إتقاء الفتن لا يكون بمصادمة أحكام الله عز وجل
الجزء (1)
يا ســــادة
الأصالة ليست في حاضرنا الذي نسعى لسحبه
للماضي بكل نزعاته ونزاعه
ولا هي أيضا ً الماضي الذي نقدسة ونسعى لإستحضاره بإعتباره مستقبلا ً مرغوب فيه .
ولكن ينبغي الفصل والتمييز بين الإسلام الذي بيد التيارات والأحزاب و الجماعات الإسلامية وبين الإسلام الذي طبقه محمد بن عبدالله " صلع " قبل أكثر من أربعمائة وألف عام في شبه جزيرة العرب .
فهل حقا الحجاب .. هو الفريضة السادسة ؟؟
نعلم أن فرائض الإسلام خمس ؟؟ فمن فرض تلك الفريضة السادسة ؟؟
وماذا لو إعتبرناه مقياسا ً سلوكيا ً من حيث كونه ملبسا ً يحرك فضول البصر ؟؟
تعارضات غريبة ومزدوجة في نفس الوقت تظهر بوضوح في مجتمعاتنا فيما بين الحشمة والسفور ، الفضيلة والإثم ، إضفاء صفة التقوى على طرف والتبرج على الطرف الأخر .
والإشكالية هنا :
هو مدى ما يصل إليه العجب والتعجب حينما نلتمس التعدد والتنوع في المفاهيم على كل المستويات لكلا ً من المرأة والرجل حول مفهوم الحجاب !!!! .
بل يمكن لتعجبك أن يصل عنان السماء حينما تجد كل مفاهيم وأنواع الحجاب منتشرة داخل أسرة واحدة في بناتها ونسائها ، لتجد بينهن الحاسرة ، والمنقبة ، والمحجبة ، وممكن المقنعة ، كلا ً حسب مفهومها لحجابها المرتبط دائما ً بوضعها الإجتماعي والمادي .
وفي هذا المقال
سنتخطى جميع الشكليات والمظاهر التي نتعامل بها فيما بيننا لنثبت إسلامنا ونعلن عن هويتنا .. إلى أن نصل للمرفوض منها شكلا ً وموضوعا ً ونقتص منه أهمهم ذا الأثر في السلوك والفكر والوعي ونتحدث عنه بإستفاضة بغية توجية الرأي لدى جمهور العامة إلى الإتجاه الصحيح وخصوصا ً وأن بعض هذه المظاهر ناجمة عن فكر بعينه شمل كلا من الرجل والمرأة ووصل الأمر ليشمل الأطفال دون الخامسة من العمر .
وسنبدأ من حيث ينتهي الآخرون
وبالتحديد عند موقع المرأة .. ثم نأتي فيما بعد لموقع الرجل .
المــــــــــــــرأة
كرهينة فكر يتضمن جسد المرأة كخطيئة ويضيف إليه صفة الشهوة مختزلا ً البعد الروحي في مجموعة من الحاجات الغريزية المطلوب ترويضها وحصارها ..
وهذا ما يشي بصياغة حجج تعتمد على نظام للأخلاق المتكاملة ..
لذا حبسناها كمجتمع رهينة ل(( الفتنة والعار ))
وبداية ليسأل كلا ً منا نفسه ويبحث عن الإجابة :
هل ينطبق هذا الكلام الوارد بعاليه والمسيئ للمرأة على أمي وأمك وأختي وأختك وأبنتي وأبنتك وهم من نساء مجتمعاتنا ؟؟ .. .. قطعا .. كلنا سنرد ونجيب بكلا وألف كلا تحيزا ً كان أو تميزا ً .
ها نحن نقترب من تحسس موضوع المقال
هل يجوز لنا مصادمة أحكام الله .. بحجة إتقاء ً الفتن ؟؟
وهل في إستحضار شخصية دينية تتقمصها بعض من نسائنا أثناء إحتكاكهن بالمجتمع المحيط بغية إظهارهن على صورة من صور الخشوع والورع .. نوع من أنواع التقوى .؟؟
وهل هذا الذي أتكلم عنه .. واقع أم مجرد وهم وسراب
هل الحجاب على البنطال الإسترتش الذي يظهر أكثر مما يخفي .. واقع أم خداع بصر
أيوجد بيننا من ترتدي الحجاب على الهاف بادي .. أم لا ؟؟
لو أجبنا ب لا سنستمر في مسلسل خداع الذات .. ولو كان ردنا بالإيجاب .. فنخرج من هذا بمفهوم أن التقوى أمر مؤقت مرتبط بزي أو بحالة أو زمن معين .. ولدينا مثال على ذلك فمثلا (( نجد البعض من نسائنا وبناتنا غير المحجبات بدأن يتلمسن خطوط الموضة الإسلامية لوضعها على رؤسهن كحجاب واجب الإلتزام به أثناء شهر رمضان الكريم ومن ثم يتنازلن عنه باقي العام )) .. أيحدث هذا الذي أتكلم عنه أم لا ؟؟
ولنحاول ولو لمرة واحدة آلا نخدع أنفسنا
وتعالى معي عزيزي القارئ لنعتبر ما سبق مدخلا ً لموضوع الحجاب ككل لنجد أن :
الحجــــــــــــــاب
كزي نسائي إسلامي أي (( رمز يرمز لهوية )) لا يخلو في حد ذاته من إنقسامات تعريفية متعددة داخل مجتمع المرأة من حيث تعدد أشكاله وألوانه وطرازاته .. حتى أساليب إرتداءه تعددت فيما بين الفضفاض المتراكم وبين المتلاحم مع الجسد الأنثوي يميل إلى الإهتزازات والتثني تبعا ً لحركات الجسد والرغبة الغريزية في الإثارة والإفتنان التي ولدت بها الأنثى وجُبلت عليها .
فكل منهن تتفهم وتستوعب معنى الحجاب حسب الدرجة التي تلعبها ذاتيتها في إنتقاء ملابسها ، إضافة لمستوى إستيعابها لمفهوم الشرائع الدينية ، وأيضا يتدخل في ذلك مستواها العلمي والأدبي و الإجتماعي والأقتصادي .
ولنبحث في صور الحجاب داخل مجتمعاتنا
لنجد منهن المقنعة التي تقنع بالخمار ، والمنقبة فقط ، وأخرى ترتدي النقاب لفترة ومن ثم تلجأ للتخفيف بإستبداله بالحجاب ، ومنهن من تتنازل عن باقي أدوات الحجاب وتكتفي بطرحة لتغطية الرأس فقط ، بل تجد أن البعض منهن تنازلت عن الإثنين معا ولم ترتدي أيا ً من أنواع الحجاب أصلا ً ، ومنهن من تنتظر إلى أن يأتيها إبن الحلال حتى تتحجب بعد إتمام زفافها إليه ، وأخيرا ً ظهر على الساحة منهن من يراودهن إحساس بأنهن يجب أن يأتين بهذه الفريضة في شهر رمضان دون ً عن بقية شهور السنة حتى تأمن غضب الله عز وجل ، وتكسب مودة الناس .
وهنا لو تتبعنا حجاب المرأة من خلال تفاصيل لونه وهيئته وتعدد أشكاله وأنواعه وطرق إرتداءه .. لأمكننا تتبع ومعاينة فرق التفاوت بين الفكر الديني و الأعراف بوضوح
والسؤال هنا :
ماذا لو إعتبرناه مقياسا ً سلوكيا ً من حيث كونه ملبسا ً يحرك فضول البصر ؟؟
ويتبقى هنا
سؤال مهم جدا ً :
هل مما سبق نستطيع ان نقول بأن فرضية الحجاب ترتقي لمستوى الفريضة
" الحجاب فريضة يا أختاه " ؟؟
وللكلام بقية .. سنتحدث فيه عن ماهية الحجاب .... وإلى لقاء
محمد عابدين
التعليقات (0)