغات نكتبها ـ أولسنا أحفاد الأنبياء ممن عُلموا منطق الطير ولغة النمل ؟! ـ .. إرحل ..
علي عبدالله : أوتدرون أن (إختلاطكم) في السّاحات والميادين (حرام) ؟! ..
الشعب اليمني : إسمعوا من يدّعي أن ضميره أخيرا قد صحى ، وأضحى يفرّق بين ( الحلال والحرام) ! .. لقد بلغ السّيل الزّبى .. إرحل ..
علي عبدالله : أنا باقٍ بإسم (الشرعية الدستورية) .. التي أقسمتُ على حماية إنتهاكاتي اللاشرعية واللاإنسانية بها ..
الشعب اليمني : بإسم دماء الشهداء .. وبإسم الثكالى واليتامى .. إرحل ..
علي عبدالله : حسنا أمهلوني شهرا واحدا ، محسوبا باليوم وبالدقيقة والثانية ، أسلمكم في نهايته السلطة .. وأرحل ..
الشعب اليمني : لقد طفح الكيل .. وهذه جمعة (الفرصة الأخيرة) أمامك يا جبان ، فإمّا أن تنتهزها وترحل .. وإمّا أن تنتظر زحفنا على وكرك لنسحبك منه ، وحينها لاتنتظر منّا أن نرحمك ، لأن من لا يرحَم لايُرحم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديــن | 22 . 04 . 2011
التعليقات (0)