بعد نهاية مباراة الفتح ضد المغرب الفاسي التي الت نتيجتها لصالح الفريق الأول بهدف وحيد ، أعلن رسميا عن نزول الإتحاد الزموري للخميسات إلى القسم الوطني الثاني بعد عشرة مواسم قضاها الفريق في قسم الأضواء، ليعود بالتالي إلى هاوية الظلمات، وهي الوضعية التي لم يكن أكثر المتشائمين ينذرون بحدوثها قبل سنتين إبان احتلال الفريق الرتبة الثانية في الدوري المغربي، ومشاركته الموفقة في دوري أبطال إفريقيا ووصوله إلى دور الربع النهائي، الأمر الذي كان مبعث تفاؤل وارتياح الجميع، خصوصا وأن التركيبة البشرية بلغت أوان نضجها الكروي، وصار بإمكان سكان المدينة امتطاء صهوة الحلم بالتتويج بكأس أو بطولة تؤثث خزانة الفريق الخالية من الألقاب.
لكن الأمور لا تسير دوما مثلما يشتهي المرء، فالفريق الذي كان بالأمس يحرج الكبار ويحقق متنفسا فرجويا لسكان مدينة الخميسات، وجد نفسه أخيرا أسفل سافلين، وحكمت عليه مجموعة من الظروف بمغادرة حلبة الكبار، ونادى المنادي، أن فريق عاصمة زمور ظلمه التحكيم في اخر مباراة أمام الدفاع الحسني الجديدي، وهو عذر لا يقنع البتة، خصوصا وأن الفريق أضاع العديد من النقاط أمام فرق كانت في المتناول، ولو عددنا النقاط الضائعة داخل الميدان لوجدنا أن القريق تهاون كثيرا، وظل مسؤولوه يعولون على "البركة" ودعوات "لالارحمة" و"سيدي عرجون" و"مولاي عبد القادر" لعلها تنقذ الفريق من التقهقر، لكن لاشيء من ذلك وقع، ولنا أن نتساءل من موقعنا كمتتبعين عاديين لمسار الفريق، دون أن ندعي معرفتنا بخبايا المستديرة، عن الحكمة التي جعلت المسؤولين عن تسيير شؤون الفريق يقومون بتسريح ثلاثة لاعبين مقابل مبلغ ضخم قيل أنه بلغ أو قارب مليار سنتيم(...) دون التفكير في إطعام الفريق بعناصر تعوض رحيل اللاعبين الثلاثة الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للفريق، وكانوا، إضافة إلى اخرين، وراء صعود نجم الإتحاد إلى الأعالي، لكن لغاية في نفس يعقوب، فقد اكتفى الرهط المتحكم بزمام الأمور بجلب عناصر مغمورة وإطعام التركيبة البشرية بعناصر لا يشك أحد في مهاراتها، لكنهم في كل الأحوال لاعبون شباب بحاجة للوقت الكافي للتأقلم مع أجواء قسم الكبار، وكان من اللازم عدم المجازفة بترحيل هياكل الفريق، خصوصا وأن البطولة الوطنية أصبحت تشهد منافسة حامية الوطيس بعدما اقتنعت كل الفرق بأن رصيدها البشري هو الكفيل بتحديد مكانتها، لذلك قامت بالتعاقد مع لاعبين بارزين وتكثيف الإستعدادات قبل انطلاق الموسم الكروي وهو الأمر الذي تجاهله من بيدهم الحل والعقد، رغم المليار..
لقد فقدت المدينة بعد نزول فريقها الأول متنفسا حقيقيا شكل محور الحركية الرياضية بمدينة مهمشة شكل بلوغ فريقها الرياضي الأول قسم الكبار حدثا استثنائيا، خصوصا وأن مدنا كبرى نجد فرقها الكروية تتعذب في الأقسام السفلى كطنجة ووجدة ومكناس وسطات..وذلك ما شكل مفخرة لكل سكان الخميسات، بحكم أن الفريق هو ملك لكل زموري. والأن بعد نزول الفريق، وليست تلك نهاية العالم، على الجميع شحذ الهمم وعدم التماشي المرضي مع المثل المغربي القائل بأن الثور عندما يهوي تكثر عليه الخناجر، وحقا سقط فارس زمور، ولذلك أسباب ذكرنا ما هو ذاتي وجب إصلاحه وعلينا ايضا أن لا نتناسى بأن كرة القدم في بلادنا تظل،كما كانت دائما، مرهونة بتجذر أساليب تقليدية ترجح كفة فرق على حساب فرق أخرى خصوصا خلال الدورات الأخيرة التي تشهد صراعا حاميا سواء على مستوى المقدمة أو المؤخرة، مع ما يصاحب ذلك من تشنجات وممارسات سلطوية لا تخفى على أحد ، فكيف يعقل أن تتم برمجة لقاء الفتح ضد المغرب الفاسي، رغم حساسيته المفرطة، بعد انتهاء كل لقاءات البطولة الوطنية . إضافة إلى افة الافات وهي التحكيم، الذي مع كامل الأسف، لا يتماشى مع أي إصلاح كان ،إذ أن التحكيم النزيه هو الشرط الأسمى لتحديث الممارسة الكروية، وأي كلام غير ذلك إنما يعد مضيعة للوقت ،وإذا كان الفريق الزموري قد اشتكى أكثر من مرة من جور الحكام، فإن الأمرلم يقتصر عليه بل إن العديد من الفرق عانت من القرارات القراقوشية لبعض الحكام لا ساماحهم الله ، اسألولا بادو الزاكي الذي ذبحه التحكيم من الوريد إلى الوريد فقرر إزاء ذلك مغادرة سفينة الوداد بعدما فهم اللعبة، واقتنع أن هناك من لا يروقه السند الشعبي الداعي إلى عودته لتدريب المنتخب الوطني، والذي كان سيذكيه لا محالة إحرازه لقب البطولة مع الوداد ، لذلك قدم استقالته قبل ثلاث دورات من نهاية الموسم، والنتيجة أن الوداد أحرز لقب البطولة...
إنها معادلات صعبة تشير إلى أن كرة القدم في بلادنا كما قال الراحل باطما "خاصها نغيزة" ، رغم كل الملايير التي تصرف لتحديث هذا القطاع فغن الخلل لازال يعشش في العقليات البالية التي أوصلتنا إلى الوضعية الميؤوس منها التي أصبحنا فيها ننهزم في لقاءاتنا مع أضعف الفرق والمنتخبات الإفريقية ولو أردنا أن نقيم علاقة جدلية فسنقول أننا ضعاف لأن نفس الطقوس البائدة لازالت تتكرر..
ورغم ابتعادنا عن موضوع فريق مدينتنا، فإنه لابد من التذكير ببعض الممارسات التي صدرت خلال المباراة الأخيرة السيئة الذكر أمام الدفاع الجديدي، عن بعض الموكولة إليهم مهمة حراسة الملاعب، ونقصد رجال الأمن، أحد هؤلاء جذبه الحنين إلى أيام lزمان، فكشر عن أنيابه أمام الجميع وهاجم الصحفيين، محمد بيتش رئيس تحرير جريدة المنتدى الأمازيغي ، ومراسلا رياضيا اخر معروف في الأوساط الرياضية بالمدينة ، فإذا كان سعادة رجل الأمن قد استشاط غضبا لنزول الإتحاد إلى القسم الثاني، فإن مهمته هي ضبط الأعصاب وليس التهجم على الصحفيين العزل..
التعليقات (0)