لاتستغرب من رؤية الشياطين في زي الملائكة . لأننا في زمن الخدع البصرية . وزمن التكنولوجيا الرقمية التي يتراقص بها وفيها البشر من دور لآخر . ويتقافزون في فضاءاتها بين الفضيلة والرذيلة . في خلط إعتباطي . وسلوكات لاتنم سوى عن إختلال في المعايير الأخلاقية . وإنفصامات خطيرة في شخصياتهم . وحتى لو كان الإنفصام (إرادي) وفي عالم إفتراضي كالنت . فهو ما يلبث أن يتحول إلى إنفصام حقيقي وفي واقع المريض.
هذا ما أفرزه (الكبت) العربي حتى بين النخب من المفكرين والمثقفين . وإلا فكيف نفسر حال مدونين يجودون على القراء بمقالاتهم (الفاضلة) والداعية إلى المثل العليا . وإلى القيم الحضارية . تزامنا مع تعليقاتهم على مواضيع غيرهم بألفاظ لاتنم سوى عن لاسويتهم ونفاقهم وانحطاط مستوياتهم ؟!..
وفي حارة إيلاف أعرف كل صاحب تعليق على موضوع من مواضيعي . وإذا ماكان مدونا من المكان أو زائرا يمكن أن يكون جاهلا تماما بالكلمة وبمعناها . وهذا الأخير معذور لعدم نشر فكره وطرحه أمامنا لمعرفة توجهاته . لكن الطامة الكبرى أن تكون أغلب تلك التعليقات لمن يعتبرون أنفسهم مفكرين !
أي فكر يجرد أصحابه من هوياتهم التي وإن كانت إفتراضية لكنها تبقى عنوانا لمبادئهم الحقيقية أو بعضا منها ؟ . أي فكر يسوّغ لأصحابه شتم كل من يطرح فكرا يعارض ما يحبون هم حتى وإن كان حقيقة ؟..
الجواب ليس بتلك الصعوبة إذا ماعلمنا أن المفكرين العرب تحت وطأة أنظمتهم التي يرفعون شعاراتها الظالمة والقمعية . ويستميتون في الدفاع عنها . وحتى وإن لم يكتبوا ذلك في مقالاتهم . فهم ينتحلون شخصيات السوقة والهمج للرد على من فعلوا ذلك.
لن أقول ترفعوا. بل ترفقوا بأنفسكم من أمراض نفسية أنتم السبب في إصابتكم بها وأهمها الإزدواجية في الأفكار والآراء . وإنفصام الشخصيات.
ـــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 01 - 2010
التعليقات (0)