إستراتيجية الحرب ........وكيفية القضاء على العدو. .. اليمن نموذجا
أمجد خشافة
ثمة إستراتيجية متباينة حول هيكليه يقوم بها جيش نضامي يمتلك مقومات الحرب لدحر اوكا ر العدو، و بين جما عة او عصا به فكل من الطرفين نتيجه العتا د الغير متكا فئة ،لة خطه متبعة لتحركا تة في ارض المعركة ,حيث يجد الجيش النظامي التابع في أي دولة قررت الحرب حين يقف أمام جيش وهمي كالأشباح وهو ما يسمى بحرب العصابات التي تمرغ الجيش النظامي في مستنقع معركة فيها تختفي هذه العصابات لا سيما إذا كانت في إرضهم مما يزيد لها قوة نتيجة لمعرفتهم لتضاريس المنطقة ودهاليز الوديان وقد لا يجد الجيش النظامي مشقة ما إذا لوكان يقف ضد جيش نظامي مثله بالمقارنة مع حرب العصابات وهذا ما يشكل صدمات عنيفة للجيش أدت عبر التاريخ الى سقوط دول محتله حين أحتلت بلدان عربية وإسلامية فأركعت حرب العصابات الإسلامية للدول المحتله , فلاذت بالفرار وخرجت منها أذلة وهم خاسرون , والتاريخ زاخر بأحداث خلدت هذه الحروب وجعلت للإحتلال شريطاً أسود بين عينيه .
وقبل أن نلج في حيثيات العمل التكتيكي والتجهيزات العسكرية والتخطيط في حرب بين طرفين لابد أن نعرف شيء وهو أن القوة الهائلة لوحدة الجيش لا تعتمد إعتماداً كلياً على كثافة العدد وإنما على التوظيف المؤقت والدقيق للهجمات وحسن إستخدام القوة الكامنه لدى الجنود عن طريق شحذ الهمم عبر ندوات تعليمية سياسية تغرس في نفوس الجيش حُب الإقدام والإندفاع الذاتي لمقارعة العدو والعض بالنواجذ على التمسك بولائة للمبادئ التي خرج من أجلها لملاقاة العدو , فتتولد لديه سيكولوجية تعكس في أرض المعركة ردة فعل إيجابية تتجسد بشراسة الهجوم وصلابة الموقف عند اللقاء والشعور بنخوة يجدها أفراد الجيش وهذا ما حدث أثنا حرب غزة حيث ورد في عجائب هذه الأحداث أن أحدى جماعات أفراد عز الدين القسام وبينما هم يواجهون جيش الإحتلال وليس بينهم إلا بضعة أمتار فيقول أحدهم مالثبنا ونحن نرقب الجيش الإسرائيلي إلا ونحن نشعر بإطمئنان حتى التقى بنا الحال الى الضحك حتى كاد افراد الجيش الإسرائيلي يسمعنا فهنا تمكنت قوة الإرادة لتضع منها العجائب وظهور ما لا يتوقع .
ولكي تصبح أرض المعركة لصالح الجيش المرجو أن ينتصر ,لابد أن تمر هيكلية الجيش بعدة مراحل أولا: إن أهم شيئ هو أن نثق بأن ضباط الجيش وجنوده يتمتعون بوعي سياسي عالي المستوى وإستعداد هائل للفداء والتضحية والبذل والعطاء والتدريب العسكري الشاق حتى يتبين لنا أن الأعمال المستقله لوحدة الجيش تحقق بالفعل إنتصاراً ساحقاً حيث ان التدريب السياسي هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلاله , وحين يصبح الجيش على درجة عالية من السياسة لابد أن يكون هناك فريق صحفي وناطق رسمي بأسم الجيش يستخدم المفردات النارية البليغة أثناء توجيه خطاباً للعدو لتصل اليه كصواعق تهز أوكار العدو ويجس في صدورهم الخوف لتفضي الى هزيمة حتمية , وفي أثناء إستعداد الجيش لخوض غمار المعركة لابد ان يكون هناك خطة كيفية تفادي هجوم وضربات العدو وكيف نحمي الجيش !
ينبغي أولاً أن يرسل الجيش خلال مهماتهم التي يقوم بها سيراً على الأقدام رجال من ذوي الملابس التقليدية – مدني – المعتاد رؤيتها مزودين بالمسدسات أمام طليعة قوة الجيش ووراء المؤخرة وعلى جانبي الدفاعات الجناجية لرصد الأحوال وإستشراف خطى العدو وإستعداده والتحسب لملاقاته تجنباً لأي هجمات قد يشنها بصورة مفاجئة
ثانياً : إستثارة الجماهير وكسب ود أفراد المنطقة المتاخمة لأرض المعركة وهذا في غاية الأهمية فحين يكوّن الجيش فلول داخل القرية يكون الجيش قد كوّن طابوراً خامساً مهماً حيث يشكل هذا الطابور مرتكزاً لموافاة الجيش بأخبار سرية عن تحركات العدو وكيفية الأنقضاض عليه وتوجيه ضربة موجعه تشل بعدها حركتهم كون أهل هذه القرى لديهم الخبرة في تضاريس الحياة والطرق المتعددة وهذا في غاية الاهمية , ولهذا تتضح لنا الصورة على أن الجيش اليمني لم يصنع لدى سكان منطقة الحرب في صعدة جسراً فيما بينهم للنفاذ به الى اوكار الحوثيين وهو ما قاله أكثر من شخص لي من أبناء رازح أن حوالي نصف المنطقة ليسوا مؤيدين للطرفين وأن النصف الثاني بين موالٍ للحوثيون وصاخت عن جيش الدوله , ليخرج الجيش وليس لديه أي إستفادة من أبناء القرى إلا ما ندر .
ثالثاً : الجغرافيا الطبيعية وأهميتها ... إن المرتفعات الجبلية هي من تشكل عائقاً أمام الترسانة المسلحة والمدرعات وملاذاً آمناً تصنع منها العصابات أوكاراً فيها لذا تحتم على الجيش أن يمتلك المعرفة ويسعى للحصول على كم هائل من المعلومات بالتضاريس لا سيما فيما يتعلق بميدان المعركة وهذا ما أستعصى على الجيش اليمني في جبال صعدة حيث أوكارالحوثيون , وقد أحسن الحوثيون إختيار قاعدتهم .
رابعاً : الإستخبارات وأهميتها
على وحدة الجيش وبعض الأفراد الأذكى لكي يتولوا مهام عملية التجسس في شتى الأماكن وذلك بالتعاون والإتحاد مع الجماهير الشعبية في الأماكن محل البحث وعلاوة ً على ذلك فإن من الواجب في الأماكن الإستراتيجية أن يوظف السكان المحليين الذين هم محل ثقة في ولائهم أو الذين يُبدون قدراً من التعاطف مع وحدة الجيش ويمكن توظيف هؤلاء الذين يكرهون العدو ويحقدون عليه ثم يمنحون هؤلاء الناس رواتب جيدة نسبياً ثم تكون هناك شبكة مخابراتية سرية عالية الدقة .
وأخيراً يبدو أن تجربة الجيش اليمني في حربهم ضد الحوثيين في الحروب السابقة قد مرت بخطوتين إما أنهم لم يحسنوا هيكلية الجيش والتخطيط الميداني بدقة عبر المراحل التي ذُكرت أو أن هنالك تمادي في الحرب وتحتكم في حسمها سياسات داخلية وهذا يقودنا الى حرب إستنزاف لن يجني أبناء الشعب إلا ثمار مريرة مادامت الحب قائمة .
التعليقات (0)