الاتزان الاستاتيكي والاتزان الديناميكي ظاهرتان من ظواهر الطبيعة ولازمتان من لوازم استقرار الأمم كما هما من لوازم استمرار الكواكب والنجوم في أفلاكها بل واستقرار الكون كله ومثال الاستقرار الاستاتيكي هو استقرار الجوامد علي سطح الأرض مثل أن تضع شيئا علي منضدة أو في ركن من أركان الغرفة يظل في مكانه إلي أن يحركه أحد ومثال الاتزان الديناميكي هو سير الدراجة دون أن تقع يمينا أو يسارا إلي أن تتوقف وحينئذ لا تستقر في وقوفها بل تنقلب إلي أحد الجهتين بعد أن تتوقف عن السير بمعنى أنها لا تستقر إلا في حالة الحركة...وكذلك الأمم إذا توقفت عن الحركة إنقلبت ولم تستقر ولو توقفت الأرض عن الحركة والسير في الفلك حول الشمس ما استقرت حتي تلتصق بالشمس نتيجة جذبها الشديد وهلكت واحترقت واندثرت ولو تحرك كل شيء ما استطعت أن تجد شيئا علي حاله ولانقلبت الدنيا إلي فوضي عارمة وتحرك كل شيء في البيت كأنه جان لا يستقر وإذا فالاستقرار الاستاتيكي ضرورة حياة وكذلك الديناميكي لا غني عنه وكل شيء يناسبه ظاهرة واحدة من الظواهر أو هما معا فلو تحركت الدراجة من مكانها لما وجدتها أبدا ولتركتك تبحث عنها في البيت وقد نزلت إلي الشارع ولو استقرت وأنت تريد الذهاب بها إلي السوق ما استجابت كأنها تريد السكون وأنت تريد لها الحركة وخلط أنواع الاستقرار يقود إلي الفوضى والفساد ومخالفة النواميس الإلهية في عمارة الكون فلا يصح أن تستقر الحكومة عقودا من الزمن حتي تتعفن ولا يصح تغييرها كل يوم فتسود الفوضي ولا يكتمل عمل أو مشروع وإذا فهناك مساحة زمنية لا تتعداها الأمم بين الاستقرار الاستاتيكي والآخر الديناميكي لتتحرك فيها الأمة دون أن تسود الفوضى أو يتحقق الركود وكما أنك لا تستطيع السير بدراجتك إلي ما لا نهاية أو لا تؤدي دورا إذا لم تستخدمها أبدا فالحكومة لا تسكن أبدا ولا تتقلب دوما حتي تؤدي دورها في المجتمع بطريقة سوية وإذا طبقنا هذا المثل علي دولنا العربية نجد أن الاستقرار الاستاتيكي يغلب عليها مما يؤدى إلي تعفنها وانحلالها وقصورها عن تأدية مصالح الناس ويلزم الشعب أن يتحرك حركة محسوبة في التغيير وأن تستجيب الحكومة إلي تنفيذ الاستقرار الديناميكي لكي تتقدم وتزدهر....فهل تتقدم حكوماتنا إلي المستقبل بغير ديناميكا ؟ وهل يتخلي شعبنا عن استاتيكيته التي تشبه الموت؟
التعليقات (0)