إرادة الحكومة وإرادة الشعب تقتربان جدا في الدول الديموقراطية المثالية (ليس لها وجود في الواقع) وتتضارب الإرادة الشعبية مع إرادة الحكومة في دولنا العربية الديكتاتورية والملكية لأن في ثقافتنا العامة أننا رعايا عند الحاكم وهو مالك لنا ولدولتنا ويوجه إرادتنا كيفما شاء...ولا بد لنا أن ننصاع لإرادته فهو يرى ويسمع ويعقل ونحن لا نرى ولا نسمع ولا نفهم بل يجب علينا ألا نفهم...هذه الثقافة البائدة التي جعلتنا قطيعا مطيعا مثل الخراف الضالة بدأت في الاندثار والتغير مع هذا الربيع العربي الجديد...حينما أودعت الثورات العربية قادتها المتسلطين رهن السجون وطردت بعضهم وطاردته أو لاحقته أو هرب قبل أن يمسك به الشعب ويحاكمه على جرائمه بدأت الدول العربية في تغيير هذه المفاهيم القديمة وانكفأ الجبابرة وفرض الشعب إرادته ...من طبيعة الحكم الصالح أن يكون معبرا عن إرادة الجماهير وليس إرادة نخبة حتى لو صالحة... كما لا يمكن أن يكون مستجيبا لرغبة ثلة فاسدة...الشعب هو أصل الحكم ومفوض الحاكم ...من الطبيعي أن يهتف الشعب قائلا الشعب يريد إسقاط النظام وهو يستطيع تنفيذ ذلك.... ولكن ليس معقولا أن يهتف النظام قائلا النظام يريد إسقاط الشعب.....لا يمكن أن تزيف إرادة الشعب زمنا طويلا لأن الانتفاضة سوف تطيح بكل من يتسلط على الناس... هذه طبيعة في البشر الذين خلقهم الله أحرارا فلن ينتدبوا من يسومهم سوء العذاب...ولو تجبر الوالد على ولده وظلمه... وخالفه الولد,.. ما كان عاقا لوالده..!!!.. بل إن الوالد الظالم عاق لولده
التعليقات (0)