لاتتحطّم صورة الصمت المَهيب للصحراء، إلا على وقع ضجيج الإنفجارات التي تهز أرجاءَها الفسيحة والموحشة، وتُبعثر أحجارَها ورمالها، كتلك التجارب الذرية التي قامت بها فرنسا (المُجرمة) إبّان إستعمارها للجزائر، والتي بقيت إشعاعاتها منتشرة لحدّ الساعة !..
ففرنسا التي إرتكبت بالأمس أشنع جرائم الإبادة في مختلف مناطق العالم، هي نفسها فرنسا التي تنادي اليوم بتجريم إنكار إبادة الأرمن على يد الأتراك في زمنٍ ولّى ؟!.. فما الذي تغيّر في مفهوم فرنسا (للإنسانية) مابين الأمس واليوم يا تُرى ؟!.. ولماذا تستمر في إنكار حق الشعب الجزائري عليها في الإعتذار عن جرائمها ضدّه ـ رغم أن الإعتذار لن يُعيد لمليون ونصف جزائري مُسلم حقهم في الحياة ـ فيما تُجرّم إنكار الأتراك لجرائمهم في حق المسيحيين الأرمن ؟!..
بالتأكيد لن ننتظر فرنسا لتجيبنا عن تناقض مواقفها تجاه المُسلمين والمسيحيين، كما لن نستفيض في الحديث عنها، لأن ما يعنينا في الأساس تسليط الضوء على ذهنيتها التي لا تختلف عن ذهنية أيّ إرهابي متطرف، يحصد أرواح الأبرياء ويبُث الرّعب في النفوس هنا وهناك !..
تلك الذهنية المتعفنة لا تستثني أحدا أو شيئا حتى الصحراء ؟!..
فالصحراء كما سكونها لايهتزّان إلا على وقع ضجيجٍ أرعن، لمُختلٍّ يستعرض عضلاته كما فعلت فرنسا بتجاربها، أو كما فعل إنتحاري مُعبّأ حدّ الإنفجار لا يعي أن تفجير قنبلة بولاية تمنراست في أقاصي جنوب الجزائر، لن يفيد مخططاته الإجرامية في شيء، لأن القرار يُصنع على بعد آلاف الأميال من موقع الإنفجار !..
05 . 03 . 2012
التعليقات (0)