إبنتي تعرف شاب ولا أعرف كيف أتصرف

بعد إحدى المحاضرات العامة الموجهة لأولياء الأمور بخصوص التعامل مع الأبناء في إحدى المدارس الخاصة لطلاب المرحلة الثانوية ، جاءني السؤال التالي من إحدى الأمهات وهو :
إكتشفت أن إبنتي تعرف شاب ولا أعرف كيف أتصرف ؟؟
هذا السؤال بحد ذاته إستفزني جدا ،، لا أعرف لماذا ممكن لأن الله لم يرزقنني ببنات وجعل ذريتي من الذكور ؟؟؟ ممكن لهذا السبب أتعاطف مع البنات ؟؟؟ ممكن نتيجة رغبة داخلية في أن يكون لي بنت أجد في جميع البنات بنات لي ؟؟؟ لا أعرف السبب
لذلك سارعت بالرد على الأم برغبتي بمعرفة التفاصيل كاملة ؟؟؟ وفعلا وصلتني من الأم بنفس اليوم رد على رسالتي وهذا ،، وهذا يدل على الرغبة الصادقة لدى الأم بمساعدة إبنتها .
ملخص القصة أن الأم إكتشفت على جوال إبنتها رسائل من شاب وهذه الرسائل عبارة عن رسائل حب المراهقة وبمواجهة الإبنة بالرسائل دار صراع طويل بين الأم وإبنتها وتم فرض الأمر الواقع بمنع الإبنه من الجوال ومنعها من الإنترنت ومنعها من كل ما يمكن أن يربطها أو يوصلها بالشاب ؟؟ ولكن لاحظت الأم أن الإبنة أصبحت منعزلة ،، حزينه دائما ،،، وتخاف عليها أن تفكر بالإنتحار ،،، مع العلم أن الأم متعلمة تشغل منصبا في إحدى الدوائر الحكومية ،، ولم تبلغ الأب خوفا من غضبه وثورته وتسرعة بمعاقبة الإبنة .
هذا ملخص الرسالة التي وصلتني من الأم وكان ردي عليها كالآتي :
1- إجلسي جلسة مصارحة مع إبنتك والمقصود بالمصارحة هو جلسة حوار وليس تحقيق أي أن تسمحي لإبنتك بإبداء رأيها وناقشيها بالأسباب التي دفعتها للتعرف على هذا الشاب وكيف تعرفت عليه بدون أن تنتقدي تصرفاتها ولا توجهي لها لوم أبدا
2- بعد أن تنتهوا من الجلسه أطلبي منها تبادل الأدوار أي أن تكون هي الأم وأنت الإبنة كيف سوف تعاملك لو كانت هي أمك ،،، سوف تجدي من إبنتك الكثير من النقد لتصرفاتك معها بطريقة غير مباشرة ،،، هذه التصرفات التي أنت من وجهة نظرك عادية ولكن من وجهة نظر إبنتك تصرفات تعتبرها أساسية ،، حاولي أن تأخذي منها ما لا يتعارض مع العادات والتقاليد والدين الإسلامي وتوعدي إبنتك بتطبيقها
3- إلى الآن أنت لم توجهي أي عتاب لإبنتك وبدأت بكسب ثقتها فبادري بطرح السؤال التالي عليها ،، هل عندك شك بحبي لك وخوفي على مصلحتك ؟؟ أنا متأكد بأن الإبنة سوف يكون جوابها أنه هي متأكده من حب أمها لها ،، عندها إفتحي معها موضوع الشاب ووجهة نظرك ولكن برفق وليس بعصبية وأنك تثقي بإبنتك وخياراتها وأنه كان بالنسبة لك الموضوع صدمة ليس أكثر وكإثبات على ثقتك بإبنتك سوف تعيدي لها كل شيء حرمتيها منه
4- والآن السؤال الأهم الذي يجب أن تجيب عليه الإبنة ؟؟ كيف ترى علاقتها بهذا الشاب هل هي صحيحه أم خاطئة وهل هي متأكده من صدق مشاعره أم أنه يلعب بمشاعرها ؟؟؟ في هذه اللحظة سوف تبدأ الإبنة بالدفاع عن الشاب وعن رغبته الجادة بالإرتباط بها وبأنه يكن لها مشاعر صادقة وأنه وعدها بالزواج و........ الخ ، عندها إطرحي عليها السؤال هل عندك مانع لو إتصلت به لمعرفة نواياه وبعدها نتفق على الخطوة التالية ؟؟
5- المهم أن لا تحملي إبنتك المسئولية يجب أن تتحمليها معها وأن تتصلي بالشاب لأن الشباب في هذا السن يكونوا بلا هدف واضح وإبدئي حوارك مع الشاب لمعرفة نواياه دون عصبية أو تهديد فإذا كان الشاب لعوب فسوف يهرب ولن يعود لأنه يخاف أن أمره إنكشف أمامكم ،،، وإن كان هو الآخر يعيش حب المراهقة فإبدئي معه نقاش حول مستقبل هذا الحب وفي النهاية سوف تفاجئي بأن مثل هذا الشاب بكل بساطه تحول إلى إبن لك يستمع لنصائحك وسوف يكون ساعدك الأيمن في تطبيق خطتك
وبعدها لم أتلقى أي شيء من الأم لمدة أسبوع وجاءني ردها وكان ملخصة كالتالي :
أنها إكتشفت أن كل ما ينقص إبنتها هو شعورها بالحنان من قبل الأم والأب وكانت هذه صدمة للأم لأنها تعتبر أنه بمنحها الإبنة كل ما تطلب فيجب على الإبنة أن تعرف أن أمها تحبها وعند تبادل الأدوار كان أول شيء عملته الإبنه عندما قامت بدور الأم أن قامت وحضنت أمها وقبلتها على خدها وقالت لها بحبك ،،، عندها وصلت الرسالة للأم
الإبنة إكتشفت أنها تتوهم أنها تحب الشاب ولكن الحقيقة هو كان هروب من الشعور بعدم وجود حنان أو حب داخل المنزل لذلك لم يكن داعي للإتصال بالشاب مع العلم أن الأم أكدت لي أنها كانت على إستعداد للإتصال بالشاب
قالت لي أن السبب الذي جعلها ترد علي بعد أسبوع لأنها كانت تسترد عاطفة الأمومة وتمنح إبنتها الحنان لذلك لم يكن عندها وقت للرد على رسالتي وأنها الىن تشعر أنها كسبت إبنة وصديقة لا تفارقها أبدا