الرحمن الرحيم .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
نستكمل معا بإذن الله تعالى .
قام فعلا الشريف حسين بن علي بالثورة ـ كما كانوا يسمونها ـ وبدأ يتجه بجيشه إلى ميناء العقبة لضرب الحامية التركية الموجودة هناك وبذلك يفتح الطريق أمام الجيوش الإنجليزية لتدخل من مصر إلى فلسطين .
في ذلك الوقت حدث أمر خطير جدا ازعج الشريف حسين والمسلمين و العالم أجمع ألا و هو
اتفاقية سايكس بيكو في بطرس بورغ في روسيا بين فرنسا وإنجلترا في شخص وزير خارجيتهما سايكس الإنجليزي و بيكو الفرنسي برعاية روسية، قرروا فيها تقسيم العالم الإسلامي بينهما وكذا مملكة العرب قبل حتى أن تُعطى للشريف حسين!! وقد أبرمت متزامنة مع الإتفاقية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكر و الخداع و الغش من طرف الانجليز وغيرهم.. هنا تسربت عبر الصحف الاخبار عن الاتفاقية بالرغم من كونها سرية، وصل الخبر للشريف حسين فتحدث مع الانجليز لكنهم أخبروه أنه كلام جرائد !! ولكن المؤسف أن الشريف حسين رغم معرفته بالأمر إلا أنه استمر في مسيرته لضرب الخلافة العثمانية، والمثير للأسف هو عندما دخل الجيش الانجليزي متزامنا مع الجيش العربي لم يجد أدنى مقاومة من طرف الفلسطينيين لماذا؟
لأن الكل كان مغيبا .. الكل كان رافعا علم الانجليز ظنا منهم أن العدو دخل ليخلص فلسطين من ظلم الأتراك و من ظلم الخلافة العثمانية بكل أسف !!
تزامن هذا الأمر مع الثورة الشيوعية في روسيا قام بها : أربعة يهود و الخامس ستالين وكان متزوجا بيهودية و السادس لينين و السابع يقال نصرانيا، وقد شكلوا وزارة مكونة من 22 وزيرا 17 منهم يهود ـ لنتأكد ان الثروة قامت على أفكار يهودية صرفة أفكار كارل ماركس اليهودي ـ وهنا شجعت الثورة على هجرة اليهود إلى داخل أرض فلسطين ، إذا فقد حصلت تزكية على المشروع الصهيوني .
حزب الاتحاد و الترقي فتح الباب أمام المهاجرين وألغى قرار السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان ينص على قفل باب الهجرة أمام اليهود إلى فلسطين، وهذا الحزب كان متفقا مع الانجليز لجعله حزبا تركيا وتأييده من طرفهم و الاكتفاء بتركيا كمقر له بالمقابل التخلي عن الخلافة العثمانية كلها .. وطبعا فمن وراء هذا كله البروتستانت اليهود .
بيلفور وزير خاريجة إنجلترا بعث برسالة لروتشيلد جاء فيها؛ أن الحكومة الملكية الإنجليزية تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي لليهود داخل فلسطين ..
نص الرسالة
هذا كله حدث قبل سيطرة الجيش الانجليزي على فلسطين فاتخذه اليهود وعدا ـ وسمي وعد بلفور ـ و كذا أمريكا اتخذته وعدا رغم أنه كان مجرد خطاب فقط !!
إذا فالجيش الانجليزي لا زال على الحدود ولم يدخل بعد لكن هذا الخطاب أخذه اليهود وحلقوا به إلى الآفاق وبعدها اعترف به العالم لدرجة أن أمريكا اعترفت به سنة 1922 للميلاد واعتبرته جزءا من الواقع الذي يجب تطبيقه .
لم تقف القضية عند هذا الحد، بل بدأت تدخل حيز التنفيذ وبدأ الجيش الانجليزي يدخل إلى أرض فلسطين وقال قائد الجيش الجنرال الليمبي كلمته المشهورة عند دخوله أرض فلسطين قال : الآن انتهت الحروب الصليبية .
أحداث أخرى غيرت مجرى التاريخ ترقبوها بإذن الله في لقائنا المقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات (0)