إرحل قتلت والدي....................
تستمر الأنظمة في قتلها الأعمى، و تستمر الماكينة الإعلامية في حربها العمياء، و في زحمة الأخبار و التقارير و التحاليل المعنونة و المؤدلجة و الموجهة، يتناثر السمع و البصر بين صور التقتيل و القهر و العنف و المؤامرة و السرقة و الزيف و التشويه و ما خفي أعظم.
سباق الصورة أدهى من جري الوقائع، و الإعلام يسوق حربه و وجهة نظره بشكل فج، حتى بات واضحا متى تريد سماع الخبر و من أين تريد سماعه و بأي طريقة، فلكل نافذة وجهة و منحى يسير به المعلومة و تقدم، هل هو شيء إيجابي؟ الإفراط قطعا لن يكون شيئا مستحسنا.
في ظل هذا المشهد القاتم، الذي أفرغ أحداث الثورات المهيأة خيالا، بأحسن مما قد تحمله واقعا، من رسمها الجميل، بات الإعلام ينفذ أجندة خطيرة أبعد من رسالته السامية، ألا وهي نقل الصورة و الخبر بحيادية مطلقة و شفافية، و الصورة و كل الصورة.
لا يمكن أن نقول حاليا أن هناك إعلام حيادي، هناك مهنية و تقنية عالية، حسب الهوى الغالب لا يشكل ذلك عيبا، لأن الغالب ممن تجره العاطفة يريد سماع ما يهفو إليه قلبه و خاطره، غير أن المنطق لا يقبل بإتباع الهوى بقدر ما يرى طلب التعقل و الرجحان فيها للصواب، مع أنه هذا الصواب نفسه يبقى نسبيا. إذن أين يتجه إعلامنا؟ إلى العمل لغاية وكوحدة مستقلة، أم إلى الركون إلى صف الوسيلة، وأن تكون لهدف أجدى من أن تكون وسيلة لآخر يحقق بك غرضه، هنا سؤال الاستقلالية، و من ثمة المصداقية.
التعليقات (0)