مواضيع اليوم

إذا وقعت الواقعة ليس لو قعتها كاذبة

د.عبد الحق صفاح

2009-01-10 04:26:05

0


   يقال  أن الاغتصاب هو أحد الجرائم الأخلاقية الأكثر شيوعا في أيامنا هذه تتكرر تفاصيلها بشكل مستمر مع الكثير من الضحايا لكن ثمة بعض الحقائق التي قد تغيب عن الكثير من الناس في هذا الموضوع، وهو أن الاغتصاب قد يحدث في أي مكان ولأي إنسان مهما كانت السن، وقد تتعرض له الإناث كما يمكن أن يكون ضحاياه ذكور•• ولا يفرق المعتدون بين هذا وذاك، المهم هو المتعة الجنسية وإشباع الرغبة الحيوانية.
وبعض هؤلاء المجرمون من أسرى الشهوات لايبذلون أي جهد في سبيل العثور على الضحية أو بالأحرى الفريسة التي ترقى إلى مطامعهم، ولا يشترطون أن تتوفر فيها بعض الصفات المحددة أو على الأقل الحد الأدنى من"الشروط" فكل من يجدها في طريقه هي في المستوى المطلوب وترقى إلى تطلعاته المهم أن تكون أنثى•• لايهم أن تبدو في آخر زينتها وأناقتها فتغريه ولاحتى نظيفة الجسد والملبس•• فحتى تلك التي ترتدي ملابس تفوح منها رائحة التشرد والنوم في العراء، ولم يبق فيها مايصلح سوى كونها تستر عورتها فهي تجلب الانتباه ولافرق لدى أمثال هؤلاء بين السليمة والمعتلة، ولابين العاقلة والمجنونة المهم أنها أنثى،

لنقرأ حكاية واقعة حقيقية هذا نصها

ثمة على رصيف شارع ا لمو حدين،لم يبق أ حد غير ها بعد أ ن غادر ا لجميع و تلا شى ا لضجيج وعا د ا لسكون مرة أخرى يجثم فوق ا لمكا ن مثل طا ئرحزين، تنا م فتا ة حسنا ء قا صرة وضيئة تفتر ش أرضا بارة وتتلفف عند كل ليلة نجوم سماء سا حبة؛تعتصم ا لصمت؛وتمضي يومها مطر قت رأ سها وتحدق في المارة تارة وفي الأرض أخرى؛وتتحسر
وتهتز رأسها بين الحين والأخر.تنزوي في ركن هاد ئة رزينة كأ نها شبه نائمة,إ نها فتاة با ئسة مقهورة,سرعان ماغادر
وجهها ماء الحياة,وحل مكانها الشحون وكانة عينها منطفئتين كشمعة تحترق وتذوب؛وكانت لاتسترقان في محجريهما وغاب عنهما تأ لق الشباب؛لم تعد سوى مخلوقة بائسة؛تسحق تحت ركلات ولفحات خنى الدهرونوائبه الثقيلة.تمضي
الشتاء القارص في مأرب الصيف لا مدفأة ولا مخبأب ولا غرفة تأويها؛ وحيدة تعاني من مأتم الطفولة العذ بة واليتم والحرمان من نبع الحنان؛ترقد وتصمت في ركن قاب قوسين أو أذنى من وكالة بنك مصرفي قبالة مسجد الموحدين
يحرسهما حارس ليلي رجل طوله فارع وجلده غامق اللون شبيه بلون نحاس الأحمر,ووجهه مجعد,أشرف على ستين سنة وله عينان ضاحكتان.ا لناس هناك تعودوا على مشاهدت الفتاة,وهم في غفلة عما يجري عليها من مصائب,ففي كل ليل لم تتفلت من سلوكات معادية وقبيحة؛وكثيرا ماتعرضت إلى مضايقات وحصارات من قبيل المتشردين في غفلة الحارس.
هؤلاء كانوا يتحرشون بها وتهان كرامتها على أبشع صورة ممكنة؛ وقد تمكن الإجرامين والإنحرافين إستغلالهاوأرادوا
إغتصابهاإلى الإفتضاض.
ويالها من مصير فتاة مفجوعة؛ تحت جنح الظلام والدجى وتحت وابل من الأمطار الغزيرة من فصل الشتاء القارص,وشدة
صدى الرعد تصعق وتدوي معلنة سمعها في كل مكان,تخفق القلوب تهز الأرواح البائدة.
إنقطعت حركة المارة,فلا تشهد سامرا ولاتسمع نابحا.ماعدا سعال الشارع بصفير برد جريح؛ويلم ويطوف هناوهناك.وفي
تلك الليلة الرهيبة كانت أبواب المسجد ونوافذ موصودة عن أخرها وسم البرودة القارسة ترعد وترعش أجسام الكائنات
الصماءوالبكماء وناطقة منهاوتنزعها من غفوتها الحلوة ونشوتها الفاتنة؛كانت الارواح الراقدة قد إستسلمت إلى سلطان
السبات؛وإستد لت أهذاب الجفون,في تحرر؛مما يجلب الرأفة للنفس عندما يصر المرء خاضعا خاشعا للإلاه النوم في أشد
العناء.إهتز كيان العالم الجرجار,وطار فؤاد الكائنات فزعاورعبا؛كأنهم يفرون من موت يتعقب خطاه, ويقـتفون أثره, على
جلبة تختلف على صرخات منا حة. في عراء؛كانت الفتاة تتلفف بثياب رث تتمرغ ومن شدةالأ لم والتوجع تنوء من كثرة ما أ لم بها.وقتذاك...كأن الأرض أخرجت أثقالها وتصدعت من أشد أفضع زلزال. غص الشارع تجمهرت زجلة من البشر يومئذ تحدث الناس أخبارها...وقال أخرون مال مصير هذه البائسة !!!,ودعة الحنان قد إنسابت من قلوبهم برأفة ورحمة
في دنيا الإهمال والإقصاء وظلال زمن الذ ئاب تستحيل الحياة إلى جحيم لايطاق.أما أن ينسلخ الإنسان عن إنسانيته وأماأن
يحيا مكبلا بالأغلال, إختلفت الروايات وا ستفحلت الأقاويل والأراجيف السامة نحو السيرة الذاتية من مسيرة حياة "المغضوبة عليها"وما جنته من حيف وشطط ونكران الذات؟!!!!.
وبناء على ذلك فإن ظاهرة نساء الشوارع ظاهرة مشئومة وسيئة وتوجد في كثير من المجتمعات البشرية، والإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع وتمكن بالنظام والبرامج الشاملة أن يحد منها في البيئة الإسلامية، وقد انخفض مستوى هذه الظاهرة إلى حده الأدنى ولكن ظهر على الساحة مؤخرًا ما كان مخفيًا، ونساء الشارع مثل الميكروبات المعدية لا يجرون الآخرين إلا إلى الفساد والتلوث الجنسي. وهن من أسوأ النساء حظًا ومن أفقر أفراد المجتمع, والكل يستهجنهن وهن طريدات الأسر, وهذا الأمر قد أدى إلى ضعف روحهن المعنوية. والأفراد الذين يفسدون بهؤلاء النساء لا يُكنون لهن حبًا ولا احترامًا ولا تقديرًا, ولكن يعتبرونهن آليات لشهواتهم, وهن -أي نساء الشارع- يعتبرن من الناحية الدينية والوجدانية مجرمات ووقحات, فهن في الوقت الذي يمتلكن فيه المال يذهب من أيديهن في سرعة الريح. وهن يمتلكن الدخل والمكان ولكنهن يصبن بسرعة بأنواع الأمراض المختلفة, ويطاردن فيقفن على معابر الطرق ليصحبن أفرادًا ساقطين, وأخيرًا يسقطن في أيديهن فيقتلهن, كما حدث في مشهد حيث قتلت 14 امرأة منهن, وهذا نموذج من المرارة وسوء الحظ الذي يحالف هؤلاء الطريدات والجهنميات. ومع ذلك فإن المسئول عن ذلك أكثر من الجميع الحكومة وهي السلطة التنفيذية ثم السلطة القضائية؛ فالحكومة لديها السلطة التنفيذية وتستطيع إذا أرادت أن تعالج هذه الظاهرة



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !