إرجيبن هايت
Why has every man a conscience then
Henry David Thoreau
لا يعلم الإنسان ما يعلمه الغد، و لا يهمس الفرد في الفراغ، و لا يقصد المجهول سوى جاهل به، و لا يدفع الأذى دون تكلف عن أحدهم سوى رجل يعرف رجولته و يدافع عنها، هكذا انتظم الكون، و سار من القدم إلى غير القدم.
فمن الأفكار التي يسلّم بها البشر أنّ لكلّ منهم خصائص ذاتية، و هي التي تطلع عليه كل صباح جديد، و تمسك بيده نحو المستقبل، مما يولّد في نفسية كلّ منّا احساس غريب، يدعوا إلى المفاخرة بالرجال، و التماس الجمال من النسوة، و بين المبينات يتصلب معنى الإنسانية، و ينطق العمق في صمت.
فلكل منـّا حقيقة تقبع في عمق أعماقه، و هنا يتكوّن المحرّك الفردي، الذي يدفع نحو التألق، و إن اختلفت المحركات جميعها، في مكوناتها، و أجزائها، و وظائفها، إلاّ أنها تشترك في أنها من أجزاء البشر.
لكن، فمن المعروف لدى العامة أننا أيضا نشترك في المعاملات نفسها التي تفرضها علينا ظروف بعينها، فبالتنبيهات التي تسلط على النفوس، تجعل من الاستجابات نمطا مختلفا، و منه ينتج السلوك، و الانفعال، كما نلمس القوّة المتكافئة لكل ما من شأنه صناعة العجب، و هنا أذكر بالذات رجالا مروا على الأرض في زمن المجد، و أيقنوا أنّ الأرض و ما حوت، لا تملك ما يقهر البشر، فرفعوا شعار "لا غالب إلاّ الله" رحمة الله عليهم أجمعين.
و من منطق الاختلاف بين أفراد الجنس الواحد، يمكن تكوين مفاهيم كثيرة، و معان أكثر للمفهوم الواحد، و عليه يضيع الفهم بين كثرة الكثرة، و يسود الارتباك لدى الفرد الواحد أثناء تحديد المقصد الواحد، فيكون على الباحث عن حقيقة ما، ايجاد أرضية مشتركة للقيام بعملية تفاهم، أو على الأقل احترام فكرة التفاهم، من أجل جعل النقاش مفتوحا على كل المؤثرات التي تدفعه إلى التطوّر.
و من هنا فالذي يؤكد على أنّ هناك أفرادا تتفاهم هي تلك الايديولوجيات المشكلة من طرف أعلام تقودها. لأنّ ابداع أنماط فكرية منسجمة تدل على اتفاق فكريّ شديد الوضوح، و عليه فإنّ الوصول إلى هذا التفاهم لا يكون إلاّ بصدق التوجه، و خالص العمل في المساهمة على تحقيقه، و منه إنّ القدرة الهائلة على قذف التوجهات نحو التأقلم هي نوع من الولاء للإيمان المترسب في نفوس المجتمعين على خدمة مبدأ معيّن.
و هذه الخطوة تدعوا إلى الاخلاص التام على تنفيذ المخطط المتفق عليه سلفا، و لهذه المرحلة أهمية قصوى في ادارة التحقق على تحقيق المقترحات، إنه الحد الفاصل بين الناجحين و الفاشلين.
سواء كنت طفلا ام شابا أم شيخا فأنت إنسان، و لك كامل الحق في التعبير عما يولد في داخلك، و تفجير كامل طاقتك و بارادتك، كما لك واجب اضافة ما تستطيع إلى الحضارة الإنسانية التي ولدت قبلك، و لن تموت أو تسير إلى العدم إلاّ بعد نزول جثتك إلى أحضان الثرى، هذه هي قصة العنوان، و هذه هي كلمات الحال التي فهمها الدهاة، و تجاهلها الأغبياء، و نسي تأثيرها الغلاة.
لا يأخذ بالقَسَمِ جزء من الإنسان، ذلك الذي هو خارج المكان، و داخل الزمان، فهو يلغي ابداء الأحكام، و يدعوا للتقدم مهما كان بالإمكان، قصد الوصول إلى الإيمان، و منه يكتشف الباحث صورة الإنسان، فيوضع الميزان، و يوزن البيان، فإما كسب أو خسران، فإنّ الأوّل دليل على صدق العنوان، و الثاني دليل على صدق الضدان، و بينهما يعيش عرش الجنان أو الشيطان.
و على من لا يفهم التباين فإنّ له الحق في الاستفهام، و على البشريّ فهم قابلية تقبل أنواع الأسئلة كلها، و لا يستخدم عقله للنكران بقدر استخدامه في البحث عن البرهان، عملية تداولها بني آدم من رفع السماوات، و ترقيع الهفوات، لأنها عالم من التناقضات.
ففي أسفل وادي العذاب يسكن سقف الأسباب، و هو نوع من الأبواب، التي تقود إلى رب الأرباب، و بين السبب و الألقاب، يولد علياً أو تولد رباب.
لدى نجد أنّ الصدق هو من يدفع إلى العمل، و المصداقية هي التي تزيّن العمل، و الصادق هو الذي ينجز العمل، و أيادي المصدقين هي التي تتقن العمل.
و منه المعادلة واضحة، و منها نزن اشتقاق تنظيم العيش في خندق واحد، و له امكانية جعل الإنسان في مرتبة توحي بالقداسة......... إنها القداسة، قداسة السعي و العمل المولود من الأمل.
السيّد: مـــزوار محمد سعيد
التعليقات (0)