إحتراق الفلول والمخصيين

 إحتراق الفلول والمخصيين

مرة أخرى يفشل مخطط إغتيال ثورة ديسمبر 2018م أو هو في طريقه للفشل النهائي الذريع المحتوم.

ولاشك أنه قد كان المخطط الأخطر في وجه بدايات ثورة ديسمبر المجيدة – ثورة الوعي والإدراك والمدنية الحديثة الديمقراطية ، المنفتحة على مستقبل مشرق في ظل إحترام المجتمع الدولي وتقديره.

لقد تم الإعداد لمخطط إغتيال ديسمبر، بما يتصور ويتخيل أعداء هذه الثورة من الفلول والمخصيين وأصحاب وصيادين المصالح الشخصية الرخيصة أنه أسهل ولن يفشل.

ولكن كان الطريق المسدود والفشل في منتصف الطريق هو مصير هذا المخطط ؛ لسبب بسيط هو تمسك الشعب بشعارات ثورته ووفاؤه للأرواح شهدائها ودماء جرحاها ومغتصباتها . ويقابل ذلك  إصرار الفلول والمخصيين على المحاكاة ، وتجريب المجرّب ، وإستنساخ ظروف لا تشبه السودان وأهله . ومحاولة بلهاء تفترض وتتوقع ردود أفعال وقناعات وطبائع ؛ وعادات شعوب أخرى لا تتشابه في تاريخها ونفسياتها مع تاريخ ونفسيات كل ما هو سوداني صميم .... ثم ودون إعتبار إلى تباين الظروف بين الأصل والمحاكاة . فذاك  الذي ما انفكوا  يهتدون به كان يحارب الشيطان الرجيم والمجرم الأثيم . وهؤلاء الفلول والمخصيين يحاربون الملاك الطاهر والحق المبين.

وبإختصار يثبت هؤلاء تارةً أخرى أنهم لا قدرة لهم على التفكير والإبتكار والإبداع . سواء في الخير أو الشر على حد سواء .. ولا يعي بعضهم أن حسابات الخلاء ليست كمثل حسابات البندر.

وواضح من خلال تطوّر مشاهد هذا المخطط الحُماري الغبي الإجرامي (والحِمارُ من إجرامهم بريء) . أن الفلول والمخصيين ومليشيات أبو جهل وأبي لهب ؛ لم يستوعبوا بعد أن ثورة ديسمبر قد سبق وأفلحت في الإستفادة من عالم متغير غير ثابت. وأنه لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء . وأن الشعب السوداني اليوم بقيادة د. حمدوك والنشطاء في الداخل وجماعات الضغط في الخارج ؛ قد تمكنوا بذكاء وخبرة منقطعة النظير من ربط مصالح البلاد بمصالح القوى الكبرى المؤثرة في العالم . وبحيث لم يعد السودان دولة نائية  كما كان ، ولم يعد ما يحدث فيه من صراع بين قوى الخير والعلم ، وقوى الشر والجهل محض(Rumble In The Jungle)قعقعة في الغابة.  

كان على العقول البلهاء من الفلول والمخصيين إدراك أن السودان اليوم قد أصبح يزن أرضه ذهباً . ولن يتركه العالم تائها في بحر الضلال والظلمات أو حتى يدير له ظهره كما كان عليه الحال في الماضي ؛ يوم كان الجهلاء والحمقى والمتعاطين العاقرين من أبنائه هم سادة الموقف. ويوم تركوه مستغفلين لينفرد به  ويستفيد منه الإرهاب العالمي والأصولية الإسلامية المنافقة الأصل.

إن على هؤلاء الفلول والمخصيين إدراك أن رفع إسم السودان من قائمة العقوبات ، والقرار الأممي بإرسال بعثة اليونيتامس وإقامة مقر لها في الخرطوم . ومخرجات انعقاد مؤتمر الدائنين ونادي باريس ؛ وزيارة رئيس البنك الدولي للبلاد ، وإعفاء ديون السودان ؛ وبعث الدماء من جديد في عروق الإقتصاد والإنتاج . وأطنان المعونات ومليارات الدولارات . ومؤتمر تعزيز الإنتقال الديموقراطي بإشراف الترويكا .... ما كان كل هذا الزخم و (الإستثمار) الديمقراطي العالمي ليكون بهذا السخاء والأريحية والمجانية والسذاجة؛  لتكون المحصلة النهائية نهاية المطاف هي السماح بعودتهم إلى السلطة والسرقة ، وتهريب الأموال ، وغسيل الأموال ، وتجارة البشر والبغاء والمخدرات العابرة للقارات والبلدان ، وبيع وإيجار الأراضي بأهلها وسكانها وثرواتها للجيوش والدول الأجنبية. ولتوريط السودان من جديد وتجنيده لمصلحة رعاية الإرهاب داخل أفريقيا والشرق الأوسط بالوكالة عن الأصولية العالمية ورهن إشارتها ، وهندسة أراضية للتهريب ، ومقلب نفايات للمطاريد من المطلوبين في جرائم إرهابية.

لقد كان أقصى ما يظنه الناشطون في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية أن محصلة مواكبهم أمام البيت الأبيض ومقرات حكام الولايات المتحدة الخمسين ، والمنظمات الدولية في عواصم الدول الغربية عامة ودول الترويكا خاصة . كان أقصى ما يظنه هؤلاء أن تكون ردود أفعال هذه العواصم مقتصرة على الشجب والتنديد والحث . ولكن جاءت ردود الأفعال حاسمة حازمة بما لم يكن في الحسبان. وبذات حجم وأهمية المقابل النوعي الفاعل لتنازلات الغرب خاصة ، ودول العالم الأخرى عامة عن تعويضاتها لخسائرها الناجمة عن عمليات إرهابية أودت بحياة أعداد من مواطنيها وجنودها . وتنازلها عن مديونياتها وفوائد هذه المديونيات على أقل تقدير . ثم وبعد كل هذا إعادة تسليم السودان بمقدراته وثرواته وإستراتيجية موقعه لعواصم الأصولية واللصوصية العالمية والدول الراعية إستخباراتياً للإرهاب ؛ على ذات النسق الذي كان عليه الحال قبل ثورة ديسمبر 2018م. ..... ما كان كل هذا ليكون ولن يكون . ويا لغباء وحماقة الفلول والمخصيين أجمعين.

واقع الأمر فإن المخطط الأخير الذي تدرج من إطلاق يد النيقرز لترويع المجتمع، وتوفير الحماية والدعم الإعلامي واللوجستي والمعلوماتي لجرائمهم ؛ وبما وفره لهم هذا الدعم من قدرة على إنتقاء الضحايا ، والمواقع الجغرافية ، ونوعية الجرائم المفرقِعة التي تثير الرأي العام وتحرض الشارع على السلطة القائمة . وعبوراً بإنقلاب المهزلة العسكري الصديق ، وإغلاق ناظر قبيلة لميناء البلاد الوحيد وقطع الطريق ؛ على أمل توريط ودفع السلطة المدنية إلى إرتكاب مذبحة بحجم ونوعية مذبحة فض الإعتصام ، وافتعال مشاجرات فردية وعداءات شخصية  داخل المجلس السيادي بين بعض أعضاء المكونين المدني والعسكري . وإنتهاءاً بمؤتمر "أصحاب السبت" ، وختاماً بتمثيلية الإرهابيين الخرساء في جبرستان ... هذا المخطط وإن جاء غبياً ساذجاً وبنتائج عكسية فضحت معدن وحقيقة كافة المتآمرين فيه ، ومدى إستهتارهم بأرواح الناس وإراقة الدماء في عالم زائل ينتظر كل مجرم فيه جحيم إلهي مقيم . إلاّ أنه كان من الخطورة بمكان عندما نضعه على مقياس الريختر الأفريقي الأسمر جنوب الصحراء وشمال خط الإستواء. وعندما نتحسر على أرواح أزهقت ، ودماء سفكت بدمٍ إحرامي بارد فيه.

لقد نجحت المدنية وموهبة وسعة أفق الرئيس حمدوك ومكنبه في إدارة التصدي السلمي لهذه الهجمة الإجرامية الجشعة المنقادة لعقلية وثقافة الثراء الحرام والأكل من لحم وشحم الفطيسة والشرب من دمائها . هذه الجريمة والمؤامرة التي إستثمر فيها الفلول المليارات لشراء الذمم والضمائر ،  ونجنيد أصحاب القلوب الرطبة المظلمة الميتة من القوى الناشطة في معسكر الشيطان والمصلحة أجمعين . والذين يبدو أنهم باعوا دنياهم وآخرتهم ، وسيجنون سعيرا. وسيوثق التاريخ في زمن حرية المعلومة والتوثيق الماثل .. سيوثق ما أجرموا في حياتهم وبعد مماتهم . وبما يجعل أبناءهم وأحفادهم يتبرأون من حمل أسمائهم.  

مصعب المشرف

9 أكتوبر 2021