مواضيع اليوم

إبرة في كومة قش ـ 3

يوسف رشيد

2012-02-29 18:45:08

0

  قصة :  

 

" رُبَّ صدفةٍ خيرٌ من ألف ميعاد " ..

كان هذا هو حالنا ، حيث بدا عصام هادئا ونحن نحتسي قهوتنا ، فيما أعاد ترتيب أوراق الرسائل ، وغاصت عيناه بين السطور كأنه يستذكرها ..

سألته : ما رأيك أن نأكل شيئا ؟

قال : أنا لا أريد ، ولا أستطيع ..

طلبت فطائرَ بالجبن وشايًا ..

قلت له : أسمِعْني شيئا مما تقرأ ..

قال : إن للقراءة طقسًا لا تتوفر شروطه في هذا المكان ..

كان يجلس قبالتي وظهره للباب الرئيسي ، حين توقفت حافلة متوسطة ، نزل منها مجموعة من الشبان والشابات ، في مرحلة عمْرية متقاربة ..

راقبتُ اجتماعا سريعا لهم قبل الدخول ، متحلقين حول ثلاثة منهم ، فيما ظل عصام سارحا بين سطور لبنى ..

أعادوا بأنفسهم ترتيب الطاولات ، فجعلوها على شكل قوس ، وجلسوا حولها ، باستثناء شاب وفتاة انفردا قربهم ..

ضجّ المكان بأصواتهم ، وترطبَ الجوُّ بالأصوات الأنثوية ذات النكهة الشآمية اللطيفة ..

وحيث جلسوا ، صار جلهم ورائي ، فاعتدلتُ لتوسيع زاوية الرؤية ، ولذنا بالصمت أنا وعصام على وقع موسيقا الضجيج الصاخبة ..

شاب وفتاتان ـ هم نفس الثلاثة الذين تحلقوا حولهم قبل الدخول ـ جالوا مستمزجين آراء الآخرين فيما يرغبون من طعام وشراب ، ثم ذهب الثلاثة إلى البوفيه وأطالوا الوقوف والأخذ والرد ..

لم ألحظ انعكاسا ذا أهمية في وجه عصام .. كأن كل شيء عادي أو أقل .. وكنت أتوقع أن يعلق بشيءٍ ما على الفتاة والشاب اللذين انزويا يغردان خارج السرب ، لكنه لم يفعل ، بل قال حين سألته عن رأيه : لكلٍّ ظروفه ..

وحين سمعنا صوتا ينادي : لبنى .. لبنى .. سقطت الأوراق من يد عصام .. ولم أكن أقل منه مفاجأة ..

تحركت عيوننا كالرادار النشط باتجاه البوفيه .. التفتتْ إحداهما إلى مصدر الصوت ، وحركت يدها بإشارة استفهام ، ثم خطت باتجاهه ..

اغتنم عصام لحظات وجودها في المدى المجدي لعينيه ، متفرسا في وجهها وقوامها وثيابها ، كأنه يحاول أن يقارن بينها وبين الأوصاف التي وردت في الرسالة ..

ومع لحظات الاكتشاف ، ازدادت ملامحه ذهولا واندهاشا .. وتمنيتُ حقا ، أن تكون هذه هي لبنى التي سنبحث عنها في الشام ..

" أ يُعقل ؟! لِمَ لا !! ..

" كنت أتساءل حذِرا ومرتابا في إمكانية تحقق صدفة بهذا الحجم والنوع .. فليس لأي منا حظ يسعفه في لحظةٍ مفصليةٍ نادرةٍ كهذه ..

" لو ، لو تحققت ، ستوفر علينا كثيرا من الوقت والجهد والعناء المرتبط بكيفية الحصول على التفاصيل التي ستقودنا إلى حيث لبنى .. فأين ستكون ؟! .. ألله تعالى وحده يعلم ..

" ولو تحققت الآن ، لسَعِدَ الجميع ، وذهِلوا بالمفاجأة ، مادامت معظم صديقاتها يعرفن كل شيء عن مراسلاتها مع عصام ..

تحدثت لبنى مع الشاب الذي ناداها لدقائق ، وكأن جزءا من حديثهما يتعلق بالشخصين اللذين انزويا ، ثم عادت إلى البوفيه ..

كنت أتخيل وقع تحقق المفاجأة حين استفاق عصام مما هو فيه ، وسألني : ما رأيك أنت ؟

قلت : بمَ ؟

قال : أليست الأوصاف هنا ـ وأشار إلى الرسالة ـ متطابقة معها ؟

استجمعت قواي الذهنية مما كنت فيه ، ثم قلت : لو كان الأمر كذلك ، كان يجب أن تنتبه أنتَ لتطابقها معها قبل أن تسمع باسمها .. إن سماعك لاسمها دفعك للمقارنة ، وهذا غير كاف يا عصام ..

قال : صحيح .. وماذا لو كنا نمشي في الطريق ؟ هل كان علي أن أبحث عن تطابق أوصافها مع كلِّ من سأراهنَّ ؟! .. لكن قرينة الاسم صارت دليلا ودالـّة لا يمكن تجاوزها مع تطابق أوصافٍ ذكرتْها لبنى في رسائلها ..

ثم ، وهو يختلس النظر إليها ، قال : انظر يا أبا وائل إلى وجهها وعينيها وأنفها وشعرها وقامتها ولباسها .. إنها متطابقة .. إنها هي .. هي بشحمها ولحمها ..

قلت : ألا يمكن أن يكون ما كتبتْه عن نفسها مجرد وصف خيالي ، ليس إلا ؟!

اهتز غاضبا وصك أسنانه ، ولاذ بالصمت مرتشفا آخر ما تبقى في فنجانه .. وحين أراد وضعه على الطاولة ، سقط من يده ، فتناثرت بعض محتوياته اللزجة على الأوراق والطاولة ، والتفت الجميع صوبنا ، بينما أسرع عاملٌ ليزيل الآثار ..

تكهرب عصام أكثر .. فحمل مظروف إحدى الرسائل ، ومشى ـ يتصنع الهدوء ـ باتجاه البوفيه ..

وقف جانب لبنى منتظرا انتهاء العامل من حديثه معها ..

أقلقني تصرفه المفاجئ ..

هل سيسألها إن كانت هي صاحبة الرسالة ؟!

لكنه ما لبث أن عاد ، كمن نسي شيئا ، تاركا الظرف أمامها ..  

كان يحدثني وعيناه هناك ، مترقبا : هل ستنظر إلى الظرف ؟ هل ستقرأ الكتابة ؟ كيف سيكون رد فعلها ؟! ..

هل ستعتقد أنه نسي الظرف ، فتعيده إليه ؟! ..

لو كان الاسم المكتوب اسمها لانتفضت باتجاهنا بكل تأكيد ..

حاول أن يعطيَ فضولها فرصة أطول ليتأكد من أنها قرأت الكتابة جيدا .. وحين تأكد ، ولم تهتز من مكانها ، أسقط في يده ، ونهض باتجاه البوفيه كالمهزوم الهارب ، وهو يقول : هيا ..

هممت بالقول : ماذا لو كانت هي لبنى ، وقد عرفت الرسالة وعرفتك ، لكنها تجاهلتْ كل شيء لأسبابها الخاصة ؟!

لكني بلعت لساني ، فلم يكن عصام في وارد احتمال أكثر مما هو فيه ..

وفي السيارة ، قال معزيا نفسه : حظي ، وأعرفه ..

ثم ضحك ساخرا : كيف لي الظن بأن شيئا من هذا يمكن أن يتحقق لي بهذه السهولة ؟!

قلت : أسْمِعنا المعزوفة السادسة يا صديقي ، لعل فيها ما يهدئ روعك ..

 

 الرسالة السادسة 01/10/1986

 

قرأ عصام :

أمسكتُ القلم لأخط لك ، لكنني لم أدر ماذا سأكتب ..

نظرت حولي ، فتعلقت عيناي بلوحة على جدار غرفتي ، كتب عليها : اتق شرَّ مَن أحسنتَ إليه .. تساءلت :

كيف يمكننا اتقاءَ شر من أحسنا إليهم ؟! أيكون ذلك بدوام الإحسان إليهم أم بالحذر منهم ؟! ..

تذكرت مناسبة عيد ميلادي حين جاءتني إحدى صديقاتي بهذه اللوحة الصغيرة .. هي تعرف أني أكره هذه الأقوال وغيرها ، مثل : عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة .. والقناعة كنز لا يفنى ...  

أشعر أن هذه الأقوال وُضِعت خصيصًا لوَأدِ الطموح في نفس الإنسان ، ولجعله يبتعد عن المغامرة تحسّبا للفشل ..

بعدئذ ، انتقلت عيناي إلى صورة أمي .. أحسستُ بمشاعر متناقضة تتجاذبني تجاهها ، من حبي واشتياقي الشديدين لها ، إلى كرهي الشديد لضعفها ، وخوفي أن يصيبَني مصيرُها ..

بجانب صورة أمي رحمها الله ، عُلقت صورة شهيرة بالأبيض والأسود لجندي يُقتلُ في الحرب ، كتب في أعلاها :

لماذا ؟؟  why ??

رددتُ هذه الكلمة في أعماقي طويلا ، وحاولت إخراجها من داخلي لتصل لكل الناس ، لكنها بقيت صرخة مكتومة ..

ولطالما مثـّلتْ هذه الكلمة جزءًا من تفكيري ، حتى غدت مفتاحا لبوابات عقلي وسلوكي ..

على الجدار المقابل لسريري ، صورة قديمة للعائلة قبل الزلازل .. كانت وجوه الجميع مشرقة مبتسمة .. ابتهلت إلى الله أن تظل الابتسامة على وجوه إخوتي دائما ، حتى في أشد لحظات الحزن والكآبة ..

أما صورة ندى ، فقد ذكرتني بالموناليزا ، فابتسمت لها ، وقلت في نفسي :

كم أحب هذه الطفلة الكبيرة !!

هنا ، انتهت لحظات شرودي حين تذكرت ندى .. فقد نامت مبكرا ، وهي تشكو من ألم في يديها وقدميها ( روماتيزم ) ..

أسرعتُ إلى غرفتها .. غطيتها جيدا ، وعدت ، فوجدت ورقتي لا تزال بيضاء ..

ولأني لا أدري ما الذي سأكتبه إليك ، نقلت ـ وبصدق ـ ما جرى معي قبل شروعي في الكتابة ..

التحقت ندى بقسم اللغة الإنجليزية في الجامعة ، وبدأت تعمل معلمة بدلا عني ، وأنا سأعمل مؤقتا في مشروع طبي يديره خالي الطبيب ، ريثما أجد عملا يناسب دراستي في كلية الاقتصاد والتجارة ..

لي صديقة متزوجة في حلب ، جاءت إلى دمشق قبل أيام لزيارة أهلها .. اتصلتْ بي ، وكنتُ حريصة أن ألتقيها ، فثمة شيء يشدني إلى كل ما يتعلق بكلمة " حلب " .. لقد صارت تتقن اللهجة الحلبية ، وحدثتها عنك ، فدعتني لزيارتها .. ربما أذهب إذا سمحت الظروف ، فأزورها ، وأزور أختي .. وبالتأكيد ، سأتصل بك ..

تستغرب أختي رندة من تشعبات علاقتي بصديقاتي .. فهي تعرف الكثيرات منهن ، وترى أنه لا يوجد أي قاسم مشترك بين أي اثنتين منهن سوى علاقتهن بي .. فكيف أستطيع مصادقة جميع تلك المتناقضات ؟! ..

وبالفعل ، هن سبع صديقات ، كل واحدة منهن تعتقد أني الأقرب إليها ..

والطريف ، أن هؤلاء الصديقات مختلفات عن بعضهن اختلافا كبيرا ، فلم تتصادق أي اثنتين منهن .. بينما أجد أنا في كل واحدة توافقا مع جزء من شخصيتي ..

لكن ، تبقى صديقتي فدوى الأقرب إلى نفسي دائما ، ولو أن رعايتي الدائمة لها ، وخوفي عليها ، صارا بمثابة حق طبيعي لها ، فنسيَتْ أن الأنانية مقبرة الصداقة ..

هل سترسل لي صورتكَ مع الرسالة القادمة ؟؟ ..

 

أشعل عصام سيكارة مما قبلها ، وكذلك فعل بالرسالة التالية :

 

الرسالة السابعة ـ 18/11/1986

 

أعلم أن كلمة " آسفة " ربما لن تكون كافية للصفح عني ، ولكنك حين تعلم الأسباب ، فأنا واثقة بأنك ستسامحني ، وتغفر لي ..

باختصار : أمضيتُ عشرة أيام في صيدا لأن أختي كانت مريضة جدا ، وحين عدت ، وجدت ندى مريضة ومتعَبة أيضا من عملها كمعلمة ، فتبادلنا .. أنا عدت إلى المدرسة ، وهي أخذت مكاني عند خالي .. وعدت من جديد إلى دوامة لا تهدأ منذ الصباح حتى آخر رمق في الليل ، بين دوامي في الجامعة والمدرسة وإعطاء دروس خاصة واللوازم والأعباء والأعمال المنزلية ...

لقد توقفتُ ـ مكرَهة ـ عن مزاولة كل نشاطاتي واهتماماتي ، ومررتُ بفترة عصبية عصيبة جدا ، وانهرت تماما ، وعرف اليأس طريقا لقلبي .. مما انعكس علي ألمًا وصداعًا في رأسي يشبه الشقيقة ، فانطرحت ستة أيام في السرير ..

تحسنتُ بعدها جسميا ، لكنني ما أزال متعَبَة نفسيا .. وأشعر بالعجز التام عن الاستمرار في كل ما كنت فيه ..

قهرني الروتين القاسي والرتيب ، وجعلني ضعيفة وعاجزة .. وبدأت أدرك ما كانت تقوله ندى عني ..

حقا ، أنا الآن ، أفتقد الشيء الذي يجب علي أن أقدمه لندى .. حقا ، إن فاقد الشيء لا يعطيه ..

لم يعد لدي وقت حتى للتفكير بنفسي .. عندما يحين الليل أُهرَعُ إلى سريري منهكة مرهقة ، لأصحو باكرا ، فتتكرر يومياتي ..

ذهابي إلى الجامعة فقط هو الذي يذكرني بأنني لازلت شابة ولست عجوزا تنتظر مرور الأيام بسرعة حتى يأتيها الموت ..

كان لا بد من حلٍّ في الأيام العصيبة السابقة ..

نظمت وقتي قدر المستطاع ، مما سمح لي بالقيام بعملي وواجباتي ، وتفرغت قليلا للدراسة .. باتت الأمور الآن تحت السيطرة إلى حد كبير ، مؤملة في اضطراد تحسنها مع الوقت رويدا رويدا ..

أشعر أنني مكبلة بقيود اجتماعية تفرض علي العيش وكأني في الستين ..

مسؤوليتي تجاه نفسي ، وبالتالي ، تجاه المجتمع ، تتطلب مني حسابا دقيقا ودائما لكل خطواتي ..

عقلي لم يعد يحتمل ، وقلبي في نداء مستمر .. ربما يخرجني ـ من هذا الروتين ، ومن وحدتي ـ حبيبٌ .. لكنني أرفض أي شاب يود إقامة علاقة معي لمجرد إعجابه بشكلي الذي لا يدَ لي فيه ..

وذاتي ، هل هي ثانوية ؟! ..

لأول مرة يا صديقي الكبير ، أشعر بالضعف والانهيار ..

لقد حملت المسؤولية دون استعداد حقيقي لها ..

أشعر بأن أشياء كثيرة تنقصني ..

أعود للمنزل باكية حين أرى فتاة تمشي مع أمها أو حبيبها ..

وحين أسمع كلاما عن عطفِ وخوفِ أمٍّ على ابنتها ..

لا أدري .. أ أبكي نفسي أم أبكي أمي ؟! ..

حتى دموعي باتت محرّمة .. فعليّ عدم إظهارها أمام أختي ندى ولا أمام أي أحد آخر .. يجب أن أبدوَ قوية .. فالقوة قانون هذا العصر .. وقوتي ـ ولو كانت ظاهرية ـ قادرة إلى حد ما ، أن تحمي هذا البيت .. أعترف أني أحتاج إلى قوة جبارة لاستيعاب ندى ومزاجيتها وحساسيتها الفائقة ..

لقد اعتادت على نمطٍ حياتي معين .. فحين تطلب ، يجب أن تطاع .. حاولت إفهامها الفرق بين الواقع والممكن والمستحيل .. وأنها كبرت ونضجت ، فاتهمتني بالقسوة ..

أنا واثقة أنها ستفهم سبب تصرفاتي هذه ، حين تتحمل المسؤولية وتصطدم بالحياة ومشاكلها .. حينها ، لن تعاتبني ، بل ، قد تندم ..

وربما لا يكون كل هذا كثيرا على غيري .. لكنني أجده كثيرا كثيرا بالنسبة لي مقارنة مع غيري من الفتيات ..

أين راحتي ؟!

هل ستكون في بيت الزوجية ؟! ..

ذاك احتمال ضعيف ..

لذا ، لا زلت أرسم البسمة على شفتيّ لأبدوَ متفائلة .. فليس من عادتي البوح بمشاكلي .. لكن بعض الأصدقاء والصديقات لاحظوا ذلك واضحا في عيني ، كما قالوا ..

فأقنعتهم بأنني متفائلة وقوية ، وأنه مهما كانت الظروف قاسية ، فعلينا أن نكون أقوى منها ، وأن نواجهها ونتغلب عليها ..

وحين أخلو بنفسي يا صديقي ، أعرف أنني كاااااذبة ..

لو كنتَ مكاني ، ماذا ستقول لأصدقائك ؟؟ أ تقول الحقيقة أم تكذب كما فعلتُ أنا ؟؟

لا أنتظر جوابا منك ، لأنني أرى هذا الكذب ، واجبا وضرورة وفرض عين ..

لا عليك .. وإليك هذه البرقيات :

ـ ماتت منذ أيام جارةٌ لنا ، وبكاها ابنها كثيرا .. أ تدري أنني لم أحزن عليها ؟! ..

لقد صار الموت حدثا عاديا في حياتي ، وقدرا لا بد منه ..

ـ صارحت صديقتي فدوى بما جال في خاطري تجاهها .. فمن طبيعتي ألا أحقد على إنسان ، لكنني لا أنسى أبدا ..

حاليا تسير الأمور على ما يرام بيننا ..

ـ السنة الدراسية الرابعة ثقيلة وصعبة جدا ..

ـ صورتك كانت تقريبا كما تخيلتك ، بفارق واحد ، هو لون العينين ..

ـ لا يوجد ـ يا صديقي ـ إكراه فيما بيننا ، ليسمع أحدُنا الآخر .. فنحن قبلـْنا بصداقتنا ، وعلينا أن نفهمَ بُعْدَ هذه الكلمة وواجباتها تجاهنا ..

ـ عجبتُ لأمرك !! لماذا لم ترسلْ لي ـ طيلة المدة الفاصلة ـ رسالة تطمئن بها عليَّ ؟؟!! ..

مع تحيات صديقتك لبنى ..

 

وقبل أن ينتهي من قراءة تلك ، تجَهّزَ ليقرأ رسالة أخرى ، كمن يريد أن يرميَ الأثقال عن كتفيه دفعة واحدة ..

 

قال بلا توقف :

الرسالة الثامنة : 31/12/1986

 

قاطعته : أرجوك عصام .. توقف ..

نظر إليّ منتظرا تتمة لكلامي ، وكأنه أدرك ما يجول في رأسي ، فسألني : أ لديك ما ستقوله عن صورتي التي أرسلتها لها ؟؟ ..

وعندما لم أجبه ، أطرقَ ، ثم أدارَ وجهه عني ، وقال : معك حق ..

 

الأربعاء ـ 29 ـ 02 ـ 2012

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !