التخلف السياسي والفقر والجهل ظواهر ترتبط أرتباطا أساسيا فلا يمكن التركيز على واحد منها وأهمال الاخر ولا يمكن القضاء عليها إلا بهذا الترتيب والأولوية . يرى البعض إن التنمية والتقدم الأقتصادي والأجتماعي يجب أن يسبقا الديمقراطية وهذه فكرة خاطئة يطلقها أصحاب الطبقة الخاصة الحاكمة والمتعلمة والثرية في المجتمع العربي لأنها تسيطر على الأمور وتسخر كل الأنشطة لمصلحتها وزيادة ثرواتها . والبعض يرى إن سبب التأخر راجع لغياب دور المثقفبن والعلماء في رحاب الحكم وهذا غير صحيح , فقد أثبتت الأحداث أن هؤلاء العلماء والمثقفون يشترون بالمال ويسخرون لخدمة الحكام والأغنياء , وهذه أخطر مشكلة يتعرض لها اليوم عالمنا العربي. الطبقة المتعلمة والمثقفة عندنا بعد فتح المجال لها للمشاركة في التمتع بالثروة والرفاهية في أحضان الحكام والأثرياء اصبحت عقبة في تحقيق الديمقراطية والتقدم السياسي , وتشجع الحكام والأغنياء على محاربة الديمقراطية , بحجة أن أعطاء الحرية الكاملة لعامة الشعب الجهلاء معناه الإتيان بالجهلة والمتعصبين دينيا ألى الحكم .وهذا سيؤدي إلى مزيد من التخلف بدلا من التقدم .ونسى هؤلاء المتعلمون والمثقفون أن سبب عدم رضا عامة الشعب يرجع الى إهمالهم وعدم اخذ رأيهم بحرية عن طريق صناديق الانتخاب الحر النزيه . أن تأييد الشعوب العربية والأسلامية لكل الأنشطة المتطرفة والحركات الأسلامية يرجع قبلا وأخرا ألى حرمان الشعوب من إبداء رأيها ديمقراطيا. صحيح أن هذا الطريق قد يعرضنا لتجارب أليمة كما تعرضت بعض البلاد العربية والأسلامية , لكن هذا الطريق لا بد من سلوكه وهذه التجارب الأليمة لا بد من خوضها وقبولها فلا طريق أخر للتقدم السياسي والأقتصادي سوى الديمقراطية وصندوف الأنتخاب . ولو صدقنا هؤلاء الأدعياء ضد الديمقراطية لطالب أهل الفكر في أمريكا وفرنسا بألغاء الديمقراطية ومبدأ الأنتخاب لأنه لم يأت إلا بمثل جورج بوش وساركوزي رغم وجود الألاف من الحكماء وكبار رجال الفكر والمعرفة أولى بالأنتخاب بين الشعبين الامريكي والفرنسي.لا يا سادة التقدم الأقتصادي والأجتماعي والثقافي في عالمنا العربي والإسلامي لن يتحقق إلا على دعائم الديمقراطية وتنفيذ رغبة عامة النا س عن طريق الديقراطية والأنتخاب الحر النزيه المراقب دوليا وحياديا .
December 26, 2007
التعليقات (0)