نادرة ٌهي ، تلك المناسبات التي تتحد فيه كلمة العرب ، باستثناء إتحادهم – على ضيمٍ – على كلمة التوحيد ، مع وجودِ مُحاولات البعض منهم و(الغريبة) في إنكار هذه الوحدة على كلمة الله ، رغم ما تحمله من دلالة وقوة ضمنية لأسس الحضارة الإنسانية الحقة والحقيقية ،لأنها سر الوجود ومحوره .
فالعرب في صورتهم العامة ، وفي عيون العالمين وأمام أنظارهم ، مجموعة من القبائل التي طورت مفهوم القبيلة ليتماشى مع الموضة ، فحولت نفسها إلى دول متشرذمة كلٌ على نفسها ، وإذا وسعت تشرذمها على بعضها البعض ، فيبقى ذلك بطرق مدروسة تُحظر التماذج المُعمق الذي تتلاقى جذوره في جذرٍ واحد...فهم في ذلك مثل مجموعة من المتوحدين الغرباء لدى الآخرين بدءاً بلباسهم ووصولا إلى عقيدتهم البدوية التي يتوجهون فيها تلقاء صندوقٍ أسود مرمياً بصحراء هي امتداد لصحراء الربع الخالي ، فيمرغون وجوههم في التراب في حركاتٍ عجيبة .. أما لغتهم فهي ضربٌ من ضروب الغرابة في مخارجها ، والتي تُحسن ترويض الألسُن .
كل ذلك وأشياء أخرى كثيرة لم تجعل العرب يُدركون أن دواء إنشقاقهم ، وعلياء أمتهم في جمع شتات المتوحدين إخوانهم لأنهم في النهاية يحملون جميعاً قواسم َ توحد مُشتركة تجعلهم يفهمون بعضهم البعض....فلماذا لا يتحد المُتوحدون إذاً ؟
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)