الحب مذلة وخضوع للمحبوب لأنك تطلبه إذا أقبل عليك وتتمناه إذا أعرض عنك فلو كان محبوبك مال أجهدت نفسك في طلبه وربما اقترفت محرما لتحصل عليه وإذا فأنت أسير المال... وإذا أحببت جاها فإن حصلت عليه أجهدت نفسك في المحافظة عليه ونسيت أن عليك واجبات تحتاج إلي وقت لإنجازها فتخليت عنها واهتممت بما يحافظ علي جاهك ولو كان محرما فأنت أسير الجاه وقس علي ذلك كل عرض الدنيا الزائل ...وأما إذا كان محبوبك هو رضا الله فلن تألو جهدا في رضاه بالإكثار من الطاعات وإذا فأنت حر من كل عرض الدنيا وأسير لحب الله ومن كان أسيرا لحب الله فسوف يجد الله نادى في السموات والأرض أني أحب فلانا فأحبوه فيكون الكون كله أسيرا بين يديك ولست أسيرا لأحد ...وإذا استغنيت عن الناس وزهدت فيما في أيديهم أحبوك وإذا أظهرت افتقارك لله أغناك عن الدنيا وما فيها فتكون بذلك أغني الأغنياء وعندها سوف يكفيك ما رزقك وتهنأ بعيشك ويرضى عنك الله والناس... ولا يقعدك ذلك كله عن الاجتهاد في طلب الرزق من حلال فتفوز بالأمن ولا يجد أحد عليك مستمسكا وترفع رأسك التي رفعها الله ولا يملك أحد خفضها
التعليقات (0)