إذ تتفكّك العُرى ، وتتقطّع السُّبل ، وتجفُّ الأوردة ، وتغشى عيونَكم ألوانُ جدائل الأمس .. لماذا ؟؟
إذ تجرِّحُكَ الريح ، وتدُكُّ خيمتـَك الوحيدةَ فوق أسلافك وأشلائك .. لماذا ؟؟
إذ تأتيكَ الشواظ في بهيم الليل ، فتقليك في ذوْبها حتى الذوبان في العشق الآبق .. لماذا ؟؟
إذ تخيط جراحكَ ، وتبلسمها بالكيّ ، فينفرُ الدم هاربًا من عينيك .. لماذا ؟؟
إذ تهزأ الغيبة منك ، وتمتهن مشاعرَك ، وتسحق أحلامَك قبل أن تراها .. لماذا ؟؟
إذ تستغيث ، فيُقطع حبلُ استغاثتك عند أول شهقة قبل موت الفجاءة .. لماذا ؟؟
إذ يشوِّه الزيفُ وجهَ حقيقتك ، ويفتت العلقمُ لسانَك الذبيحَ .. لماذا ؟؟
إذ تكسو أيامَك ولياليَك دكنُ الغيوم ، وجردُ الشجر ، وساقطة الثمر .. لماذا ؟؟
إذ تلتاع ، وينهش الألمُ كبدَك لو فقدتَ بطيشٍ قلامة ممن تهوى .. لماذا ؟؟
إذ يتغنّى بك القهرُ ، ويتراقص نشوانَ فوق نبضك .. فيا أيتها الأضرحة المقدسة ، لماذا ؟؟
إذ تبكيك الخوافي والقوادم ، ولا تكاد تجد بصيصَ الشروق حتى تغرقك الكثبان .. لماذا ؟؟
إذ تتقاذفك الأحلام والأماني ، والمباهج والمغاني ، فتتراكلك ككرة فوق الصفيح اللاهب .. لماذا ؟؟
إذ تشظيك الآلام ، وتغرقُك مع ذكرياتك في كهوفِ ومغاور غيلان الإنس الرحيم .. لماذا ؟؟
إذ يتقافز أخوك أو صديقك أو حبيبك فوق عنفوانك ونقائك وصفائك ومروءتك المكلومة .. لماذا ؟؟
إذ تصرخ أو تبكي أو تتذمر ، فلا يواسيك سوى وجع مزمن ، وحنين كافر إلى الرحيل .. لماذا ؟؟
إذ تضيّعُ أخاك أو صديقك أو حبيبك ..
إذ يَضِيْعون ..
إذ يغمركم الأسى ..
إذ يفرّون ـ على كرهٍ منك ـ كالحلم من بين رموشك ..
إذ يتلاشون كالعطر من بين أصابعك ..
إذ يتهربون كالدفء من حضنك وذراعيك ..
وبعد .. إذ تفتقد أخاك أو صديقك أو حبيبك ..
هل ثمة : لماذا ؟؟
يا حكمة الأجداد ، ضاقت عليّ الأرض بما رحبت ، والخيارات :
ضياع العقل أم ضياع الصديق ؟؟
فقدان العمر أم فقدان الأخ أم فقدان الحبيب ؟؟
الأحد ـ 17/04/2011
التعليقات (0)