إخراج الجنجويد من المدن مطلب مبدئي
مصعب المشرّف
28 يونيو 2019م
من خلال التجربة طوال الفترة الماضية من مسيرة الثورة . يتفق الجميع على أن الجنجويد (الدعم السريع) هم أساس حالة الفوضى الأمنية التي يتعرض لها المجتمع السوداني اليوم ....
قائد الجنجزيد حميدتي ؛ ومن حيث لا يفطن ، نراه ونسمعه يدين سوالب تواجد الجنجويد داخل العاصمة المثلثة خاصة والمدن عامة.
في كل أحاديثه المباشرة العلنية أو تلك الصحفية يبرر حميدتي ما يجري من تجاوزات أمنية في حق المواطن الأعزل ... يبرر ذلك بأن هناك مليشيات أخرى ترتدي أزياء الجنجويد ، وتنتحل إسمهم لتعيث الفساد ، وترتكب إنتهاكات حقوق الإنسان ، وتمارس القتل خارج نطاق القانون في شوارع المدن والقرى والمناطق الآهلة بالسكان.
لو إفترضنا "جـدلاً" صدق مقولات حميدتي وتبريراته بأن قوات الدعم السريع لم تتواجد في الشوارع ووسط الأحياء السكنية إلا لفرض الأمن ومنع الفوضى. فإن هذا الإدعاء من جهة والتبرير الحميدتي من جهة أخرى يدينه ويدين قواته قبل غيره. وذلك على النحو الآتي:
وعليه فإن إنسحاب قوات الدعم السريع (الجنجويد) من داخل المدن والمناطق الآهلة بالسكان . والإعلان الرسمي عن خروجهم سيسحب البساط من تحت أقدام كتائب الظل والمليشيات المسلحة الموالية لجزب المؤتمر الوطني. وينزع عنها الغطاء ويعريها بما يجبرها على الإمتناع عن إحداث الفوضى .
إن إخراج قوات الدعم السريع من المدن والمناطق الآهلة بالسكان سيكون فيه التمهيد لعودة قوات الشرطة النظامية التابعة لوزارة الداخلية المنوطة والقادرة والمدربة والخبيرة بكيفية حفظ النظام . وحماية المواطنين ... ولا حاجة للإطراء على قوات الشرطة في هذا المقال . ولكن الشرطة كمثيلاتها في كافة أنحاء العالم المتحضر هي وحدها دون غيرها من أجهزة أمنية نظامية . وتظل هي المتخصصة في مجال حفظ الأمن والتعامل القانوني السليم مع المواطن وفق القانون والدستور.
لأجل ذلك كله وأكثر ينبغي حــث كافة الكتل والأحزاب والقوى السياسية المتدافعة اليوم نحو كراسي السلطة ؛ منشغلين بتدبيج وصناعة المقترحات والمبادرات كلٌ على هواه و حسب مصلحته .... ثم وتصنيف هذا كذّاب وذاك نصّاب وأولئك بصمجية .... ينبغي حث هؤلاء على الإلتفات إلى ما هو جدير بسـد الذرائع وإغلاق المنافذ، والمتمثل في قطع الطريق على كل من يسعى إلى فرض وإشاعة الفوضى كمدخل للإستيلاء على السلطة من الباب الخلفي . وحيث لا يعقل أن يصار إلى حلول سياسية في ظل تواجد قوات عسكرية غير منضبطة ، ومليشيات تتبادل أداء الأدوار وإرتداء الأزياء ، وحمل السياط والعصي والسلاح ..
ربما يكون من الصعب إقناع بعض الأحزاب السياسية اللاهثة المنشغلة بقسمة السلطة والثروة ؛ وكذلك المجلس العسكري المتورط في مذبحة ومحرقة فض الإعتصام ... ربما يكون من الصعب إقناعهم الآن بالإلتفات إلى واقع أن تواجد قوات الدعم السريع هو الذي يمرر ويسهل لمليشيات الظل وغيرها من مليشيات ولمجموعات من قوات الدعم السريع نفسها ... يمرّر ويسهّل لها مواصلة الفوضى والتفلتات وإنتهاكات حقوق الإنسان ؛ من باب أن كل منها يسارع إلى غسل يديه وينفي ، ويضع الفأس في كتف الآخر وسواء أكان هذا الكتف لكبيرهم أو صغيرهم.
وعليه . فإنه ينبغي التوجه بصوت مرتفع إلى قوى الحرية والتغيير بالضغط عبر الوسطاء الأفارقة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة . وعبر الناشطين المغتربين في تلك الدول الغربية والمتمترسين أمام البيت الأبيض ومقر مجلسي النواب والكونغرس ومقرات حكام الولايات ... على هؤلاء جميعاً إستصحاب مطلب إخلاء المدن والبلدات والقرى والمناطق الآهلة بالسكان من قوات الدعم السريع فوراً ؛ بوصفه مفتاح الحل السياسي وعودة الإستقرار والسلم للبلاد.
التعليقات (0)