أبو سريع كان في عودته من المدرسة الابتدائية يقوم بمهمة جليلة ينتظرها أفراد أسرته ....أمه كانت جاهزة لتعد الماء المغلي وتغسل الأرز وتحضر الفلفل الأسود ومفروم البصل وتنتظر عودة أبو سريع....أبو سريع لديه (شنطة) عميقة بعض الشيء جدارها عال ولها يد تسمح بتعليقها في كتفه ....كان في هده الشنطة نوعين من الحبوب هما القمح والأذرة الصفراء لكل منهما استعمال وغرض....لم يكن أبو سريع يسلك طرقنا المعتادة ولكن يسلك الطريق الذي يتوسط المساكن الريفية التي تتكاثر فيها الطيور الداجنة طوال النهار بحثا عن رزق الله .....كان أبو سريع يختار الحبوب المناسبة للصيد المرتقب فإن كانت دجاجة أو ديكا أخرج القمح واقترب من الفريسة بحرص...ورغم أن الطيور لم تكن تخاف من الإنسان حينئذ فكان هو يلتزم بالهدوء حتى ينجز المهمة....والخطة المتبعة أن ينثر أبو سريع بعض الحبوب بدء من عند الفريسة ويمد خط الحبوب المنثور حتى يصل إلى مكان بعيد عن المساكن نوعا ما.....يختبئ وراء الجدار حتى تصل المسكينة فينقض عليها ممسكا برقبتها واضعا إياها في الشنطة سريعا ....طورأبو سريع خطته بعد ذلك إلى سنارة يربط فيها حبة الذره فإذا التقمتها الفريسة سحبها بالخيط الطويل في خطى سريعة إلى أن يبلغ خارج الشارع ثم وضعها في شنطته ....كانت الحبوب للدجاج قمحا وللبط والأوز أذرة صفراء....لم يعترض والده عليه يوما رغم عمله عسكري بوليس ....كان نموذجا فريدا من الناس وصبيا مختلفا عن الصبيان ....كان يضحك فتبدو نواجذه الأمامية فيها فلق واضح وكانت كلماته فيها بعض التأتأة ولم تكن له أي علاقة بالتعليم إلا مشوار العودة من المدرسة الابتدائية التي لم يدخل غيرها
التعليقات (0)