تستطيع أن تحدد على وجه اليقين فى ضوء مقدمات مجموعة من الممارسات المتباينة ما حدث للوجه الإعلامى إبراهيم عيسى المعارض للنظام المصرى الحاكم من حيث إقالته من جريدة الدستور التى تولى رئاسة تحريرها منذ إنطلاقها ...فمع صعود نجم إبراهيم عيسى كأشرس صحفى معارض لنظام الرئيس مبارك مدعما بظهور معارضة علانية غير مسبوقة فى العالم العربى للرئيس وإبنه تعدت على كافة ثوابت ثقافية إستقرت فى الوجدان العربى من إحترام و تقديس منصب الحاكم وتأليه بل تجاوزت الكل الخطوط الحمراء فى حملة تلقائية مواكبة لترشيح الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة وذلك من تيارات سياسية وأشخاص تقليدية و دينية وأصوات معارضة وإجتماعية مدنية وأحيانا ربات بيوت ولعوامل كثيرة أهمها المهنية الساخرة و الثقافة الأدبية والحرمان السابق المستتر من الكتابة و الظهور الإعلامى أصبح إبراهيم عيسى رمزا لإرادة التغيير لدى هذا القطاع متفوقا ورائجا عن عبد الحليم قنديل الذى كان قد بدأ العزف منفردا ومبكرا فى النقد المباشر للرئيس وإبنه بشكل صريح و ربما متجاوزا طبقا لمعيار ومفاهيم ثقافة السلطة و الأمن و المجتمع عبر مقالاته بجريدة العربى الناصرى التى ربما مست ذات الحاكم لا منصبه فقط ... و بحكم طول بقاء الرئيس مبارك فى السلطة قرابة الثلاثين عام تغيرت فيها مفاهيم وأنظمة و أفكار و سقطت فيها دول شمولية وظهرت وسائل جديدة للإتصال لا تتحكم فيها الدولة بشكل مطلق وأوعية إعلامية مستحدثة يصعب التحكم فيها و يستطيع الفرد إقتنائها بأسعار رخيصة ومتابعة ما تبثه من رسائل إعلامية مختلفة فتنبه النظام السياسى أنه عليه أن يساير التقدم العلمى و يطبق سياسة جديدة متزنة تتكيف بهدؤ مع الأوضاع الجديدة مستوحاة من جلاسنوست جورباتشوف تفتح فيها قنوات إعلامية لا يسيطر عليها الدولة بشكل مباشر ويترك فيها مساحة من الحرية تعطى إنطباعا بأنها متنفسا لواحة الحرية الموعودة فتدعم فكرة حيوية النظام الحاكم ومسايرته للتطور الديمقراطى الذى يشهده العالم وقد كان أحد أهم ملامحه سقوط سور برلين ...
وقد تطور الهامش الديمقراطى المحسوب بدقة سلفا فى مصر من هبة منابر السادات الثلاثة إلى أحزاب معارضة تحول العديد منها إلى متحف و أخرى إلى فوضى أصدار رخص لجرائد مفروشة وصحف سياسية و تجارية تصدر من أحزاب أراد له نظام السادات ومبارك أن تكون جزءا من تصور الحاكم العسكرى لتجربة الهامش المتوقع أن يبدأ بذوره آليات التغيير نحو منهج التدرج الديمقراطى دون أدنى إقتناع أو رغبة من الحاكم بأهمية دورالمعارضة و جدواها ووكفره بفكرة تدوال السلطة وهو معبر عنه الرئيس مبارك ذات مرة بسياسة الجرعات الديمقراطية التى إنتهجها تارة وتلاها أخيرا بإعلانه قناعته بقيادة حزب يهيمن على الحكومة بأغلبية كبيرة وساحقة حتى يستطيع أن يحدث التغيير المنشود.
وقد ساعدت الأحزاب المعارضة هذه السياسة فلم تستغل قوتها ومزايا قيامها على سند صحيح من القانون فى الممارسة السياسية وتقوية وتدعيم دورها ووجودها فى الشارع فبالإضافة من عدم ترحيب سياسى بوجودها وتقدير و تفعيل دورها على الساحة بشكل إيجابى وحصارها أمنيا فقد أستسلمت للدور المنوط بها من جانب السلطة كهياكل شكلية مكملة للمناخ والديكور الديمقراطى بل و إعتراها فساد داخلى وفقدت القدرة على الإبتكار فى العمل السياسى وطرح أفكار تقنع جزء من الجماهير تحقق بها شعبية ما فى الشارع لتكسب أى أرضا جديدة حتى أن رئيس الحزب الناصرى ضياء داود يعانى من مرض الزهايمر ومن الصعب على حالة شيخوخته أن يتمسك برئاسة الحزب ولكن بات أعضاء الحزب و النظام يتماسكوا به أكثر من رغبتة الذاتية الشخصية فى البقاء.
وضخ نظام مبارك أفكار جديدة للسيطرة على مايسميه أحزاب المعارضة مستوحاة من عهد الملكية فى مصر فقدم أحزاب معارضة صناعة حكومية وأمنية بالكامل تقوم بدور الوصيف إذا تمرد أو إستقوى أحد الأحزاب وخرج عن خط الدولة والدور المرسوم له بل أن النظام ذاته وظف حزب مثل حزب الأمة للسخرية والإستهزاء من فكرة أحزاب المعارضة عبر رئيسه الذى دفعت له خزانة الدولة مليون جنيه لينافس الرئيس مبارك على رئاسة الجمهورية ببرنامج أبرز سماته أعادت إرتداء الطربوش فى مصر ومنحته وقتا فى تليفزيون الدولة لعرض مبرارته و ليعلن هو شخصيا فيه أنه سيعطى صوته ذاته للرئيس مبارك عن قناعة....وعندما سيطر التيار الدينى على حزب العمل مما شكل خطورة ما على النظام فقام بتصفية الحزب و تجميده فى دوائر قضائية قريبة من فكر النظام ....ومع إنفتاح النظام بحرص شديد على تجربة الصحف المستقلة و الصحف التى تصدر بتراخيص من قبرص و لندن و تطبع فى مصر ظهرت جريدة الدستور و الأسبوع ذات الطابع السياسى و سط كم من الإصدرات لا قيمة لها وبناءا على شكوى المهندس نجيب ساويرس للرئيس مبارك تم منع طبع جريدة الدستور فى مصر التى كانت تصدر من قبرص و جلس إبراهيم عيسى على مقهى فى بداية شارع رمسيس من ناحية حى معروف ليقبض بالدولار حسب قوله شخصيا من عمله كمراسل لجرائد نفطية بعد فشل جميع محاولته فى الكتابة فى مصر بإسم مستعار حتى لو إدارة جريدة الجيل المستقلة من الباطن وعندما عادت جريدة الدستور و حصل صاحبها عصام إسماعيل فهمى على حكما قضائيا بعودتها بتراخيص يصدر من مصرلحساب مؤسسة شركته الإعلامية المستقلة بعد توقف دام ستة سنوات وعاد معها إبراهيم عيسى ....
و سمح لرجال أعمال محسوبين على النظام و شركاء فى تنفيذ أعمال خططه الإقتصادية الضخمة و رجال أعمال من الحزب الحاكم بتملك قنوات فضائية خاصة فظهرت قنوات عامة مثل دريم و المحور و ON. TV و O.TV بجانب قنوات دينية و رياضية ودرامية جميعها لايسمح فيها بتقديم نشرات أخبارية أومضمون له صبغة سياسية حتى ظهرت فى القنوات الخاصة العامة الثلاث المفتوحة برامج التوك شو على الهواء مباشرة مثل العاشرة مساء و 90 دقيقة و بلدنا بالأضافة إلى برنامج القاهرة اليوم على قناة الأوربيت المشفرة وظهرإحساس غير حقيقى فى الشارع يروجه الإعلام الحكومى والحزبى و المستقل بإنفراج فى الهامش الديمقراطى غير معلن عنه و ترقب لنتيجة التجربة من النظام "لأولاده من الإعلاميين " أوكل سلطة ضبط إيقاع هذه البرامج لوزير الإعلام والأمن فى مؤسسات القنوات الإعلامية التجارية الخاصة التى تتربط إرتباطا وثيقا بالرئيس مبارك و نظامه ماديا و فكريا وأدبيا وظهر أيضا برامج يقدمها بعض الصحافيين الحكوميين الذين يعيشون فى كنف ورعاية نظام الرئيس مبارك و لا يختلفون معه مثل برنامج هبة عنايت على الأوربيت وبرنامج كرم جبر على المحور و محمد المسلمانى على دريم و عمرو الليثى على دريم و التليفزيون المصرى و محمد حسن الألفى ومحمد فوزى على المحور وقدم وائل الأبراشى برنامجه الحقيقة على قناة دريم كمعارض يقبله النظام ويلتزم بسقف مقبول و فى إطار محدد ....إلا أن تواجد إبراهيم عيسى بدأ مبكرا فى الفضائيات الخاصة عبر برنامجه الدينى على قناة دريم فى إطار أكثرا تحديدا وعلى صعيد أخر أستطاع نظام مبارك إمتصاص حزب التجمع و التنسيق معه أمنيا حتى أن جريدة الأهالى المعبرة عن لسان أكبر حزب يسارى فى مصر أصبحت إصدار سرى رغم الظروف الإقتصادية التى يعانى منها القطاع العريض من المجتمع المصرى ....و على مشهد أخر إستطاعت وزارة الثقافة تأميم المثقفين حتى أن أحد رموز اليسار المصرى الكاتب الصحفى صلاح عيسى الذى إستضافته عديد من السجون المصرية كمعتقل سياسي فى عصر السادات أصبح محدد الإقامة فى كرسيه على رئاسة تحرير جريدة القاهرة التى تصدرها وزارة الثقافة كجائزة ترضية عن نسيانه بروليتاريا الطبقة العاملة ومن هذه الظاهرة إستطاع النظام أن يضع إيدلوجية لترويض المثقفين الذين يصدعوه بالثرثرة أما عبر إغراءات المال أو منصب الإعلام الحكومى أو عبر الإغداق عليهم بالأموال عبر المتحالفين معه من رجال الأعمال ومؤسساتهم الإعلامية الخاصة ففى شهر رمضان الماضى إنتخب وائل الإبراشى رئيس تحرير جريدة صوت الأمة المعارضة المستقلة ومجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم اليومية المستقلة التى يملكها محمود دياب و نجيب ساويرس ليقدما برنامج إتنين فى إتنين وهو برنامج فضائح يستضيف مشاهير أهل الفن و الرياضة و الصحافة وهو برنامج لا يتناسب إطلاقا مع الوضع المهنى والمكانة الصحفية لمقدميه التى تناسوها ساعيا وراء الرواج و المال و مزيد من الشهرة .
و قد برع المهندس نجيب ساويرس فى التعامل مع فقراء المثقفين و إحتوائهم بالذهب و الفضة و مجالسة كبار القوم فكان له تجربة رائدة مع الشاعر أحمد فؤاد نجم الذى زار كل سجون مصر و معتقلاتها بلا إستنثناء فقام بالإحتفال بعيد ميلاد الشاعر فى منزله بعمارات إيواء ضحايا الزلزال بالقطامية تمهيدا لرعاية مستقبلية لاحقة مقابل العمل لحسابه فوظفه للإنتقام من صديقه القديم الصحفى عادل حمودة فى كتابه الشهير" أنا بقى و عادل حمودة" الذى طبعه ساويرس على نفقاته الخاصة و طرحه فى السوق بسعر زهيد لتجرأ حمودة على نشر صورة لزوجته فى جريدة صوت الأمة ... ثم منح الشاعر اليسارى الكبير برنامج فى قناته O.TV ولعلها كانت بروفة قبل أن يتسلط على إبراهيم عيسى و يقنعه بفكرة التعقل و التآخى مع الكبار و العمل لديهم بتقديم برنامج "كلام فارغ" على قناته و مع نجاح التجربة و عدم الإعتراض أو التوجس منها من قبل النظام أعطى لإبراهيم عيسى جوائز جديدة بالصعود على الهواء مباشرة خلال يومين بالأسبوع فى برنامج التوك شو بلدنا بالمصرى على قناة O.TV وقدم أيضا فى نفس القناة فى رمضان الماضى نقدا سخرا للحكومة فى برنامجه "حاجة تفطر " و مع هذا الإغراق المادى والرواج والنجومية التليفزيونية قدم برنامج "حمرا" على قناة موجة كوميدى فى رمضان أيضا إستضاف فيه الفنانات و الراقصات و المطربين و الصحافيين وهو برنامج لا يتناسب أو يليق مع أى كاتب سياسى معارض أو مستأنس من حيث الشكل أو الأسم أو المضمون وكل هذا ولم يتخل عن برنامجه الدينى الذى ظهر فيه مرتديا جلباب على قناة دريم فى ذات الشهر الكريم ليتحدث فجرا عن الشمس و القمر الصحبان أبو بكر و عمر.
ونجح النظام و رجال الأعمال فى دراسة نفسية إبراهيم عيسى وجنونه و حماسه للشهرة و المال لتحويله بإرادته الكاملة إلى بلياتشو الصحافة المصرية و التليفزيون الفضائى الخاص ...و رغم أن إبراهيم عيسى تصور أنه أذكى من الجميع و عليه أن يوسع من شهرته و أمواله و يستفيد بأكبر قدر ممكن من هؤلاء الأثرياء دون أن يتنازل عن موقفه السياسيى بل ربما أعتقد أن نجوميته التليفزيونية ستخدم أفكاره السياسية المعارضة للنظام أو لمس أنه كلما زادت حدة معارضته كلما إبتزهم أكثر فهموا مسرعين إلى إرضائه بنعيم المال و الشهرة و المكانة الثقافية إتقاءا لشره أو ساعيا إلى عطفه فنجيب ساويرس ذاته أجلسه فى المنفى على المقهى ستة سنوات...
وعندما يسمح النظام للدكتور السيد البدوى بتملك ثلاثة قنوات فضائية خاصة أحدهما تقدم برنامج توك شو على الهواء و يرأس بالمصادفة حزب الوفد فى إنتخابات ديمقراطية داخل أروقة الحزب فأن نظام مبارك قد يعدو أنه أصبح ليبراليا أكثر من الليبراليين فجأءة ودون حساسية التمهل فى التجربة خصوصا أن أى حزب بما فيهم حزب الوفد لازال غير مصرح له بإقامة أى قناة فضائية تلفزيونية أو محطة إذاعية محلية فى مواجهة قنوات بث الأغانى و الأفلام و الدراما و الرياضة و الدين والجنس المستتر...
و مع إقالة السيد البدوى لإبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور بعد شراء الأول لها منذ شهرين فقط بمبلغ أربعة ملايين دولار ورغم أن هذا قد يسبب حساسية و تذمر للمتعاطفين مع رئيس التحرير المقال إلا أنه حق أصيل للمستثمر صاحب أكبر الأسهم فى الجريدة وعلى زملاء إبراهيم عيسى تقبله سواء فى نقابة الصحافيين المصرية أو الصحافيين العاملين بالجريدة بالأضافة لقرائه تطبيقا لمبدأ بسيط يبدو أن الجميع يتناساه هو أن من يملك يحكم و هذه هى طبيعة الأشياء ...و من لا يستوعب هذا عليه أن يجد لرأسه مكانا على الحائط المتسع يرتطم به براحته حتى تسيل دمائه فلا وقت للعواطف مع تدافع السياسات الأقتصادية وإختباراتها الجديدة ...
فقد أظهرت الإقالة لغزا جديدا حول سياسة الإحتواء فالدكتور السيد البدوى قدم بنفسه خير الأدلة و البراهين بلا حياء على مستوى ذكائه الإعلامى المتسع للغاية وفضح نفسه بصورة أكثر قتامة عن إستكمال شراء أسهم عقول المثقفين المصريين الفقراء بنشأتهم بالكامل و إخصائهم بالتراضى ...فالرجل يعلن أن سبب إقالة إبراهيم عيسى هو الفساد الإداري وأن قرار إقالته هو قرار اقتصادي يرجع لعدم وجود إعلانات بالجريدة، و أن العمل في الدستور غير مؤسسي، وهناك فساد إداري كبير في الجريدة، لكن محدثه الإعلامى معتز الدمراش و هو نجم إعلامى كبير هو الأخر لم يسأله لماذا أشترى هو وزملائه جريدة بملايين ولم يقوموا بدراسة جدوى لها و معرفة موقفها المالى وحجم التوزيع وحجم الإعلانات السابقة على الشراء و مع كل التدهور المالى الذى يزعم أن إبراهيم عيسى ورائه وكيف وصل سعر شراء الجريدة إلى ملايين والمدعو إبراهيم عيسى الفساد ترأسها على مدى حياتها؟ وكيف يدفع فى جريدة فاشلة هو وزملائه فى حصان طروادة أربعة ملايين و يرفع بنفسه مرتب عيسى بنسبه 3 أضعاف من 25 ألف جنيه، فتمت زيادته إلى 75 ألف جنيه رغم عدم وجود إعلانات بالجريدة وهل هذه رشوة مقنعة من جهة سيادية ؟ بل يعلق البدوى قائلا "مفيش رئيس تحرير في مصر مرتبه 75 ألف جنية" ويشيرأنه كان أبرز اهتماماته هو العنصر البشرى، ولذلك قرر من تلقاء نفسه رفع المرتبات بنسبه 100% للصحافيين بالجريدة ؟ و أخطر ماقاله السيد البدوى أنه أكد أن إبرا هيم عيسى سوف سيتم نشر مقاله فى ا لدستوربنفس حجمه ودون المساس بالمزايا المادية والعينية التي تمت إضافتها لإبراهيم عيسى وهو مايعنى عمليا إبعاده عن السياسة التحريرية و إرضائه بنفس المميزات المادية مع تحجيمه داخل مقاله ...و هى بلاشك ميزة لا يمكن إنكارها ولطف فى تعامل نظام مبارك وحلفائه مع الأقلية الشاردة من معارضيه ..وحكمة التعقل معهم و إغداق رجال الأعمال عليهم من مخصصات نجاحهم المعروف دواعيه ؟
والغريب أن البلياتشو هو الوحيد الذى يرفض صفقة ب 75 مبلغ ألف جنيه راتبا شهريا حتى يكون أكثر أدبا و حكمة مع صاحب السيرك و شركائه ومن الطبيعى أن يطلب صاحب السيرك من البلياتشو أن يكون أكثر حنكة وواعيا بأن مهمته هى أضحاك ملوك السيرك ؟
ويجب التأكيد على قدرة النظام و رجاله على إقناع المجتمع من كون مثقفا من عيار و نوع و وزن وحيد حامد كان معارضا للنظام طوال ثلاثين عاما الماضية كما يريد هو إقناعنا أيضا بذات الفكرة رغم تأكيده على موافقتة على ترشيح الرئيس مبارك لفترة و لاية سادسة طبقا لنظرية فصل النظام عن الرئيس ... كما تؤكد إعلامية مثل منى الحسينى فى برنامجه حوار صريح جدا الذى إستمر أكثر من عشرين عاما بنجاح منقط النظير لضيفها الشاعر أحمد فؤاد نجم أنه لا داعى إلى نشر غسيلنا فى قناة الجزيرة و أن البلد دى فيها كبير لا بد أن نحترمه ....
و يعد الإعلامى عماد الدين أديب نموذجا عمليا لنظام عائلى أستطاع أن يروج لنفسه على أنه معارضا فقد إستضاف أخوه الأكبر عماد الدين أديب فى لقاء عائلى فى برنامج القاهرة اليوم حث فيه الأخ الأكبر الأخ الأصغر على الهواء مباشرة أن يتذكر أن الرئيس مبارك علاج أبوه عبد الحى أديب على نفقة الدولة بالخارج لتقديره لدور الفن و عندما توفى والدهما قام بالإتصال تليفونيا بهما و بأخوهما الأوسط عادل أديب لتقديم واجب العزاء فى لمسة إنسانية من سيادته و أشار إلى إحصائية عن عدد زيارات وسفريات و لقاءات سيادة الرئيس منذ فترة مرضه وخلال تسعة شهور التالية لها مؤكدا على أنه جهد لا يتحمله بشرا و أنه يشفق عليه من ضخامة وجسامة المسئولية و قدم تفسيرا مدهشا لجمهور براجوزى النزعة إضافة لجمهور الوصلة السلكية الذى يشاهد البرنامج على القناة المشفرة وهو أن السيد جمال مبارك دخل الحياة السياسية من أجل أن يساعد ولده ولتخفيف عن كاهله من أعباء المسئولية ...والسبب الوجيه الذى قدمه عماد الدين أديب فى وجود أخوه الأصغر الصامت أمامه يلقى بوضوح أضوائه على طبيعة المثقف داخل عماد الدين أديب الذى يملك ويدير إمبراطورية إعلامية واسعة و مترامية الأطراف إزدهرت فى عصر مبارك حتى أن عدد الإصدرات والجرائد التى يصدرها لا تتحصى وعدد المقالات التى يكتبها من الصعب عدم الشك فى أن من يقوم بكتبتها فريق كامل متكامل من الصحافيين محدوى الدخل وهو ما يذكرنا بالأستاذ إبراهيم نافع والشائعة الطريفة التى إنتشرت بين الصحافيين أن عدد من يقوموا بكتابة مقالاته أكثر من عدد قرائه ولاشك أن عماد الدين أديب هو أول صحفى فى العالم يرأس تحرير جريدتين يوميتين فى وقت واحد هى جريدة عالم اليوم و جريدة نهضة مصر علاوة على رئاسته لتحرير مجلات أسبوعية عديدة و إدارة أنشطة أنتاج وتوزيع سينمائية و مواقع إنترنت وهو ظاهرة غير مسبوقة فيما عرف بإسم صحافة أوبرا الصابون نسبة لمسسلات أوبرا الصابون الأمريكية و رأس أخوه الأوسط عادل أديب تحرير جريدة وسط البلد قبل تفرغه للاخراج السينمائى فى شركة أخوه الأكبر و تعد الإعلامية لميس الحديدى زوجة الأخ الأصغر أخر العنقود فى تقديم البرامج التليفزيونية الناجحة والمقالات الصحافية المميزة الرائعة ؟ وجميع أفراد أسرة أديب حتى الأب المتوفى لا تختلف على أهمية تأييد ودعم سياسات الرئيس حسنى مبارك وإبنه و يعد منع برنامج القاهرة اليوم من البث من مدينة الإنتاج العلامى بستة أكتوبر توقف مؤقت للحد من طموح الإعلامى عمرو أديب فى النجاح و الشهرة وكسب أرض جديدة تؤكد تفوقه بالسبق الإعلامى أثناء الأنتخابات البرلمانية و الرئاسية القادمة المقترح أن يقترع فيها الأمن لإختيار المرشحين .
وإذا كان كل هؤلاء معارضين لنظام مبارك فأن حمدى قنديل وعبد الحليم قنديل و علاء الأسوانى ومحمد المخزنجى و فهمى هويدى ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم وجورج إسحاق و حسن نافعة وجلال أمين وغيرهم مهرجين وأراجوزات فى سيرك العجوزة بقيادة البلياتشو الأوحد محمد حسنين هيكل الذى أظهر إستطلاع للرأى أجراه التليفزيون المصرى أن برنامجه "مع هيكل" فى قناة الجزيرة الجنسية المتحرشة يعد أعلى نسبة مشاهدة فى مصر بعد البرنامج الحوارى الإتجاه المعاكس رغم أنه برنامج البلياتشو تاريخى.
ومع ظهور ليلى إبنة الدكتورة محمد البرادعى فى صور عارية بملابس البحر فى الإعلام المصرى الذى لم إحتار أن يفرق بين المايوه التى ظهرت فيه بالصور من حيث أنه "وان بيس" قطعة واحدة أو "بيكينى" قطعتين و أن هذا المسلك المتحرر البعيد عن أخلاقيتنا وينافى عاداتنا و تقاليدنا و ديننا هو سبب منح الدكتور البرادعى جائزة نوبل للسلام خصوصا أن هذا السلوك والعرى لم نشاهده من قبل فى أسرة محمد على حتى عصر أسرة الرئيس محمد حسنى مبارك ...و لأنى غير مشتغل بالثقافة أو الإعلام عامدا و لا أشكل أى ضغوط على حكومة رجال الأعمال فأنى متبرع مجانا ودون مقابل بتصويت للرئيس مبارك و نظامه و حكومته و حزبه و إبنه من بعده لأخفف العبء عن كاهل رجال الأمن و شركائهم فى تسويد بطاقتى الإنتخابية فى أى إقتراع عام قادم ...
خالد طاهر جلالة
October 6, 2010 at 11:49pm
http://forum.maktoob.com/t988699.html
التعليقات (0)