علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
تربكني صحيفة الأهالي عند صدورها لجملة من الأسباب أهمها انها تؤرخ أعدادها بالشهور غير المألوفة لدى العراقيين وأقصد شهور اوكتوبر وديسمبر ونوفمبر ونحو ذلك وقد اعتدنا أسماء شهورنا الجميلة تشرين الاول وتشرين الثاني وكانون الاول وشباط الذي يذكرني بسمك الشبوط!
سيقول القارئ: وما أهمية ذلك؟ أقول: انه يضع فاصلاً اولياً بين الصحيفة والقارئ ويجعله في لبس من امره ويتمنى أن يقرأ صحيفته كل أربعاء بالشهور التي ألفها ليبوبها. ثاني الارتباكات طول الجريدة! فلكي يستطيع شخص ان يقرأ الجريدة في سيارة عامة فهو بحاجة الى (إحتلال) واعوذ بالله من الاحتلال! مقعدين ودفع اجرة نفرين واذا لم يدفع الاجرة الاضافية فهذا يعني انه مضطر الى سماع تأففات عدد من الركاب ليسوا مجبورين على سماع قرقعة أوراق الجريدة وإحتمالية تعرضهم الى الاحتكاك بهم واضطرارهم الى قراءة الجريدة إجبارياً!
تربكني الجريدة بحجمها فتحتل مساحة في ارشيفي واجد نفسي في حيرة حقيقية وانا اود الاحتفاظ بها ومراجعة مقالات الدكتور عبد الخالق حسين وحمزة الجواهري وعبد الهادي فنجان الساعدي وعمار ساطع الخالدي وهفال زاخويي وجاسم المطير فمن أين لك ان تحتفظ بمقالاتهم في ارشيف لا يتسع لكل شيء!
احلم احياناً بحجم نصفي للجريدة او تحولها الى مجلة اسبوعية بحجم وتصميم مجلة نيوزويك العربية وشبيهتها مجلة (الاسبوعية) العراقية!
تربكني الجريدة وهي تشغلني يوماً كاملاً وتحرمني من قراءة حصتي من كتاب في ذلك اليوم وكم تمنيت ان يقل عدد صفحاتها الى النصف لأنصرف الى شؤوني وشجوني فربما كانت القراءة سبباً في إهمال تربية الأطفال!!
أحلم بان تكون الصفحة الاولى صفحة خبرية بلا عمود رأي وان تنتقل الاعمدة المهمة الى الصفحة الاخيرة لتكون صفحة أعمدة خالية من أخبار الفنانات!
أحلم ان تبتعد الصحيفة عن الترويج لمنظمة او جماعة لا يتفق عليها اثنان من حيث السلوك المريب وان تظل محافظة على نهجها الحيادي الجميل.
أحلم ألا تعيد الجريدة نشر مادة نشرها صاحبها في صحيفة يومية إلا اذا كان في كتابته طرافة تسحق الإعادة التي هي لا تخلو من إفادة.. أحلم بالكثير لهذا المنبر الاعلامي الأنيق وآمل ان يتحقق بعض هذه الاحلام!
التعليقات (0)