إخواني الشيعة ,تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ..
كنت قبل أيام في المدينة المنورة , وقد كانت أيام روحانية بديعة لم ينغص فيها شيء علي مثل , الفرقة بين المسلمين شيعة وسنه , فأخذت أفكر وأنا قرب بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم من الخارج , " ليس من جهة ألروضة الشريفة بل في الهواء الطلق من جهة البقيع" هل كنت هذه الفرقة ترضي رسول الله ؟ هل كانت تسعده ؟ رسول أتم رسالته , في يوم عرفة من السنة العاشرة للهجرة , كان أكثر من مائة إلف مسلم يحجون مع النبي التي عرفت في التاريخ بحجة الوداع , وأنصت الأصحاب إلي خواتم الوحي , وهم بزي واحد وروحانية واحدة وسنة واحد , وجاءت كلمات الملاء الأعلى وهي تنهي إليهم هذا النباء المثير ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .. لقد تمت الرسالة التي بدأت آياتها تتنزل من ثلاث وعشرين سنه ! وعلى بعد عشرين ميلا من عرفة , كان الوحي يرف على غار حراء ببواكيره الندية , يقول للرسول ( إقراء باسم ربك الذي خلق ) .
إن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف "تاريخي وليس عقدي" وقد تحول مع التاريخ ونكباته إلي اختلاف في العقيدة , ولكننا نجمع على ما سبق وذكرته أن الرسالة أتمها المصطفى ولا خلاف لأحد في هذا , وإذا قال احد الطرفين سني أو شيعي عكس هذا الكلام فهو يبوء بذنبه , ولا يدخل فيه متبع المذهب .
لنترك الخلافات التاريخية بين الصحابة وأمهات المسلمين , فمعظمهم قضى نصف عمره ويزيد كافر " يعبد الحجر " إلا من رحم ربي فهم ليسو منزهون عن الغلط ولم ينزل عليهم وحي , بل كان يعلمهم رسول الله كيف يغتسلون بعد الحدث الأكبر والأصغر ( وكان هذا موضوع تهكم عند اليهود حينما قالوا للمسلمين ان محمدا علمكم حتى كيف .....) .
إذا الخلاف هو في التفاصيل والاستنباط والدليل الرابع ( الحنيفة والمالكية : القياس , والاستحسان , والاستصلاح ) .. الشافعية ( هو القياس فحسب ) ..الحنابلة (القياس والاستصلاح).
والشيعة ( ينكرون القياس , فهم يشبهون بعض أهل السنة مثل ابن حزم ).
تعلمون يا إخواني أين الخلاف ! الفرق هو من كان في عصر الرسالة يسمع عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وبين من يصل إليه الحديث الشريف بواسطة أو وسائط .. من هنا جاءت مسالة الاستيثاق من صحة الرواية , واختلفت الأنظار, أي أن الاختلاف في الطريق الموصول , وليس في السنة نفسها , فالنزاع صغروي لا في الأمور الكبرى .. والشيعة تشترط ان تكون الرواية عن طريق أئمة أهل البيت, ولأسباب عدة: منها اعتقاديهم أنهم اعرف الناس بالسنة, فان النتيجة في الكثير لا اختلاف .
ولكن التوافق بين السنة و الشيعة عظيم :
• لا يختلف الشيعي عن السني في الأخذ بالسنة رسول الله .
• بل يتفق المسلمين جميعا على أنها المصدر الثاني للشريعة.
• ولا خلاف بين مسلم وأخر في قول الرسول وفعله وتقريره سنة لا بد من الأخذ بها .
يا شباب الشيعة ويا شباب السنة , بداء الخلاف صغيرا بل وتافها في القدم في قضية التحكيم بين علي رضي الله عنه ومعاوية , فاختار على رضي الله عنه أبو موسى الشعري , واختار معاوية عمورو ابن العاص , فحين بداء التحكيم قال كلا لصاحبه لنخلعهما حتى نحتكم , فقال ابو موسى الأشعري ذلك الرجل كبير السن ( إني اخلع عليا كما اخلع خاتمي هذا ) فقال الداهية عمرو ابن العاص (إني اثبت معاوية كما اثبت خاتمي هذا ؟!) وأصبح النزاع إلي اليوم .
اجعلونا نحن الشباب , شباب العصر , شباب المستقبل , نتحد ونجمع ونقول ( أننا ننزع الأئمة و المذاهب وكتبهم وخلافاتهم سنة وشيعة, كما ننزع ثيابنا .. ونكون مذهب (محمد الأمين) , وما اختلفنا به نبحثه نحن بأنفسنا , فقد أصبح الأمر ميسر ولله الحمد والمصادر والقياس والتثبت , ونترك كل صاحب عمة من الشيعة يبوء بذنبه لنفسه ولا نتبعه , وكل صاحب مشلح من لا يهمه الا الخلاف حتى يسترزق الله على حسابنا , ونبني مستقبلنا بأنفسنا , فالإسلام واضح بين التعاليم , كل خير هو حلال , وكل شر هو حرام , والوصايا العشر أنزلت لجميع الأنبياء .. فإذا كان طلبة العلم و الأئمة الشيعة رجال فنحن رجال أيضا )
والله من وراء القصد ,,
متبع مذهب محمد الأمين
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)