والنخل باسقات لها طلع نضيد.....
كان في زمن سابق تزرع أشجار الصفصاف على ضفاف الأنهار والمساقي يستظل تحتها الفلاحون ولهم في النهر متسع للاستحمام صباحا باكرا وأمام كل مجموعة من الأراضي الزراعية مصلى مفروشا بقش الأرز أو الحصير للوضوء والصلاة لأن الصلاة كانت جزء أصيلا من نشاط الناس ....وكان لأحد الناس بضعة نخلات تحيط بمزرعته تثمر بلحا أحمر يعجب الأطفال والشباب فلا يتركونه حتى ينضج بل يقطفونه قبل أن يقطفه صاحبه !! لم يكن هذا يزعج الرجل بل يبعث في نفسه السعادة حين يرى أن بلحه دخل فما استساغه وأحبه...ولم يفكر الرجل أن يقطع شجرة الصفصاف مقابل مزرعته ولكنه كان يعتني بتنظيف المصلى وتغيير القش المبتل من قطرات الماء المتساقطة من ماء الوضوء ....وكان من الفلاحين رجل يقال له عبد الرؤوف كثير الضحك والمقالب فمن ما صنعه بإخوانه ذات يوم أن صلى معهم ووقف في أقصى الشمال بعيدا عن شاطئ النهر الصغير فلما ركعوا جميعا استغل فقدانهم السيطرة على اتزانهم ودفعهم بمؤخرته جانبا فسقط أكثرهم في الماء وفسدت الصلاة ولكنهم ضحكوا جميعا على كل حال ....طبعا لا نؤيد ما فعله لأنه استهانة بأمر الصلاة نسأل الله أن يغفره له ...لما كانت النخيل تسبب لصاحبها السعادة كلما أكل منها أحد فقد قرر أهل القرية أن يزرعوا النخيل أمام مزارعهم حتى صارت القرية مشهورة بنخيلها الباسقات وبعد ذلك مع امتداد الأيام بني في هذه القرية مصنع للعجوة ربما وصلت منتجاته الآن إلى كل بقعة في أرض مصر ....رحم الله رائد زراعة النخيل في قريتنا
التعليقات (0)