مواضيع اليوم

إجهاض حركة حماس والجهاد

سألني سؤال : ماذا لو تمكنت أمريكا وبريطانيا من إجهاض حركة حماس والجهاد منذ البداية ؟؟
بداية سؤال في المستحيلات ، حيث ان ما صار قد نفذ فيه أمر الله ، ولا يجوز ان نعود القهقرى ونجتر فشلا لم يقدر له القدر ان يكون .
ولكن وقد سألت ما سألت فأقول :
من البديهيات الأساسية في العمل التنظيمي والحزبي فضلا عن الثوري ، الساعي الى تحرير البلاد والعباد من ربقة استعمار شديد الوطأة قوي البأس ، لمجتمع شديد الضعف ، شديد اليأس ، كثير التشكيك في كل ما حوله ، من أوائل تلك البديهيات هي السرية ويمكن ان نضع تحت السرية الف خط ، لماذا ؟
لان من مقومات العمل الثوري تحت الاحتلال ان يكون العمل سريا ، ولا نبادر ونحن ننفذ عملياتنا الحربية ( حرب عصابات ) لإنهاك العدو واستنزاف قدراته وطاقاته ومعنوياته ، لا نبادر الى تبني هذا الفعل إطلاقا ،ليبقى العدو في حالة من الإرباك والتشتت ، لا كما تفعل منظماتنا الثورية في الداخل والخارج ( طبعا؛  وهي تسعى في ذلك لنيل اكبر قدر ممكن من الجماهيرية والشعبية لذلك التنظيم .. الذي سيصبح مع مرور الوقت - من حركة ثورية ( تحت الأرض – سرية ) سيصبح تنظيما سياسيا ( حزبا ) على هامشه قدر من العمل الثوري .
اذا والحال هذه ..هل من المنطق تبني العمليات الثورية ؟؟
ولان العمل سري ، والتنظيم سري ، والقادة رموز (مجهولة بنظر العدو ) ولهذا يتخذ القادة والأفراد والعناصر الثورية الأسماء الحركية ..إمعانا في التعتيم ..اذا لان العمل طبيعة السرية ، كيف سيتمكن العدو من اكتشاف تلك الخلايا ، والتنظيمات ، اذا استثنينا ( الجواسيس ..والمخابرات المحلية والعالمية ) ..
حسنا ..تم الإعلان عن حركة حماس ..وحركة الجهاد الإسلامي .. والأذرع المسلحة لهذه التنظيمات ، وأصبح رموز وقادة هذه الحركات أعلاما بارزون في نشرات الأخبار العالمية ، هل تمكنت ..إسرائيل المعنية الأولى بهذا الأمر من سحق تلك التنظيمات .. فضلا عن أمريكا .. مع الأخذ بعين الاعتبار كل تلك الخروقات التي تمكنت إسرائيل وأمريكا من التفوق فيها كمحاولات الاغتيال ..او التطبيع السياسي .. او الضغوطات الدولية بمساندة العرب والعجم ..من الأصدقاء والأعداء ..إلى كل تلك المحاولات للإيقاع برمز كبيرة في شرك الاتهام بالفساد الأخلاقي والمادي ..
لذا ..ومع ظهور تنظيم حركة حماس والجهاد ، وقد سبقتها كل تلك التنظيمات الفلسطينية في الداخل والخارج.. هل تمكنت إسرائيل وأمريكا من إجهاض أي منها ..؟؟
لم ولن تتمكنا من ذلك .. ذلك ان كل تلك التنظيمات هي ليست بتنظيمات لأشخاص بعينهم على أهمية كل تلك الرموز الكبيرة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني ..فهي ضمير الشعب ومنتسبيها .. فضلا عن أنها فكرة تغلغلت في نفوس الشعب المحتل .. فمن يستطيع ان يمحق فكرة او يجهض حركة أصولها دين وعقيدة وحب وطن ورغبة بالتحرر ..فضلا عن انها مصنع ابطال ونبع شهادة ..ومن الأمور التي قهرت أمريكا وإسرائيل هي ( كيف تستطيع كل قواتنا ان تقهر من جاء ليموت .. فهم يطلبون الموت كما نطلب الحياة .. هذا ما قاله زعماء إسرائيل وأمريكا في كل حروبهم .. وانظر الى كل المقاتلين تجد صدق المقولة ) .
لو افترضنا جدلا أحقية السؤال ..وقلنا نعم .. فما هي النتيجة ؟
لو أجهضت حماس وحركة الجهاد ..لكانت هناك حركات أخرى اعنف وأقوى ..ولكانت هناك تنظيمات أخرى بمسميات مختلفة .. اما وقد كانت مرجعية حماس والجهاد إسلامية ..فالعوامل التي أدت الى ذلك كثيرة جدا وأكثر من ان تحصى ..طبعا الجهاد مرتبط بالاستشهاد والموت في سبيل الأوطان شرف ما بعده شرف ، ويا ليت حظي أن أكون كذلك فأفوز فوزا عظيما .. والبيئة المجتمعية لأهل غزة بيئة متدينة جدا .. فالجامعة الإسلامية .. وفرع جامعة الأزهر .. وحركة الإخوان المصرية .. والتشبع الفكري الوطني كلها عوامل مساندة لظهور حركة إسلامية ثورية قوية بقامة حماس والجهاد .
اذا عزيزي : لن تتمكن كما لم تتمكن إسرائيل ولا أمريكا ولا عملاءهم في الداخل والخارج من إجهاض فكرة تحررية ..كما لم تتمكن كل حركات الاستعمار في العالم من إجهاض الحركات الثورية التي طالبت بالاستقلال وحاربت من اجله ونالته بشرف الدم . وسلام




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !