محدش بيموت من الجوع» و«محدش بيبات من غير عشا» عبارات وحكم اطلقها المصريون خلال العقود الماضية ليس من فراغ وإنما من منطلق واقع ملموس عاشوه وخير كانت الدولة تنعم حتي وان كان قليلاً لكن الحد الأدني للمعيشة موجود والحكومة أمنت شعبها من الجوع.. أما في عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أصبح المصريون يقتلون ابناءهم خوفاً عليهم من الموت جوعاً... فالآباء فضلوا أن يموت ابناؤهم بالرصاص عن أن يموتوا جوعاً في عهد الفكر الجديد والعبور نحو المستقبل.
فقد أشار تقرير للمجلس القومي للتنمية الاجتماعية التابع للمجالس المتخصصة إلي ان الأمهات والأطفال في مصر يعانون من عدم توفير الغذاء اللازم لهم بنسبة 35% للأمهات و53% للأطفال مما يشكل خطورة عليهم خاصة أن هذه الفئات تعد الأكثر احتياجاً إلي التغذية السليمة.
وأكد التقرير أن هذه النسبة مرتفعة إذا ما تم مقارنتها بمثيلاتها في الدول الأخري علي نفس مستوي التنمية البشرية مثل منغوليا والمغرب وجنوب إفريقيا.
وعلي صعيد متصل فقد شهدت منطقة النزهة بالقاهرة جريمة قتل بشعة راح ضحيتها جميع أفراد الأسرة علي يد والدهم رجل الأعمال الذي انتحر بعد ارتكابه للجريمة.
بدأت الجريمة بعد أن أطلق رجل الأعمال الرصاص علي زوجته المدرسة وابنه الطالب بإحدي الجامعات الخاصة وابنته الطالبة بالثانوية العامة أثناء نومهم ثم انتحر بإطلاق رصاصة في فمه.
أوضعت معاينة رجال المباحث الجنائية بالقاهرة لموقع الحادث عن وجود جثة ميرفت ويصا ناشد «40 سنة» مدرسة علي السرير بحجرة النوم وإلي جوارها جثة الزوج أسامة الفريد أمين «45 سنة» رجل أعمال وبجوارهما جثة الابن اندرو «21 سنة طالب» والابنة ارينا «17 سنة» طالبة.
تبين من تحريات المباحث ان الأب يعاني من ظروف مالية سيئة في الآونة الأخيرة مما تسبب في تفاقم الخلافات مع زوجته وأنه هجر منزل الزوجية منذ 20 يوماً قبل الحادث بسبب كثرة الخلافات.
وكانت منطقة النزهة بمصر الجديد قد شهدت حادثاً مماثلاً منذ عدة شهور عندما قتل شريف كمال الدين حافظة زوجته وأولاده وتوفي المتهم قبل تنفيذ حكم الإعدام وذلك إثر هبوط حاد في الدورة الدموية تعرض لها داخل سجنه.
وشريف حكم عليه بالإعلام في القضية التي أثارت الرأي العام بعد قيامه بقتل أسرته المكونة من زوجته عبلة طنطاوي 48 سنة وابنيه وسام 28 سنة وداليا 25 سنة في منطقة النزهة عقب خسارة أمواله في البورصة بسبب الأزمة المالية العالمية.
يقول الدكتور خميس طعيمة اخصائي الطب النفسي بجامعة بنها:إن سوء الأوضاع المعيشية وعدم ثقة المواطن بوعود الحكومة وخططها المعلنة وعلم المواطنين بأنها مجرد وعود لتصبرهم علي غلاء المعيشة في مقابل تدني الأجور وزيادة متطلبات الحياة سواء في تعليم الأبناء أو العلاج أو الغذاء والكساء والمواصلات وغيرها من الأمور التي شعر المواطن أمامها بالعجز بل وبالجوع أيضا وبات الفقر الموحش يدق أبواب نسبة كبيرة جداً من المواطنين لدرجة جعلت من كان يملك مالاً أهله لأن يعيش في مستوي اجتماعي معين وأصبح بسبب الظروف الاجتماعية السيئة لا يستطيع توفير نفس راتب هذه الحياة الكريمة التي اعتاد عليها وبالتالي فإن اليأس يتملك منه الأمر الذي يدفع هذا المواطن إلي الانتحار وقتل ابنائه لكي يقيهم شر الجوع والفقر.
التعليقات (0)