إذا كان تشخيص المرض خطأ .. بالتأكيد العلاج لن يأتي بفائده ..
اطلعت على التحقيقات والتقارير التي تنشرها جريدة الرياض بعنوان (من يحمي المواطن الشريف ) من مغريات الفساد , والرشوه , والتزوير , والاختلاس .. ولفت انتباهي ماقاله : رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وأستاذ القانون المساعد بجامعة الملك سعود "د. مفلح بن ربيعان القحطاني ...
الذي جاء جاء بتفسيره لاسباب الفساد قوله (إن حماية المواطن الشريف من الوقوع في الفساد المالي والإداري يقتضي التعرف أولاً إلى أسباب حدوث ذلك الفساد، ومن أهمها ضعف الوازع الديني عند البعض، وضعف أنظمة المراقبة والمحاسبة في ظل الارتفاع الكبير في الدخل الوطني؛ نتيجة ارتفاع أسعار النفط وزيادة أعداد المشروعات الحكومية، والمبالغ الطائلة التي تنفق عليها، حيث ساهم ذلك في زيادة حالات الفساد الإداري، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وعدم قدرة بعض موظفي الأجهزة الحكومية على الوفاء باحتياجات أسرهم، ما يساهم أيضاً في زيادة مظاهر الفساد المتمثلة في أخذ الرشوة، التي كشف بعضها تقارير هيئة الرقابة والتحقيق، إلى جانب تعقيدات تطبيق نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، ما ساهم في تأخر تنفيذ بعض المشروعات الحكومية، وعدم قيام بعض الأجهزة الحكومية بتنفيذ مشاريعها في الوقت المحدد؛ بسبب عدم وفاء بعض المقاولين بالتزاماتهم، ما يمهد لظهور بعض التصرفات والإجراءات المخالفة للقانون، والمنطوية على فساد إداري))..
وقد اجاد استاذ القانون في تشخيص بعض المسببات .. ولكنه وضع اهم اسباب حدوث الفساد هو ضعف الوازع الديني .. وهنا يختلف معه البعض .. ويقولون انه قد يكون احد الاسباب ولكن ليس اهمها .. بل يأتي في المراتب المتأخره .. ويدللون على ذلك بأن كثير من دول الغرب لاينتشر فيها الفساد الاداري والمالي كما نعاني منه نحن .. رغم ان غالبية العاملين بقطاع الدوله ممن لايدينون بدين ولا يعرفون عن امر دينهم الا ماهو مكتوب في خانة الديانه بجواز السفر ومع ذلك تجدهم يؤدون اعمالهم الوظيفيه بأمانه واخلاص وبعيدون كل البعد عن الفساد ؟!
ويؤكد اولئك ان اهم اسباب الفساد الاداري والمالي .. هو تردي الاوضاع المعيشيه وعدم قدرة غالبية موظفي الاجهزه الحكوميه على الوفاء بأحتياجات اسرهم .. في بلد ينعم بارتفاع كبير في الدخل الوطني نتيجة ارتفاع اسعار النفط ....
ثم يأتي السبب الثاني هو سيطرة لوبي اقتصادي فاسد يسيطر على تنفيذ المشروعات الحكوميه والمبالغ الطائله التي تنفق عليها ... وهذا اللوبي لايهمه ان يستفيد المواطن او الوطن بقدر مايهمه كم من المال سوف يكسب من وراء تنفيذ تلك المشاريع ...مما ساهم في زيادة حالات الفساد الاداري ...
وسبب ذلك بالتأكيد هو عدم وجود قوانين حازمه لمحاربة اولئك المفسدين الذين ينشرون الفساد بكل مكان يتواجدون به ..
وعدم وجود اليه لتنفيذ مثل تلك القوانين إن وجدت .. فكثيرا مانسمع عن قوانين تم اقرارها .. ولكنها ماتلبث ان تقبع في ادراج المسئولين عن التنفيذ .. اما لعجزهم عن تنفيذها لعدم وجود الامكانات .. او ان اولئك المسئولين هم من المتواطئين مع المفسدين .. او ان سلطة المفسدين اكبر من صلاحيات المنفذين ..
لذلك مهما وضعت من درسات واقتراحات . مالم تكن تلك الدراسات صادقه ومبنيه على الاسباب الحقيقيه والمنطقيه .. فلن نجد لها الحلول الصحيحه بل سينتج عنها علاج خاطئ .. ربما يؤدي الى استفحال المرض اكبر واكبر .. وهذا مايحدث فعليا .. بالوقت الحاضر ..
والسلام....
ابو بندر // سعود عايد الرويلي ....
التعليقات (0)