من العجائب الإلهية أن نرى ما كان مستحيلا في نظر البعض يتحقق بكل سهولة ويسر وبلا جهد جهيد لأن الفاعل مؤمن بقدرة الله وأن الله ينصر جنده ولو كره الكارهون فإن ما حدث ويحدث في البلاد العربية عجيب بمقاييس البشر ولكنه بالقطع تأكيد من الله بالعون إذا ما صحت النوايا وخلص العزم فتوكل يا أخي على الله ودع النجاح لإرادته وتوفيقه .....إن إزاحة القابعين على صدور الناس والملتصقين بالعروش كانت حلما بعيدا بعد أن قضوا على الأمل في الأنفس وأزهقوا من الأرواح النبيلة الكثير ....لقد أخفوا عنا فضائح يعجز عن وصفها أبلغ الكتاب من أباطرة أدب الخيال ....وهكذا نرى شأن الله في عباده حيث يرفع أقواما ويخفض أقواما وما ذلك على الله بعزيز...ومن عجائب آيات الله أن نرى من كان عزيزا في قومه ينحدر مع حب الدنيا إلى الدرك الأسفل من المكانة وهذا درس لمن قدم الدنيا على الآخرة ورفع مآربه فوق إرادة المحكومين المظلومين ....( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)...إن الولاية بحقها سبيل إلى رضا الله ونصرته وثوابه العميم وأخدها بما يغضبه وبال على من تولى ورحمة للمظلومين....فكيف يختل ميزان العقل فيرى الحاكم المستبد الحق باطلا والباطل حقا ولكنها سنة الله في خلقه إذ يقول على لسان بلقيس وربما كانت محقة ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) والله أعلم بمراده
التعليقات (0)