بعد تفشي الجهل باللغة العربية أصبح اللجوء إلى المفسرين لأي نص أمر لا مفر منه سواء كان في نصوص القانون أوالنصوص الدينية وحتى كتب الثقافة العامة. وصار الكتاب كوسيلة للتثقيف آخر وسيلة وأقلها في الاهتمام ....ولأن الوسائل المرئية أو الناطقة مثل التلفاز وشبكة المعلومات انتشر استخدامها بصورة عامة فقد ساعدت على ضعف اللغة عند العامة لأن معظم القائمين على برامجها لم يتلقوا تعليما وتعريفا باللغة الفصحى يجعلهم قادرين ولو على التحدث بها في دقائق معدودة بشكل سليم....ومن ملاحظة الكتب الدراسية المتخصصة في مجالات العلوم الاجتماعية نجد أن لغتها مختلة في البنية والتعبير ولا يمكن الاعتماد عليها في نقل الأفكار كما أرادها الكاتب بسبب الأخطاء في النحو والإملاء ...وليس خافيا أن اللغة هي وعاء نقل الأفكار وإذا لم يكن الطرفان أي الكاتب والقارئ يتعاملان بلغة واحدة تماما فلن يستطيع الكاتب نقل فكرته للقارئ تماما أيضا... وتتغير لغة التخاطب من عصر لآخر وتبتعد شيئا فشيئا عن أصل اللغة فتصبح قراءة النص القديم مملة لا يفهمها القارئ في عصرنا وكأنه يقرأ لغة أجنبية.... وهنا تظهر أهمية المفسر والشارح ولا يمكن صرف النظر عن قراءة النصوص بحجة أنها صعبة عسيرة الفهم وذلك لأنها قد تكون مرتبطة بالعقيدة والدين وربما تكون خاصة بالقانون العام الذي نخضع له جميعا أو بتعليمات تفسيرية في اللوائح....وأبلغ مثال على ذلك القرءان بما فيه من ألفاظ عربية ليست من الكلام الدارج وأسلوب عال وبلاغة تحتوي على كل الأساليب البديعية في النظم والترتيب والتقديم والتأخير والحذف مثل حذف جواب الشرط أو التخصيص بعد التعميم أو العكس إلى غير ذلك من روعة البلاغة بالإضافة إلى الأحكام الفقهية التي تحتاج إلى بيان من الحديث النبوي ...وقد أنزل الله هذا الكتاب على البشر جميعا وأعطانا فرصة الاستفادة منه بقدر يسمح لكل إنسان وعلى أي مستوى من التعليم أن يأخذ منه ما يكفي لحيازة الثواب والنجاة من العقاب ولكن الله قد وضع قاعدة عامة لكي لا يكون لنا حجة فقال (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
التعليقات (0)