مواضيع اليوم

إستراتيجية جديدة للاستيطان الإسرائيلي

حسام الدجني

2012-08-05 19:50:31

0

 السلوك الاستيطاني الصهيوني في الأسابيع الأخيرة يدلل على وجود إستراتيجية جديدة تقوم على شرعنة الاستيطان في القدس والضفة الغربية،  وابتلاع مزيد من الأرض الفلسطينية بوسائل إجرامية جديدة.

 

فما هي معالم تلك الإستراتيجية...؟ وما هي انعكاساتها على خيار حل الدولتين...؟

 

تقوم الإستراتيجية الجديدة على ثلاث محاور:

أولاً: شرعنة الاستيطان

جاء تقرير لجنة ليفي منسجماً مع أصوات التيارات المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي والتي تقوم على أساس أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية هو شرعي من الناحية القانونية والسياسية، ويدعم هذا الطرح ما جاء في تقرير لجنة القاضي المتقاعد أدموند ليفي: "أن لا وجود للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وأن بإمكان إسرائيل مواصلة الاستيطان في كل أرجائها".

وعلى الرغم من موجة الانتقادات العربية والإقليمية والدولية للتقرير، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي وصفه آنذاك بالأمر المهم وأضاف نتانياهو: "هذا التقرير يتطرق إلى مسألة شرعية مشروع الاستيطان في يهودا والسامره بناءً على وقائع وقضايا كثيرة يجب النظر فيها بشكل جدي".

 

ثانياً: دعم البؤر الاستيطانية

المحور الثاني من الإستراتيجية الجديدة للاستيطان هو دعم البؤر الاستيطانية، فالدعم المادي مستمر منذ عقود، وأحد أشكال الدعم الجديد يتمثل في قرار مجلس التعليم العالي في دولة الاحتلال اعتماد كلية أرئيل والمقامة على أراضي المواطنين في محافظة سلفيت إلى جامعة، وما لهذا القرار من دلالات سياسية وجيوبوليتيكية، فدلالاته السياسية تهدف من ورائه إسرائيل فرض سياسة أمر واقع لتقويض الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م، من خلال تعزيز مكانة مستوطنة أرئيل وتشجيع المستوطنين للإقامة بها، وقد سبق وأن وضع حزب إسرائيل بيتنا برئاسة وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان تغيير وضع كلية أرئيل كشرط لمشاركته في الائتلاف الحكومي، بالإضافة إلى مباركة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للقرار وتهنئته لعمدة أرئيل بالقرار.

أما من الناحية الجيوبوليتيكية فيلعب موقع مستوطنة "أريئيل" دوراً أساسياً في فصل الأغوار عن وسط الضفة الغربية، ويحول أراضي محافظة سلفيت إلى معزل كبير. وبهذا المخطط يكون الاحتلال قد عمل على زرع كتلة بشرية استيطانية ضخمة لوئد حلم الدولة الفلسطينية بفرض الوقائع الحقيقية على الأرض.

 

الثالث: تفريغ المناطق المحيطة بالمستوطنات

بالإضافة إلى سياسة اقتلاع الأشجار، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وغيرها من الوسائل الغير قانونية التي تقوم بها مليشيات المستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي من أجل تهجير الفلسطينيين الذين يسكنون بمحاذاة المستوطنات، ابتدعت إسرائيل وسائل إجرامية وإرهابية جديدة تنسجم ربما مع الإستراتيجية الجديدة للاستيطان من خلال تدريب خنازير برية على افتراس الفلسطينيين، وإطلاقها داخل الأراضي الزراعية من أجل ترهيب المزارعين، وقد طالبت السلطات المحلية من إسرائيل تزويدها بسموم للقضاء على تلك الخنازير فرضت إسرائيل ذلك وهذا دليل أن الحكومة الإسرائيلية تشارك في تلك الجرائم التي تهدف إلى إخلاء المناطق المحيطة بالمستوطنات تمهيداً لضمها والاستيلاء عليها.

 

إن ما تقوم به إسرائيل من بناء وحدات استيطانية وجدار عازل ومصادرة الأراضي هو لتقويض خيار حل الدولتين، ولذلك مطلوب من القيادة الفلسطينية التفكير في إسقاط هذا الخيار لصالح خيارات بديلة متفق عليها وطنياً، وأيضاً العمل على إنهاء الانقسام السياسي،  وإطلاق يد المقاومة كي تحمي ما تبقى من أراضي فلسطينية في القدس والضفة الغربية.

 

HOSSAM555@HOTMAIL.COM

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات