احتكاك الجزائري بالسوداني في أمدرمان
الأثـر والطرائف
من لطائف ومفارقات زيارة شباب الجزائر للسودان في معية منتخب بلادهم القومي هو اندماجهم العفوي السريع مع رصفائهم من الشباب السوداني وحيث شكل عامل السن الصغير لكلا الطرفين مدعاة لسرعة الاندماج والتفاعل في الشارع السوداني وداخل استاد المريخ ......
وكان واضحا أن الشباب الجزائري الذي كان معظمه دون الثلاثين من العمر .. كان واضحا فيهم الحماس والعفوية والحيوية وخفة الدم والتواضع الجم الأمر الذي ساهم كثيرا في اكتسابهم تعاطف العديد من أبناء العاصمة السودانية الذين تجمهروا حولهم يتبادلون معهم الحديث والنكات والمعلومات عن السودان والجزائر ...
وكان الضيوف يحملون الكثير من الأعلام الجزائرية فعكفوا يوزعونها على الأطفال والشباب أمثالهم وقد لبى العديد من شباب الجزائر دعوات السودانيين العفوية لإستضافتهم في منازلهم وتناول الطعام السوداني الشعبي المتخم باللحوم . ورشف اقداح الشاي الأحمر بالنعناع أو الممزوج بالحليب الطازج ونكهة الدارسين. وكذلك فناجين القهوة السودانية السوداء المتخمة بالأعشاب العطرية من حبهان (هيل) وقرفة وقرنجان ومستك ......
ولا يمكننا التقليل من شأن وأثر مبادرة السفارة الجزائرية في الخرطوم حين قامت بشراء معظم تذاكر دخول المباراة المخصصة للجمهور السوداني لتهديها مجانا لهذا الجمهور. ومع كل تذكرة بالطبع علم الجزائر .. وهو تصرف ذكي كان ايضا من ضمن مفاحآت الجزائر التي لم تكن في الحسبان سواء لدى المصري أو لدى المراقب والمحلل السوداني.... وحيث يبدو بالفعل أن تأثر الإدارة الجزائرية بالثقافة الفرنسية في مقابل تأثرنا نحن السودانيين والمصريين على حد سواء بقناعات الإدارة التركية التي تفضل التعامل مع الآخر بأسلوب (فِجْـل يَا كِلاب) ؛ والروتين الإنجليزي المتحفظ المنغلق .... يبدو بالفعل أنها قلبت كل الموازين والاستقراءات والتوقعات راسا على عقب فيما يتعلق بكيفية إدارة السلطات الجزائرية لهذه المعركة الرياضية.
يقول المثل السوداني : (الجديد شديد) ..... وكان الإنسان الجزائري الحي بعظمه ولحمه وشحمه ودمه بهذه الكثرة الألفية جديدا بالفعل على المجتمع السوداني على عكس ما كان التفاعل عبر المعلومات العامة وأخبار الصحف والتلفزيون وحدها . ولأجل ذلك إنشغل أهل السودان بهم يحاولون من خلالهم التعرف عن قرب على شعب الجزائر وعاداته وتقاليده وموروثاته ومثله وقناعاته .... وكذلك كان الحال في جانب الضيوف الجزائريين ... وربما لأجل ذلك كان هذا الاهتمام الفريد بالتعارف وتبادل الأحاديث الودية...... ولا يزال أهل السودان يتبادلون في أحاديثهم اليومية ولربما لأسابيع أخرى قادمة الكثير من الطرف والتعليقات على حيوية الجزائري وبساطته وإنفعالاته العفوية وكأنه يعرفك منذ سنوات . وكيف أنه دمج نفسه بسرعة البرق في المجتمع السوداني.
والأطرف من كل هذا أن بعض الشباب من أبناء الجزائر كان يعتقد أن إقليم دارفور على مرمى حجر من العاصمة الخرطوم وأن الجنوب يقع مباشرة وعلى مسافة خطوات من جنوب الخرطوم ...... وأن القرود تلهو في الشوارع وتقذف الناس بالموز من فوق الأشجار . وأن الأسود والنمور والتماسيح وإناث الغوريلات تتربص بالأطفال تحت جنح الظلام ، وتطارد الكبار في الطرقات والأزقة.... وحين كان أبناء السودان يسألونهم بإستغراب من أين أتوا بمثل هذه الإنطباعات الخاطئة؟ كانوا يقولون أنها من واقع الأفلام المصرية التي صورت السوداني على أنه متخلف وبواب ويعيش داخل الغابات..... فكانوا بذلك وكأنهم يرغبون في الضرب على الوتر الحساس ويصطادون أكثر من عصفورين بحجر واحد.
ولكن الأطرف من كل هذا أنهم ابدوا دهشتهم البالغة من توافر الأغذية بمختلف أنواعها ورواج الأسواق وإزدحام الطرقات بالسيارات الفارهة وإمتداد العمران والمتنزهات في العاصمة السودانية . وجمال الشوارع الدائرية وكثرة أعداد الكباري الضخمة التي تصل بين ضفاف النيلين الأبيض والأزرق التي تبلغ في مجموعها عشرة كباري ؛ من بينها كوبري توتي الذي يربط الخرطوم بجزيرة توتي على النيل الأزرق وهو أطول وثاني كوبري معلق في أفريقيا والأول من نوعه في الشرق الأوسط ........
وقد كان البعض من أبناء الجزائر على حق حين أعلنوا أنها من ضمن الكوارث أن يكون العربي هو آخر من يعلم عن حال أخيه العربي لسبب أنه يستقي معلوماته من وسائل ووكالات الأنباء العالمية المغرضة التي لا هم لها سوى تضخيم الجوانب السلبية وتعميمها بهدف غرس الانطباع السلبي لدى الرأي العام العالمي.
صور لبعض المواقع في العاصمة السودانية
العاصمة السودانية عند الفجر
الفندق الذي استضاف المنتخب الجزائري
مدخل المتحف القومي السوداني
بهو متحف القصر الجمهوري بالخرطوم
مكتب رئيس الجمهورية المطل مباشرة على نهر النيل الأزرق بالخرطوم
حديقة عامة
صورة مقربة للفندق ومركز التسوق الذي استضاف منتخب الجزائر
مركز تسوق تجاري
مطعم بأحد الأبراج
أحد الفنادق المطلة على النيل
جانب من شارع القصر
منظر عام
المستشفى العسكري في أمدرمان
مقر إتحاد كرة القدم
مبنى البرلمان السوداني
المحكمة القومية العليا
خلال سباق للقوارب الشراعية بنهر النيل الأزرق
نهر النيل ... سليل الفراديس ... صورة عبر الأقمار الصناعية
من ضمن الجسور التي تربط بين الخرطوم والخرطوم بحري
النيل الأزرق
جزيرة توتي
من ضمن الفنادق
مركـز مؤتمرات الصداقة
المقر الرئيسي لواحدة من أكبر شركات الاتصالات السودانية
التعليقات (0)