وجد التدوين اساسا لكي يتمتع كل انسان بالقدره على أن يكون ناشرا ويوصل صوته لمحيطه وربما للعالم. والتدوين هو نشر حر يقوم به مدون متحملا مسؤولية ما يكتبه. وتصنف المدونات في عالم النشر على أنها خدمة؛ أي أن منصة التدوين هي خدمة مقدمة مجانا أو بمقابل مالي في بعض مواقع التدوين، لسكان منطقة من العالم أو لمن يتحدثون لغة من اللغات أو تتوجه الى العالم بأسره.
مدونات إيلاف ليست غير ذاك؛ نحن نقدم منصة مجانية للمدونين ليقوموا بانشاء محتوى خاص بهم مسؤولين عنه ضمن عقد الشروط الموقع اثناء التسجيل في المدونات.
المدونات كفكرة نشر جاءت لتوسيع هامش الحرية، لايصال صوت المهمشين، لكسر احتكار النشر وتجاوز حاجز الرقابات المتسلطة على البشر. وما نستغربه في "مدونات إيلاف" أن تصبح المطالبة الدائمة للمدونين والمعلقين والمبلغين بالحذف " احذفوا هذا المدون" .. " احذفوا هذا الموضوع" " احذفوا هذا التعليق" ولو تجاوبنا مع طلبات الحذف هذه لن يبقى في المدونات ولا حرف ولا مدون.
عليكم أن تعرفوا أن من يطالبون بحذف آخرين هناك أخرون أيضا يطالبون بحذفهم.. لن ينجوا أحد.. علينا أن نوسع هامش الحرية. من الغريب أن يطالب المدونون بالحذف والحجب والاقصاء وهم اصلا علة وجودهم في التدوين هو ردا على التهميش والاقصاء الممارس ضدهم؛ من خلال احتكار الاسماء المكرسة لوسائل الاعلام ومن خلال احتكار الحقيقة وعدم نشر ما يخالفها ومن خلال ممارسة الرقابة المتعسفة في كثير من الاحيان بل كل الاحيان.
التدوين هو فضاء نشر حر .. فضاء نقاش .. فضاء حوار.. فضاء اختلاف ..
أمر مخجل؛ أنه في الوقت الذي يطالب لنا العالم بتوسيع هامش الحرية المتاح أمامنا في العالم العربي نطالب نحن بتضييقه أكثر مما هو ضيق..
نعود ونؤكد أننا حريصون على عدم الاساءة للأديان والعقائد والشعوب والاثنيات والمذاهب والاشخاص الطبيعيين والاعتباريين أكثر من أي مدون يكتب أو يعلق باسم مجهول..
ونحن نتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية لالتزامنا هذا.. فلا مجال للمزايدة علينا بمسألة الاساءة .. ولا نريد أن نتحول الى شرطة تطارد المدونين على كل حرف..
هناك مساحة حرة في التعليق عبر عن رأيك وضح الفكرة المعاكسة لما قرأت .. من المعيب أن لا يبقى من الحوار إلا لغة الشتائم. إنه الحل الاسهل والاضعف.. إذا كنت تعتقد أنك على حق دافع عن فكرتك ... إذا كنت تعتقد أن الموضوع خاطئ صححه ... الشتيمة سلاح المهزوم .. ومطالبة الحذف والاقصاء لا تنتج الا مزيدا من التخلف لهذه البقعة من العالم المسماة " العالم العربي" .
التعليقات (0)