مواضيع اليوم

إجتهاد لا إفتراء

زين العابدين

2010-12-01 04:40:01

0

                        إجتهاد لا إفتراء                                           
من عظمة الدين هو أن يكون مفتوحا للجميع وليس حكرا على طائفة معينة من المشايخ أو العلماء ـ ومهما كان تدينهم وورعهم وتقربهم إلى الله ـ لأنهم فى الأول والأخر بشر ـ يخطأون كما يخطأ البشر ويصيبون أحيانا ، أيضا كما يصيب البشر ، وهم إذن ليسوا ملائكة ولا رسل ، ولقد كان سيدنا محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين .
ومن هنا فلكل فرد الحق فى أن يجتهد ـ من غير أن يسىء ، أو يتعمد الإساءة وليعاذ بالله ـ كما لكل فرد الحق فى أن يتعبد ويبتهل إلى ربه ويدعو ربه ، بدون واسطه ـ أية واسطة ـ بين الإنسان وربه .
وما دعانى بحق إلى هذا الإجتهاد هو إنه فى أحد أيام الجمعة والإمام يخطب فإذا به يعرج إلى أية الحج من سورة البقرة وهى قوله تعالى : [ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولا جدال فى الحج ...] ...( الأية 197 : سورة البقرة )
وقام الشيخ الخطيب ، والمعين من قبل وزارة الأوقاف ، بتفسير تلك الأية قائلا ، وبما معناه :" الحج أشهر معلومات ، وإذا أى شهر من أشهر الحج تلك فرض الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ..." إنتهى كلام الشيخ ، ولكن من وقتها لم ينته الحديث والجدل بينى وبين نفسى عن تفسير الشيخ الخطيب لتلك الأية ، وفى الحقيقة إننى لست من خريجى المدارس الأزهرية ، كما إننى أيضا غير متخصص فى علوم الدين والعقيدة والتفسير ، ولكن مولانا الشيخ إذا راجعته فى أي جزئية قد يكون فهمه أو تفسيرة لها غير صحيحا ، أو بحاجة إلى مزيد من الإيضاح ، فإنه قد يأخذ الأمر على نحو متعال بعض الشىء ، وكأنى به يريد أن يقول " وما شأنك أنت يا غير المتخصص فى علوم الدين بعلومه ودروبه ، ما عليك فقط إلا أن تسمع ما يقال لك ، ولغيرك ، ولا تتدخل فيما لايعنيك "..
وعلى أية حال ، فإننى أرى ، أن تفسير الشيخ الخطيب لهذه الأية غير صحيح ، أو غير دقيق ، و ذلك لأن الشهور هى مجرد تقويم لعدد السنين والأيام ، وإنها لا تأمر فتطاع ، وأنما رب العزة سبحانه وتعالى هو الذى يأمر فيطاع ، هذا من ناحية ، ومن ناحية آخرى ، ربما أن المقصود من هذه الأية هو ؛ أن الحج أشهر معلومات ، ومن فرض على نفسه أيها المؤمنين و المسلمين الحج ، وألزمها بذلك ، فى هذه الأشهر ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج .. وقد يكون هناك تفسير آخر أيضا لهذه الأيات وهو ؛ أن الحج أشهر معلومات ومتى فرض الحج فى هذه الأشهر فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج .... هذا والله اعلم ...

و أدعو الله سبحانه وتعال أن يكون ذلك الإجتهاد خالصا لوجهه الكريم وفى ميزان حسناتى ، وأن أكون مشمولا بمن قيل فيهم أن للمجتهد أجران إذا إجتهد وأصاب ، فله أجر الإجتهاد واجر صواب الإجتهاد ، وله أجر واحد إذا إجتهد ولم يصيب ...
اللهم أجعل هذا العمل ، أو هذا الإ جتهاد ، خالصا لوجهك الكريم .
                                                  مجدى الحداد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات