القائد أظهر سلوكا مثاليا للحاكم الحريص على مشاعر أمته العربية ، التي تنظر إلى كل (مأدبة) لقادتها بعيون الأمل في إفرازات إيجابية ، حتى ولو كانت تلك الإفرازات كلمات مجردة عن الواقعية لكنها محترمة ، وتظهر للعالم رقي حكامها ، وحسن تصرفاتهم .. رقيٌ لايظهر إلا في المناسبات التي تناقش فيها خطابات القادة آلاف المرات ، ويراجعونها آلاف المرات كذلك ، تلافيا للأخطاء الإملائية والنحوية التي تنقص من هيبتهم أمام مرؤوسيهم ، أما الواقع فهو شيء آخر ! ..
الواقع أن الحكام العرب لا يكنون أدنى مشاعر الإحترام لإرادات شعوبهم وإختياراتهم ، وإلا لما إستفردوا بمقاليد السلطة ، وبدفات الحكم يديرونها حسب أهوائهم .. حكامنا لايحترمون إنسانيتنا في المقام الأول ، وإلا لما سكنوا في العلياء ، وتركونا نتخبط في الفقر والأوبئة ، ونجاور قنوات الصرف الصحي ، ونكتوي بنيران اللقمة المرة التي نحصلها بشق الأنفس .. حكامنا لا يحترمون حريتنا وإلا ما كمموا أفواهنا ، ولما ملؤوا ببعض إخواننا المعتقلات ، ولما دفعوا بالبعض الآخر إلى غيابات المجهول ! ..
الحكام العرب كلهم عملاء للأنظمة الإستعمارية البائدة ، وموالون للغرب دون تفكير حتى ، لكنهم يعايرون بعضهم البعض بذلك في كل المناسبات (الرمزية) في سباق من يبادر بما يعلم أنه فيه هو أيضا لتجنب الإحراج ! .. إحراج لن يخفيه سكوت الشعوب ، ولا إضطهادهم بإسم القيم العليا للدول ، لأن القيمة الحقيقية للأنظمة العادلة هي المحكوم ، الذي لولاه لما وجد شيء إسمه القائد أو الحاكم ، لكن قادتنا من الغباء بما لايسمح لهم بإدراك تلك الحقيقة ! .
ــــ
تاج الديــن : 10 ـ 2010
التعليقات (0)